أصبحت بعض الأندية الرياضية مما ينطبق عليها العبارة القائلة (وكالة بلا بواب)، فلا يوجد لدى هيئة الرياضة ومن قبلها رئاسة الشباب أي مواصفات موضوعية يمكن تطبيقها على من يرشح نفسه لتولي عضوية أو رئاسة مجلس إدارة نادٍ من النوادي بحيث يتم قبول أو عدم قبول أي مرشح ما لم تنطبق عليه تلك المواصفات التي قد يكون في مقدمتها الملاءة المالية والخبرة الإدارية في المجال الرياضي، والعلاقات الاجتماعية التي تجعله قادراً على التواصل مع أبناء مجتمعه من داعمين ومشجعين إضافة إلى تمتعه بعقلية استثمارية يسخرها لزيادة الموارد المالية الذاتية للنادي، وسيرة ذاتية نقية يقدمها ويُعرف بها من خلال ما سبق أن أدّاه من أعمال ومهمات وظيفية سواء في القطاع العام أم في القطاع الخاص، مع حسن خلق وقدرة على التعامل مع زملائه في المجلس ومع الجهاز الفني ومع جماهير النادي، ولكن ما يحصل على أرض الواقع أن الجهات الرياضية لا تدقق في توفر مثل هذه المواصفات وإنما تعتبر شغور أي نادٍ من مجلس إدارة يرعاه عبئاً ثقيلاً عليها تعمل على شغله بمن يتقدّم مرشحاً نفسه للعضوية أو الرئاسة فإذا تم لها ذلك تركت الجمل بما حمل، ولم تعد تسأل عما يدور في هذا النادي أو ذاك من تلاعب أو مخالفات أو خلافات تصل أصداؤها إلى وسائل الإعلام، يتحول بسببها النادي إلى تكتلات تجذب اللاعبين ليصبحوا شيعاً وأحزاباً (كل حزب بما لديهم فرحون)، ويؤدي ذلك كله إلى تدني نتائج النادي وتراجع مستواه وخلّو خزينته من المال، فمن هو الداعم الذي لديه الاستعداد لدعم إدارة يرأسها لعّاب أو مدفوع عن الأبواب يتصرف في النادي كأنه وكالة بلا بواب، لتبدأ بعد ذلك مرحلة الاستغاثة وتتلوها عملية بيع أفضل اللاعبين حتى يصل النادي إلى حالة من الانهيار التام، لتبدأ دورة جديدة لترشيح مجلس جديد قد يعاني من المشكلات نفسها، كما هو الحال في نادي الوحدة على سبيل المثال، منذ عدة عقود من سوء الأحوال إلى عدم مبالاة وإهمال من هيئة الشباب.. فإلى متى يبقى هذا الحال؟!