-A +A
خالد السليمان
لا يمكن تبرير حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، لكن أيضا لا يمكن فصلها عن واقع الأحداث في سورية، وإذا كان الروس ينظرون للحادثة على أنها عمل إرهابي، فإن عليهم أيضا أن يتفكروا في الأسباب التي أنتجتها، والدوافع التي دفعت شرطيا تركيا شابا يعمل على تطبيق القانون وردع المجرمين لارتكاب جريمة قتل!

الروس تدخلوا في سورية ضد ثورة الشعب المضطهد وقلبوا موازين القوى لصالح جيش نظام قمعي منهار وسمحوا للنظام الإيراني وميليشياته الطائفية ومرتزقته المتوحشين بارتكاب الفظائع والمجازر على الأرض بينما لم تتوقف القاذفات الروسية عن إلقاء حممها على البيوت والمدارس والمستشفيات والأسواق، ولم تفرق بين مسالم ومحارب، فهل كان الروس ينتظرون أن تتلقفهم مشاعر المسلمين في المنطقة بالأحضان؟!


لقد لعب الروس طيلة عقود من الزمن على وتر تأجيج مشاعر الشعوب ضد السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط وخلق ثقافة المظلومية الشعبية ضد أمريكا، لكنهم وقعوا في نفس المأزق عندما اختاروا الوقوف ضد الشعوب وداسوا على نفس المبادئ التي سوقتها دكاكين الشعارات في دول المقاومة والممانعة وأحزاب «القومجية»!

لقد كسب الروس نظاما ميتا دماغيا لا يملك فرص الاستمرار في الحياة دون ربطه بأجهزة الإنعاش وخسروا كل شيء آخر في المنطقة، وسيغادرون يوما مهما طال مقامهم لا يحملون في حقائبهم سوى العار الذي صنعته أيديهم!