-A +A
خالد السليمان
تقديم دعم لشريحة من المواطنين عبر حساب المواطن هو أحد الحلول المهمة لمواجهة أعباء زيادة أسعار الطاقة والرسوم وفرض بعض الضرائب، لكنه ليس الحل الوحيد، فهناك طبقة من المجتمع لن يشملها الدعم، لكنها في نفس الوقت ليست من طبقة الأثرياء وأصحاب الدخول المرتفعة التي تجعل أي زيادة في تكاليف المعيشة كشربة ماء، فهي طبقة معلقة في الهواء لا هي من هؤلاء ولا هؤلاء!

فالحل هو أن يسهم الاقتصاد في رفع مستوى الدخل، وبقاء الأجور في القطاعين العام والخاص على مستواها الحالي يعني أن المعاناة ستصيب الكثيرين من غلاء مستوى المعيشة والتضخم الذي سينتج عن رفع تكاليف الإنتاج وزيادة رسوم الخدمات وتعرفة الوقود والكهرباء والماء!


أعلم أننا أمام خيارات أحلاها مر، لكن المواطن ليس مسؤولا عن الحال الذي أدى لاتخاذها، فهو نتاج عقود انفردت فيها أجهزة الحكومة باتخاذ القرارات وسن الأنظمة ووضع السياسات، وهو حصاد عقود من سوء الإدارة والهدر وغياب الرؤية!

المجتمع لم يكن له خيار في ارتداء عباءة الدولة الريعية، فهو أشبه بالطفل الذي يختار له والداه ما يلبس وما يأكل، فالثقافة الريعية التي يتهم بها المجتمع الآن هي نتاج مناخ نشأ فيه دون خيار له!.