حين يتحدث الناس عن الأوضاع المأساوية في سورية والعراق واليمن وليبيا وغيرها من البلدان العربية التي تشتعل فيها الحرب الأهلية ويتصاعد فوق أرضها الصراع الداخلي، يذكرون ما فيها من رعب وقتل وجوع وتشرد وذل وحرمان، لكنهم قليلا ما يشيرون إلى المستقبل المؤلم الذي ينتظر الأطفال الذين يولدون ويعيشون في تلك المناطق التي يشتعل فيها القتال.
فالطفل الذي يولد زمن الحرب، ينشأ وهو لا يعرف نمطا للحياة غير ذلك، تلتقط أذناه الصغيرتان قصف المدافع وانفجار القنابل، فيحسب دويّها حالة طبيعية من مكونات الوجود، كقصف الرعد وهدير الموج وحفيف الشجر. يرفع عينيه البريئتين إلى وجه أمه فيرى الرعب جاثما فوق ملامحها، فيظن الرعب أحد أسباب الحياة، يقرصه الجوع فلا يجد من حوله سوى رائحة الدم والبارود، غياب الأمن سلب الأطفال كل شيء، الدفء والطعام والابتسام، لا ألعاب، لا مدارس، لا رياض أطفال، الشيء الوحيد الذي بقي لهم سوء التغذية والأمراض والحرمان من الرعاية والحماية.
حين يعيش الصغار سني حياتهم الغضة بين الجثث والأنقاض، يتضورون جوعا، وينهش جلودهم الصغيرة برد الشتاء ولهب الصيف بلا مأوى ولا ملاذ، حين يحدث ذلك، لك أن تتوقع ما يؤول إليه حالهم، فلا تعجب إن هم انخرطوا في التسول والسرقة والنشل والتدخين والمخدرات والاستغلال الجنسي وغير ذلك من الشرور في هذا العالم المملوء بالظلم.
من يطلع على تقارير اليونسيف يقشعر بدنه لما يقرأ من بؤس الحال الذي يعيشه أطفال الأمة العربية في مناطق النزاع الداخلي، حيث يوجد 13 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة. وفي سورية أكثر من ثلاثة ملايين طفل خارج المدرسة، وثمانية ملايين طفل في حاجة إلى مساعدات إنسانية.
إلى جانب معاناة الأطفال من سوء التغذية والإصابات البدنية والمشكلات الصحية، يواجهون الاستغلال في العمل العسكري والأعمال الخطرة، وفي الاتجار بهم، حتى ليبدو حال الأطفال الذين قتلوا أرحم من نمط العيش الذي يجده غيرهم ممن لم يقتل.
إن كان مستقبل الأمم يبنى على أيدي أجيالها القادمة، فإن هذا الجيل البائس من أبناء الأمة العربية هو الذي يشكل مستقبل الأمة العربية، فأي مستقبل تنتظره هذه الأمة على يدي مثل هذا الجيل؟ أي مستقبل يمكن أن تبنيه هذه الأجيال التي لم تعرف من الحياة سوى أسوأ ما فيها، الظلم والقتل والدمار والحرمان؟
إن لم يتحرك العرب اليوم لإنقاذ أطفالهم، فليقولوا على مستقبلهم السلام.
فالطفل الذي يولد زمن الحرب، ينشأ وهو لا يعرف نمطا للحياة غير ذلك، تلتقط أذناه الصغيرتان قصف المدافع وانفجار القنابل، فيحسب دويّها حالة طبيعية من مكونات الوجود، كقصف الرعد وهدير الموج وحفيف الشجر. يرفع عينيه البريئتين إلى وجه أمه فيرى الرعب جاثما فوق ملامحها، فيظن الرعب أحد أسباب الحياة، يقرصه الجوع فلا يجد من حوله سوى رائحة الدم والبارود، غياب الأمن سلب الأطفال كل شيء، الدفء والطعام والابتسام، لا ألعاب، لا مدارس، لا رياض أطفال، الشيء الوحيد الذي بقي لهم سوء التغذية والأمراض والحرمان من الرعاية والحماية.
حين يعيش الصغار سني حياتهم الغضة بين الجثث والأنقاض، يتضورون جوعا، وينهش جلودهم الصغيرة برد الشتاء ولهب الصيف بلا مأوى ولا ملاذ، حين يحدث ذلك، لك أن تتوقع ما يؤول إليه حالهم، فلا تعجب إن هم انخرطوا في التسول والسرقة والنشل والتدخين والمخدرات والاستغلال الجنسي وغير ذلك من الشرور في هذا العالم المملوء بالظلم.
من يطلع على تقارير اليونسيف يقشعر بدنه لما يقرأ من بؤس الحال الذي يعيشه أطفال الأمة العربية في مناطق النزاع الداخلي، حيث يوجد 13 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة. وفي سورية أكثر من ثلاثة ملايين طفل خارج المدرسة، وثمانية ملايين طفل في حاجة إلى مساعدات إنسانية.
إلى جانب معاناة الأطفال من سوء التغذية والإصابات البدنية والمشكلات الصحية، يواجهون الاستغلال في العمل العسكري والأعمال الخطرة، وفي الاتجار بهم، حتى ليبدو حال الأطفال الذين قتلوا أرحم من نمط العيش الذي يجده غيرهم ممن لم يقتل.
إن كان مستقبل الأمم يبنى على أيدي أجيالها القادمة، فإن هذا الجيل البائس من أبناء الأمة العربية هو الذي يشكل مستقبل الأمة العربية، فأي مستقبل تنتظره هذه الأمة على يدي مثل هذا الجيل؟ أي مستقبل يمكن أن تبنيه هذه الأجيال التي لم تعرف من الحياة سوى أسوأ ما فيها، الظلم والقتل والدمار والحرمان؟
إن لم يتحرك العرب اليوم لإنقاذ أطفالهم، فليقولوا على مستقبلهم السلام.