القصص التي يرويها الوعاظ ومن على شاكلتهم باتت خطرا يهدد عقول البسطاء، فهي تدفعهم للتفكير إلى ما يريد ذلك الذي يعتلي المنصة ويثرثر في مكبر الصوت، تدفعه شهوة الحديث أمام الجماهير الغفيرة. وبقدر ما تكون لحظة التنوير في القصة صادمة ومفاجئة بقدر ما تتهيأ العقول لتلقي تلك المعلومة المعرفية أيا كانت ضحالتها، ومن ثم العمل بمقتضاها.
كوني كاتبة قصص قصيرة فأنا أملك من الأدوات ما أجعل المتلقي يتعاطف أو يكره، أو يُصدق، أو حتى يُكذّب ما يقرأ، لذا كنت انتقائية في قراءاتي مع تجنب لتلك القصص الوعظية المبتذلة معرفيا، والتي تهدف، كما يظن مؤلفها وراويها، إلى زرع قيم أخلاقية.. لكن لا أخلاق بلا معرفة مستجلبة من مطال التفكير غير الموجه والتفكر.
قصص الصوفي جلال الدين الرومي في كتابه الشعري المثنوي الذي كُتب بالعربية والفارسية، لا ترقى لمستوى القصص في القصيدة الملحمية لجحيم دانتي، لكنها لاقت رواجا في دوائرنا الضيقة، وأصبحت قصة الغزال والكلب مثالا يستشهد به.. ومن لا يعرف القصة الساذجة في رمزيتها هي: «يحكى أن كلب صيد جرى وراء غزال ففر الغزال أمامه مسرعا، وفي أثناء الجري التفت الغزال إلى الكلب وقال: إنك لن تدركني. فسأله الكلب متعجباً ولم؟! قال: لأني أجري لنفسي، وأنت تجري لغيرك».
بغض النظر عن سطحية قصة جلال الدين الرومي صاحب مقولة «كل الخلق موتى هياما في موتاهم» وتهويماته الصوفية، إلاّ أن بعض أشباه الوعاظ ومن هو محسوب على الساحة النقدية يسوقها أمام الجمهور بفخر وارتجاف وكأن الوحي نزل عليه فيستشف من الرمزية البعد الأخلاقي والنبيل، ويذكر أن الغزال رمز للسيد، وكلب الصيد رمز للعبد، وأن على الإنسان ألا يجري لسيده، بل يجري لنفسه مثل ذلك الغزال، ولو كان ذلك الناقد يلقي محاضرته الدعوية في إحدى الشركات الكبرى التي تعتمد على العمل الدؤوب بإخلاص لطلبوا منه بكل أدب أن يقبض الباب هو وقصصه القديمة التي لا تتماشى مع روح العمل والعصر. لا صاحبنا الناقد ولا شيخه الرومي تعرفوا قبل القصة على سمات كلب الصيد الذي يملك أطول نفس بين الحيوانات، ويألف الجوارح من الطيور لا العصافير، ويعينها على صيدها أيضاً.. فهل كان كلب الصيد الذي أورده الرومي عبدا، وهل كانت تلك الغزال الخرقاء الملتفتة - في أثناء الركض- للخلف سيدا؟!.. أوْه..ما أتعس هذه الرمزية!
كوني كاتبة قصص قصيرة فأنا أملك من الأدوات ما أجعل المتلقي يتعاطف أو يكره، أو يُصدق، أو حتى يُكذّب ما يقرأ، لذا كنت انتقائية في قراءاتي مع تجنب لتلك القصص الوعظية المبتذلة معرفيا، والتي تهدف، كما يظن مؤلفها وراويها، إلى زرع قيم أخلاقية.. لكن لا أخلاق بلا معرفة مستجلبة من مطال التفكير غير الموجه والتفكر.
قصص الصوفي جلال الدين الرومي في كتابه الشعري المثنوي الذي كُتب بالعربية والفارسية، لا ترقى لمستوى القصص في القصيدة الملحمية لجحيم دانتي، لكنها لاقت رواجا في دوائرنا الضيقة، وأصبحت قصة الغزال والكلب مثالا يستشهد به.. ومن لا يعرف القصة الساذجة في رمزيتها هي: «يحكى أن كلب صيد جرى وراء غزال ففر الغزال أمامه مسرعا، وفي أثناء الجري التفت الغزال إلى الكلب وقال: إنك لن تدركني. فسأله الكلب متعجباً ولم؟! قال: لأني أجري لنفسي، وأنت تجري لغيرك».
بغض النظر عن سطحية قصة جلال الدين الرومي صاحب مقولة «كل الخلق موتى هياما في موتاهم» وتهويماته الصوفية، إلاّ أن بعض أشباه الوعاظ ومن هو محسوب على الساحة النقدية يسوقها أمام الجمهور بفخر وارتجاف وكأن الوحي نزل عليه فيستشف من الرمزية البعد الأخلاقي والنبيل، ويذكر أن الغزال رمز للسيد، وكلب الصيد رمز للعبد، وأن على الإنسان ألا يجري لسيده، بل يجري لنفسه مثل ذلك الغزال، ولو كان ذلك الناقد يلقي محاضرته الدعوية في إحدى الشركات الكبرى التي تعتمد على العمل الدؤوب بإخلاص لطلبوا منه بكل أدب أن يقبض الباب هو وقصصه القديمة التي لا تتماشى مع روح العمل والعصر. لا صاحبنا الناقد ولا شيخه الرومي تعرفوا قبل القصة على سمات كلب الصيد الذي يملك أطول نفس بين الحيوانات، ويألف الجوارح من الطيور لا العصافير، ويعينها على صيدها أيضاً.. فهل كان كلب الصيد الذي أورده الرومي عبدا، وهل كانت تلك الغزال الخرقاء الملتفتة - في أثناء الركض- للخلف سيدا؟!.. أوْه..ما أتعس هذه الرمزية!