ثمة اجتهادات تؤدي إلى كوارث، واجتهاد الضابط التركي طاش في مقتل السفير الروسي كارلوف هو الكارثة بعينها التي سوف يجنيها كل بلد وكل فرد مسلم من جراء انفعالات ضابط لم يزن نتائج فعله مع ردة الفعل الدولية، إذ أعلنت روسيا اعتبار مقتل سفيرها عملا إرهابيا.
وإن كان القاتل قد اعتبر الهجوم المسلح على السفير الروسي ما هو إلا انتقام لمدينة حلب السورية لثني روسيا عن مساندتها لنظام بشار الأسد، وهذا لعمري ما هو الا افتقار لمفهوم التحالفات وإستراتيجيات المصالح الوطنية للدول المتنفذة في تسيير عجلة الحرب سواء كانت في سورية أو في أي مكان آخر.
وإن كانت وسائل الإعلام بكت واستبكت ما يحدث في حلب، فإن تقديم صورة المعارك في سورية شابه بعض من الانتقائية، إذ لم تكن حلب هي البلدة الوحيدة التي دمرت في الحرب، ولأن من يقف خلف تقديم الصورة ناقصة جعل معظم المسلمين يتباكى على مدينة واحدة من ضمن مئات المدن السورية التي سويت بالأرض.. كما اجتزأت وسائل الإعلام الحزن الإسلامي في حلب، بينما عشرات المدن يسفك فيها الدم وتقوض الدولة كاملة كما يحدث في العراق وليبيا.
إن تقديم المذبحة في حلب وكأن الإسلام سوف ينهار بسقوطها مع نسيان بقية المدن العربية والإسلامية وما يحدث فيها من دمار يشي بأن الرسالة الإعلامية موجهة لأن تكون بقعة الضوء مسلطة على مدينة واحدة.
ولأننا أمة تتساقط عزيمتها يوما بعد يوم وجدنا أنفسنا نبكي ونتباكى على مدننا الساقطة في كل حرب نكون فيها نحن الطرف الأضعف.
تذكروا كم مدينة بكيناها؟ سواء كانت إسلامية أو عربية، وفي كل زمن نفتح غرف العزاء لكي يندب كل مسلم المدينة التي يقطنها أو المدينة التي تكون في دائرة المدن الإسلامية.. ولأننا أدمنا البكاء والندب تجدنا في كل زمان ومكان غزيري الدمع حتى غدونا نصدر أدمعنا إلى كل ركن من أركان الأرض.
وهذه الحالة من الانكسار العظيم لن يكون اجتهاد أي متحمس هو الحل الأمثل لرفع الظلم عنا أو إيقاف لكل أنواع هزائمنا، بل تغدو الحماسة مثلبا يجر علينا الويلات خاصة إذا اقترنت الحماسة بقتل سفراء أو من لهم عهد وذمة، فسمة الإرهاب أصبحت تضيق في العقلية العالمية وتنحصر في جعل أي فعل إرهابي يكون فاعله مسلما.
وإذا أجاز المزاج العام مقتل السفير الروسي والتصفيق له والترحم على القاتل التركي، يكون مزاجا غير مدرك لأبعاد استثارة الرأي العالمي ضد كل ما هو مسلم.. ولو أن متحمسا قام بالفعل نفسه اتجاه أي سفير لدولة تظهر دولته العداء لنا فلن يبقى سفير بيننا وهو الأمر الذي يرفضه الإسلام رفضا مطلقا.
أعتقد أن القاتل الحقيقي للسفير الروسي هو الإعلام الذي جعل من حلب بمثابة آخر مدينة إسلامية تسقط فشدت المجاميع في اتجاه واحد، بينما هناك مدن إسلامية تموت واحدة تلو الأخرى.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة
وإن كان القاتل قد اعتبر الهجوم المسلح على السفير الروسي ما هو إلا انتقام لمدينة حلب السورية لثني روسيا عن مساندتها لنظام بشار الأسد، وهذا لعمري ما هو الا افتقار لمفهوم التحالفات وإستراتيجيات المصالح الوطنية للدول المتنفذة في تسيير عجلة الحرب سواء كانت في سورية أو في أي مكان آخر.
وإن كانت وسائل الإعلام بكت واستبكت ما يحدث في حلب، فإن تقديم صورة المعارك في سورية شابه بعض من الانتقائية، إذ لم تكن حلب هي البلدة الوحيدة التي دمرت في الحرب، ولأن من يقف خلف تقديم الصورة ناقصة جعل معظم المسلمين يتباكى على مدينة واحدة من ضمن مئات المدن السورية التي سويت بالأرض.. كما اجتزأت وسائل الإعلام الحزن الإسلامي في حلب، بينما عشرات المدن يسفك فيها الدم وتقوض الدولة كاملة كما يحدث في العراق وليبيا.
إن تقديم المذبحة في حلب وكأن الإسلام سوف ينهار بسقوطها مع نسيان بقية المدن العربية والإسلامية وما يحدث فيها من دمار يشي بأن الرسالة الإعلامية موجهة لأن تكون بقعة الضوء مسلطة على مدينة واحدة.
ولأننا أمة تتساقط عزيمتها يوما بعد يوم وجدنا أنفسنا نبكي ونتباكى على مدننا الساقطة في كل حرب نكون فيها نحن الطرف الأضعف.
تذكروا كم مدينة بكيناها؟ سواء كانت إسلامية أو عربية، وفي كل زمن نفتح غرف العزاء لكي يندب كل مسلم المدينة التي يقطنها أو المدينة التي تكون في دائرة المدن الإسلامية.. ولأننا أدمنا البكاء والندب تجدنا في كل زمان ومكان غزيري الدمع حتى غدونا نصدر أدمعنا إلى كل ركن من أركان الأرض.
وهذه الحالة من الانكسار العظيم لن يكون اجتهاد أي متحمس هو الحل الأمثل لرفع الظلم عنا أو إيقاف لكل أنواع هزائمنا، بل تغدو الحماسة مثلبا يجر علينا الويلات خاصة إذا اقترنت الحماسة بقتل سفراء أو من لهم عهد وذمة، فسمة الإرهاب أصبحت تضيق في العقلية العالمية وتنحصر في جعل أي فعل إرهابي يكون فاعله مسلما.
وإذا أجاز المزاج العام مقتل السفير الروسي والتصفيق له والترحم على القاتل التركي، يكون مزاجا غير مدرك لأبعاد استثارة الرأي العالمي ضد كل ما هو مسلم.. ولو أن متحمسا قام بالفعل نفسه اتجاه أي سفير لدولة تظهر دولته العداء لنا فلن يبقى سفير بيننا وهو الأمر الذي يرفضه الإسلام رفضا مطلقا.
أعتقد أن القاتل الحقيقي للسفير الروسي هو الإعلام الذي جعل من حلب بمثابة آخر مدينة إسلامية تسقط فشدت المجاميع في اتجاه واحد، بينما هناك مدن إسلامية تموت واحدة تلو الأخرى.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة