بسبب مواعيد طبع الجريدة فقد دفعت بهذا المقال قبل مباراة البارحة بين الجارين النصر والهلال، ولست أدري كيف جرت، وكيف انتهت.
ولهذا سأكتب عن موضوع آخر، فقد تلقيت الأسبوع الماضي دعوة من الزملاء في برنامج عالم الصحافة في القناة الرياضية واعتذرت لهم عن عدم تلبية دعوتهم لأسباب كثيرة سوف أعرض هنا لبعضها.
فقد اكتشفت أنني لا أصلح لهذه البرامج التلفزيونية، فهي تحتاج شخصا متعصبا لناديه، واستفزازيا لجمهور الفريق المنافس، يمتلك قدرة كبيرة على قلب الحقائق، وتزييفها، بل وحتى الكذب إن استدعى الأمر!
أصبحت أهم مواصفات النجاح في هذه البرامج هي أن يكون المشارك بها شخصا غوغائيا، يدغدغ مشاعر الجمهور المتعصب بطروحات وقضايا تافهة وساذجة يحقق من خلالها شعبية وأصداء وردود أفعال أغلبها من نوع «اجلد»!
لم يعد لصاحب الرأي الموضوعي والطرح الجاد مكان في هذه البرامج، وإن وجد وحضر فهو لن يكون بأفضل حال من حضور الأيتام على موائد اللئام، واللئام في البرامج الرياضية كثيرون وصاروا يتقنون قواعد اللعبة التي تحكم حضورهم المستمر والمزمن في هذه البرامج.
حتى صار مقدمو البرامج يبحثون عنهم لجذب المشاهدين، فهم يريدون النجاح لبرامجهم على قاعدة «الجمهور عاوز كدا» ودعك من الوعي والمهنية واحترام العقول فهذه الأشياء آخر ما يفكر بها القائمون على برامج الرياضية.
بل إن مقدم أحد البرامج عندما يجد أن ضيوف برنامجه كان مستوى أدائهم الغوغائي والاستفزازي متدنيا، يقوم هو بالمهمة، فيبادر بنفسه وبكل ما أوتي من خبرة بسد النقص، ورمي بعض الجمل والآراء التي تستفز هذا الجمهور أو ذاك، وبراءة الأطفال في عينيه، فكل هدفه هو الإمساك بالمشاهد حتى لا يفلت منه ويذهب لبرامج أخرى تتنافس معه وتزايد عليه في لعبة التهييج والاستفزاز ودغدغة المشاعر تارة، وإثارتها طورا.
لقد تورطت البرامج الرياضية في لعبة هي صنعتها، ثم أصبحت أسيرة لها لا تستطيع الفكاك أو التخلص منها، لأن هذا يعني حكما نهايتها، وخروجها من ميدان المنافسة.
ولهذا أصبحت هذه البرامج تحتفي بالمشجعين المتعصبين الاستفزازيين الغوغائيين الذين يدوسون على مهنيتهم وعلى الوعي وعلى الحقيقة في سبيل الانتصار لأنديتهم، والانتصار لأنفسهم بتحقيق شعبية لدى صغار المشجعين ممن إذا كبروا ونضجوا وارتفع وعيهم لا يترددون بالبصق عليهم وازدرائهم، والندم على الأوقات التي قضوها بالاستماع لهم وتصديقهم.
ولهذا سأكتب عن موضوع آخر، فقد تلقيت الأسبوع الماضي دعوة من الزملاء في برنامج عالم الصحافة في القناة الرياضية واعتذرت لهم عن عدم تلبية دعوتهم لأسباب كثيرة سوف أعرض هنا لبعضها.
فقد اكتشفت أنني لا أصلح لهذه البرامج التلفزيونية، فهي تحتاج شخصا متعصبا لناديه، واستفزازيا لجمهور الفريق المنافس، يمتلك قدرة كبيرة على قلب الحقائق، وتزييفها، بل وحتى الكذب إن استدعى الأمر!
أصبحت أهم مواصفات النجاح في هذه البرامج هي أن يكون المشارك بها شخصا غوغائيا، يدغدغ مشاعر الجمهور المتعصب بطروحات وقضايا تافهة وساذجة يحقق من خلالها شعبية وأصداء وردود أفعال أغلبها من نوع «اجلد»!
لم يعد لصاحب الرأي الموضوعي والطرح الجاد مكان في هذه البرامج، وإن وجد وحضر فهو لن يكون بأفضل حال من حضور الأيتام على موائد اللئام، واللئام في البرامج الرياضية كثيرون وصاروا يتقنون قواعد اللعبة التي تحكم حضورهم المستمر والمزمن في هذه البرامج.
حتى صار مقدمو البرامج يبحثون عنهم لجذب المشاهدين، فهم يريدون النجاح لبرامجهم على قاعدة «الجمهور عاوز كدا» ودعك من الوعي والمهنية واحترام العقول فهذه الأشياء آخر ما يفكر بها القائمون على برامج الرياضية.
بل إن مقدم أحد البرامج عندما يجد أن ضيوف برنامجه كان مستوى أدائهم الغوغائي والاستفزازي متدنيا، يقوم هو بالمهمة، فيبادر بنفسه وبكل ما أوتي من خبرة بسد النقص، ورمي بعض الجمل والآراء التي تستفز هذا الجمهور أو ذاك، وبراءة الأطفال في عينيه، فكل هدفه هو الإمساك بالمشاهد حتى لا يفلت منه ويذهب لبرامج أخرى تتنافس معه وتزايد عليه في لعبة التهييج والاستفزاز ودغدغة المشاعر تارة، وإثارتها طورا.
لقد تورطت البرامج الرياضية في لعبة هي صنعتها، ثم أصبحت أسيرة لها لا تستطيع الفكاك أو التخلص منها، لأن هذا يعني حكما نهايتها، وخروجها من ميدان المنافسة.
ولهذا أصبحت هذه البرامج تحتفي بالمشجعين المتعصبين الاستفزازيين الغوغائيين الذين يدوسون على مهنيتهم وعلى الوعي وعلى الحقيقة في سبيل الانتصار لأنديتهم، والانتصار لأنفسهم بتحقيق شعبية لدى صغار المشجعين ممن إذا كبروا ونضجوا وارتفع وعيهم لا يترددون بالبصق عليهم وازدرائهم، والندم على الأوقات التي قضوها بالاستماع لهم وتصديقهم.