قبل أسبوعين تقريبا خرجت مظاهرات في بعض مدن بريطانيا تقودها أستاذات الجامعة، يطالبن بمساواة رواتبهن مع زملائهن الرجال. حيث إن رواتب النساء أقل في بعض الجامعات البريطانية.
طبعا الأمر لدينا مختلف والرواتب متساوية بين الجنسين. لكن هذا جعلني أتأمل حال الأكاديميات في جامعاتنا. وأتساءل هل يحصلن على تأهيل مناسب أو تطوير حقيقي؟ هل يستثمر فيهن الوطن؟.
قلة ممن درست على أيديهن في الجامعة لمرحلتي البكالوريوس والماجستير كن مثقفات أو باحثات أكاديميات. أعني قلة قليلة. امرأتين أو ثلاثا. أما الباقيات فكانت شخصياتهن أقرب لمعلمات المدارس، يستعملن أساليب تدريس حديثة ظاهريا لكن المحتوى تقليدي. حتى المقرر قديم مارست تلك الأكاديمية تدريسه في أروقة الجامعة عشرات السنوات. فلو كان الملل امرأة لكان على هيئة أكاديمية سعودية من الجيل الأول. أما القادمات من الابتعاث فكانت إحداهن تعد ملازم ضخمة ودروسا نوعية مترجمة بحماسة في أول الفصل الدراسي ثم تصدم من مستوى الطالبات الفكري والسلوكي فما أن ينتهي الفصل الدراسي حتى تجد الأكاديمية المثقفة القادمة من بلاد الابتعاث أصبحت من فرط الاكتئاب لا تمشط شعرها، وعيناها غائرتان، كأن أحدا كسر مصابيح روحها. ثم مع نوبات الاكتئاب والإحباط، وبعد إغراقها بالعمل المكتبي والأوراق تتحول إلى أسطوانة مشروخة تبدأ محاضرتها بالحديث عن الأيام الخوالي حين درست في أمريكا أو أوروبا فيجرفها الحنين لمنتصف المحاضرة حتى لتظن الطالبة أن هذه الذكريات ستسأل عنها في الامتحان النهائي للمادة.
هذا بالنسبة للسعوديات. أما الأكاديميات اللاتي يتم التعاقد معهن من دول عربية فتعرفهن للوهلة الأولى من إصرارهن على ارتداء الحجاب داخل أسوار الجامعة، وحتى بعد أن تعرف أن جامعاتنا ليست مختلطة وأنه لا وجود لقط ذكر فيها ناهيك عن رجل تظل متمسكة بحجابها في عز الحر، مما يجعل صدرها ضيقا حرجا. إلى جانب أنها قادمة من تعليم عربي يقدس الحفظ ويقدمه على الفهم. فتندهش من تمرد الطالبات على حفظ المنهج بالكامل والمطالبة بالتلخيص.. تقاوم في أول الأمر ثم تكثر الشكوى عليها لدى رئاسة القسم التي تجتمع بها وتعطيها محاضرة عن طرق التدريس الحديث «شكليا». ولخشيتها من إنهاء تعاقدها ترضخ للمطالب التي تبدأ من تلخيص المنهج ولا تنتهي بطلب علامات من تكليف إضافي لكل طالبة على حده.
طبعا الأمر لدينا مختلف والرواتب متساوية بين الجنسين. لكن هذا جعلني أتأمل حال الأكاديميات في جامعاتنا. وأتساءل هل يحصلن على تأهيل مناسب أو تطوير حقيقي؟ هل يستثمر فيهن الوطن؟.
قلة ممن درست على أيديهن في الجامعة لمرحلتي البكالوريوس والماجستير كن مثقفات أو باحثات أكاديميات. أعني قلة قليلة. امرأتين أو ثلاثا. أما الباقيات فكانت شخصياتهن أقرب لمعلمات المدارس، يستعملن أساليب تدريس حديثة ظاهريا لكن المحتوى تقليدي. حتى المقرر قديم مارست تلك الأكاديمية تدريسه في أروقة الجامعة عشرات السنوات. فلو كان الملل امرأة لكان على هيئة أكاديمية سعودية من الجيل الأول. أما القادمات من الابتعاث فكانت إحداهن تعد ملازم ضخمة ودروسا نوعية مترجمة بحماسة في أول الفصل الدراسي ثم تصدم من مستوى الطالبات الفكري والسلوكي فما أن ينتهي الفصل الدراسي حتى تجد الأكاديمية المثقفة القادمة من بلاد الابتعاث أصبحت من فرط الاكتئاب لا تمشط شعرها، وعيناها غائرتان، كأن أحدا كسر مصابيح روحها. ثم مع نوبات الاكتئاب والإحباط، وبعد إغراقها بالعمل المكتبي والأوراق تتحول إلى أسطوانة مشروخة تبدأ محاضرتها بالحديث عن الأيام الخوالي حين درست في أمريكا أو أوروبا فيجرفها الحنين لمنتصف المحاضرة حتى لتظن الطالبة أن هذه الذكريات ستسأل عنها في الامتحان النهائي للمادة.
هذا بالنسبة للسعوديات. أما الأكاديميات اللاتي يتم التعاقد معهن من دول عربية فتعرفهن للوهلة الأولى من إصرارهن على ارتداء الحجاب داخل أسوار الجامعة، وحتى بعد أن تعرف أن جامعاتنا ليست مختلطة وأنه لا وجود لقط ذكر فيها ناهيك عن رجل تظل متمسكة بحجابها في عز الحر، مما يجعل صدرها ضيقا حرجا. إلى جانب أنها قادمة من تعليم عربي يقدس الحفظ ويقدمه على الفهم. فتندهش من تمرد الطالبات على حفظ المنهج بالكامل والمطالبة بالتلخيص.. تقاوم في أول الأمر ثم تكثر الشكوى عليها لدى رئاسة القسم التي تجتمع بها وتعطيها محاضرة عن طرق التدريس الحديث «شكليا». ولخشيتها من إنهاء تعاقدها ترضخ للمطالب التي تبدأ من تلخيص المنهج ولا تنتهي بطلب علامات من تكليف إضافي لكل طالبة على حده.