-A +A
عبده خال
أي جريمة تستهدف أمن الوطن يجب أن تسرع محاكمة المتهمين لإحداث حكم ناجز يعاقب العابثين بالعقوبات الرادعة لحماية أمن البلاد، فأي تباطؤ في هذا الأمر يكون مداعاة في التهاون في مختلف الجرائم المهددة للأمن، وأعلن القضاء أحكاما ناجزة لم تتأخر طويلا لمعاقبة الجواسيس السعوديين الذين مثلوا كأول خلية جاسوسية سعودية يتم القبض عليها وهي تتخابر ضد بلادها (وهي سابقة لم يكون لها مثيل في تاريخنا الحديث).

فقد عَمدَت أو جهزت المخابرات الإيرانية خلية جاسوسية سعودية لكي تكون عينا على بلادها وأمنه، وهي الخلية التي تم القبض عليها خلال العام المنصرم على أن تقوم بعدة مهام جاسوسية مثل: (كيفية كتابة المعلومات واستخلاصها، وفنون التخفي والهروب، ودورات في تجنيد الجواسيس، وتشفير الرسائل واستقبالها وإرسالها، وكيفية التعامل مع الفلاش ميموري والحاسب الآلي والحوار، وتصوير المواقع والوثائق، وكيفية الاحتفاظ بالمعلومات والبيانات دون الحاجة لحفظها على ذاكرة حاسوبية).


وقد أدان القضاء هذه الخلية الجاسوسية (30 جاسوسا سعوديا) وحكم على 15 منهم بالقتل قصاصا.

والتجسس من قبل أحد المواطنين يعتبر خيانة عظمى للوطن ومن الجرائم المنكرة التي يكون القصاص فيها هو العقوبة المثلى لمرتكبها إذ يتم استئصاله من الحياة كعنصر سعى إلى إسقاط دولته بتوفير معلومات عن بلاده (مهما كانت بسيطة) لجهة أجنبية تستغلها ضد أمن وسلامة الوطن.

وبالنظر إلى التهم الموجهة لهؤلاء الجواسيس سوف تجد أن المبالغ المدفوعة لهم زهيدة للغاية مقابل جريمة خيانة وطن، مبالغ لا تتناسب مع جريمة يستنكف أي مواطن شريف القيام بها مهما كانت المغريات ولا تتناسب مع المعلومات المسربة ولا تتناسب مع الجهد المبذول لتوفير تلك المعلومات.

وعادة تكون أموال الجاسوسية أموالا طائلة (كما نفهم من خلال المسلسلات والأفلام السينمائية) تحفز الجاسوس على إتيان أعمال خطرة يعلم تماما أنه لو تم كشف جاسوسيته سوف يكون الإعدام نصيبا رادعا لجرمه.. أما إذا كانت المبالغ زهيدة التي حصل عليها كل جاسوس سعودي فهذا يؤدي إلى ترديد المثل القائل فلان مثل فقراء اليهود لا ثراء دنيا ولا مكسب آخرة.

ومهما كانت الأموال فحب الوطن وحماية أمنه تفوق أموال الدنيا مجتمعة هذا لمن يعرف قيمة الأوطان.