الذين مروا قبل شهرين على الأرض الفضاء الواقعة بشاطئ أبحر الجنوبية، لن يصدقوا أعينهم الآن وهم يرونها تتزين بهذا الصرح الحضاري الشامخ، وكأنما امتدت إليها الأمواج ليلاً مخلفةً هذه المحارة الثقافية الضخمة، المليئة عن آخرها باللؤلؤ والمرجان وأحجار الكهرمان الأزرق، ما يجعلك تشعر وأنت تتجول في أروقتها أنك تغوص في أعماق البحر بين أصداف دور النشر، وشعب الفعاليات الثقافية، وأسراب الكائنات البحرية الجميلة والبراقة.
لقد نجحت اللجنة المنظمة لهذه التظاهرة الثقافية الكبيرة نجاحاً مبهراً، فالمعرض تم تشييده في فترة زمنية قصيرة ومع هذا أتحدى أن تجد عليه أي ملاحظة، فدخول الزائرين يأتي بطريقة انسيابية جداً بالرغم من الأقبال الشديد، وفي الفناء المطل على البحر تتوزع المطاعم الشهيرة وأحواض الورد والأماكن المخصصة للعب الأطفال، وما أن تدخل لصالة عرض الكتب حتى تجد حفاوة الترحيب والخدمات المتنوعة بانتظارك سواء عبر المتطوعين أو الشاشات الذكية، هذا بخلاف الأماكن المخصصة لبث التغطيات الإعلامية والتي أضفت على هذه المناسبة الكثير من الحيوية.
الحراك الثقافي بوجه عام لا يعني فقط الاهتمام بالناحية الأدبية، بل يتعداه إلى الناحيتين العلمية والفنية، وهذا الأمر لم يفت أيضاً اللجنة المنظمة، فقد اشتمل المعرض على صالة كبيرة لتعليم الأطفال، ومسرح لعرض الندوات الثقافية سواء المتعلقة باهتمامات الكتاب والأدباء أو الجوانب المعنية بهموم الإنتاج والدراما واليوتيوب، وكنوع من التأصيل فإنني أطمح أن أرى بالدورة المقبلة عرض بعض المسرحيات الفنية الهادفة وبعض الأهازيج والرقصات والأغاني الفلكلورية باعتبارها جزءا مهماً من تكويننا الثقافي وإضافة رائعة ستجعل من معرض الكتاب كرنفالاً ثقافياً لا مثيل له.
أما الكتاب الذي جئنا من أجله إلى هنا، فقد وجدناه ينتظرنا هو الآخر بلهفة وشوق، وأحياناً كثيرة نجد المؤلف بنفسه يجلس على المنصة لتدشين إصداره وتوقيع النسخ لقرائه، وقد كانت فرحتي مضاعفة وأنا ألتقي بمعشوقتي (الرواية) وفاتنتي (القصة القصيرة) على رمال هذا الشاطئ الجميل، ولأنني لا أبحث أبداً عن الكاتب بقدر ما أبحث عن مضمون الكتاب، فقد وقع اختياري على رواية (ثمن الملح) والمجموعة القصصية (كشري مصري) والتي استطاع كتابها المغمورون العودة بي إلى تلك الأعمال الأدبية الخالدة التي طالما استمتعت بها ليوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس.
في النهاية لا شك أن إقبال الزوار على معرض جدة الدولي للكتاب، كان ولا يزال كبيراً، وغاية ما نتمناه ألا يتم التعامل مع تلك الكتب القيمة التي امتلأت بها الأكياس والحقائب وكأنها (حوض سمك) نضعه للزينة بالصالون أو أمام المدخل، بل نريد أن تنعكس هذه التظاهرة الثقافية الرائعة بما فيها من ندوات وفعاليات مصاحبة، على سير حياتنا اليومية سواء في البيت أو الشارع أو المرافق العامة، نريد أن يكون شاطئ الكتاب إلى جوارنا دائماً مطلاً على نافذة واقعنا حتى نستمتع بأمواجه الهادئة ونسماته العليلة ونتأمل بكثير من الإعجاب طائر النورس وهو يحلق في أجوائه.
لقد نجحت اللجنة المنظمة لهذه التظاهرة الثقافية الكبيرة نجاحاً مبهراً، فالمعرض تم تشييده في فترة زمنية قصيرة ومع هذا أتحدى أن تجد عليه أي ملاحظة، فدخول الزائرين يأتي بطريقة انسيابية جداً بالرغم من الأقبال الشديد، وفي الفناء المطل على البحر تتوزع المطاعم الشهيرة وأحواض الورد والأماكن المخصصة للعب الأطفال، وما أن تدخل لصالة عرض الكتب حتى تجد حفاوة الترحيب والخدمات المتنوعة بانتظارك سواء عبر المتطوعين أو الشاشات الذكية، هذا بخلاف الأماكن المخصصة لبث التغطيات الإعلامية والتي أضفت على هذه المناسبة الكثير من الحيوية.
الحراك الثقافي بوجه عام لا يعني فقط الاهتمام بالناحية الأدبية، بل يتعداه إلى الناحيتين العلمية والفنية، وهذا الأمر لم يفت أيضاً اللجنة المنظمة، فقد اشتمل المعرض على صالة كبيرة لتعليم الأطفال، ومسرح لعرض الندوات الثقافية سواء المتعلقة باهتمامات الكتاب والأدباء أو الجوانب المعنية بهموم الإنتاج والدراما واليوتيوب، وكنوع من التأصيل فإنني أطمح أن أرى بالدورة المقبلة عرض بعض المسرحيات الفنية الهادفة وبعض الأهازيج والرقصات والأغاني الفلكلورية باعتبارها جزءا مهماً من تكويننا الثقافي وإضافة رائعة ستجعل من معرض الكتاب كرنفالاً ثقافياً لا مثيل له.
أما الكتاب الذي جئنا من أجله إلى هنا، فقد وجدناه ينتظرنا هو الآخر بلهفة وشوق، وأحياناً كثيرة نجد المؤلف بنفسه يجلس على المنصة لتدشين إصداره وتوقيع النسخ لقرائه، وقد كانت فرحتي مضاعفة وأنا ألتقي بمعشوقتي (الرواية) وفاتنتي (القصة القصيرة) على رمال هذا الشاطئ الجميل، ولأنني لا أبحث أبداً عن الكاتب بقدر ما أبحث عن مضمون الكتاب، فقد وقع اختياري على رواية (ثمن الملح) والمجموعة القصصية (كشري مصري) والتي استطاع كتابها المغمورون العودة بي إلى تلك الأعمال الأدبية الخالدة التي طالما استمتعت بها ليوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس.
في النهاية لا شك أن إقبال الزوار على معرض جدة الدولي للكتاب، كان ولا يزال كبيراً، وغاية ما نتمناه ألا يتم التعامل مع تلك الكتب القيمة التي امتلأت بها الأكياس والحقائب وكأنها (حوض سمك) نضعه للزينة بالصالون أو أمام المدخل، بل نريد أن تنعكس هذه التظاهرة الثقافية الرائعة بما فيها من ندوات وفعاليات مصاحبة، على سير حياتنا اليومية سواء في البيت أو الشارع أو المرافق العامة، نريد أن يكون شاطئ الكتاب إلى جوارنا دائماً مطلاً على نافذة واقعنا حتى نستمتع بأمواجه الهادئة ونسماته العليلة ونتأمل بكثير من الإعجاب طائر النورس وهو يحلق في أجوائه.