-A +A
تركي الدخيل
شغل المتابعون بالسجالات التي خاضها زملاء من المهتمين بالتحليل الرياضي ضد الكاتب صالح الطريقي. العبارات التي وجهت إليه تصب في إدانة القراءة، والاهتمام بالكتب لدى صالح. «هذا من الكتب، تحتاج تنام عشرة أيام»، والآخر يذمّ الفلسفة، ويحذّر الطريقي: «أنت عارف وين تودي الفلسفة».

الفرق بين هذا التعيير بالكتب، والنبز بالفلسفة مثل المثل العامي: «انهبل من كثر القراءة»، لكنها قيلت بأسلوب آخر، وبتدوير وتنويع للأقوال والكلمات.


الحقيقة أن الزملاء طرحوا إرثاً تربى عليه جيل أو أجيال، كانت القراءة فيه من المخاطر التي تودي بالعقيدة، وتذهب بالعقل، وتسبب الأمراض النفسية المستعصية، وقديماً كان التحذير من «زيادة التعلم»، لأن القليل منه يكفي وبخاصةٍ بالنسبة للمرأة، لكن المفاجئ أن هذا الإرث لايزال فاعلاً ببعض العقول حتى مع التقدم العلمي بالسعودية، وتحوّل البلاد إلى أكبر سوق للكتاب بالعالم العربي، وذلك حسب إحصائيات الجامعة العربية، وبحسب الناشرين الذين يبيعون كتبهم بالمعارض، مما جعل معرض الرياض للكتاب السوق الأول بلا منازع.

من المفارقات أن تحذير زملاء الحرف والمهنة للطريقي من القراءة، يأتي تزامناً مع فعاليات معرض جدة للكتاب، وهذا يجعل الأمر أكثر سوءاً.

الكتاب يثري ويغني ولا يخيف، الكابوس المخيف هو الجهل، فخافوا منه أولاً، ثم صادقوا الكتاب.