تقرير نشرته «عكاظ» الغراء قبل بدء فعاليات معرض جدة الدولي للكتاب خلاصته أن إدارة الفسح والرقابة في المعرض قامت بحظر 200 عنوان تعد من الدرجة الأولى في تصنيف وزارة الثقافة والإعلام، منها عنوانان يمجدان حركة (الإخوان)، وأن الكتب التي يتم سحبها ومنعها من التداول عادة تمس 3 محظورات، وهي التي تمس العقيدة، وكتب تريد أن تقوض الأمن، وتلك التي تسيء إلى المجتمع السعودي.
هذا العدد من الإصدارات المحظورة ليس بالقليل، ولا أعني هنا مستوى الرقابة ومساحة الحرية في تظاهرة ثقافية كبيرة، إنما حجم الاستهداف الفكري في ظل مخاطر كبيرة نواجهها وتقوض استقرار المنطقة وتربك العالم الواسع، المنقسم حول مفهوم الحرية الفكرية والسلوكية بين المحظورات الشرعية (المحرمات الدينية) والقيم الأخلاقية والاجتماعية من جانب، والمسموح منها من جانب آخر.
غياب تعريف الإرهاب وتضارب مفهوم الحرية، جلب على العالم كوارث لا حدود لها، والأساس في ذلك الخطر هو الفكر الضال بدءا من الغلو والتطرف وصولا إلى شطحات العلم الذي بلغ حد تأجير الأرحام والتلاعب بالهندسة الوراثية وتجارب الاستنساخ البشري المخالف منها للشرع بخلط الأنساب، وأكثر من ذلك تلاعب بالإخصاب المجهري مجهول النسب.
دلالة حظر تلك العناوين من المشاركة في معرض الكتاب تكمن في خطورة مضمونها وما يهدف إليه من نشر آراء ليست عابرة ومسطحة كما هو الحال في بعض الإعلام الإلكتروني وكافة شبكات التواصل الافتراضي، فالكتاب يتناول القضايا بعمق ويؤثر عموديا في تشكيل العقل، ويصبح شهادة باعتبارها حقائق، وقد يكون الكتاب (المؤدلج) مرجعا خبيثا لباحثين ودارسين إذا لم يتم نقده. وهنا تمنينا لو بادر مسؤول بإضاءات عن تلك الكتب المحظورة: هل جميعها صدر بالخارج، وإذا كان بعضها من الداخل مع افتراض ذلك، كيف يتم فسحه للنشر من الأساس؟ وما طبيعة تلك الإصدارات ومصدرها وتوجهاتها ومن تخدم من تيارات وجماعات.
إن محاولة التسلل عبر المعارض مسألة خطيرة، وكأن هؤلاء التدميرين للفكر لا يكفيهم وسائل فوضى العولمة من صراعات مذهبية وأدلجة وطوفان الغزو الفكري وغسل الأدمغة كأسلحة لحرب المعلومات والفكر الهدام للوسطية والدولة الوطنية من أي اتجاه وبأي وسيلة.
حظر 200 كتاب في معرض جدة وقطعا يحدث ذلك في معارض أخرى عندنا وفي دول أخرى، مثل هذه الخطوة مفيدة ولو نعق الناعقون. وآن الأوان لتوسيع دائرة الوعي الجاد ليعلم القارئ خاصة الشباب جوانب أكثر عن المخاطر المحدقة والمتفجرة عبر الفكر وطوفان حرب المعلومات والارتباكات الفكرية والنفسية، وهل نسينا ما حدث من قبل من هوجة أشرطة كاست صال أصحابها وجالوا بالتنطع، حتى تكشفت وافتضحت جيناتهم الفكرية الهدامة لجوهر الدين الحنيف ومعنى الوطنية، وهؤلاء يمتطون اليوم ثورة الاتصالات وسقطت أقنعتهم التي اتخذت من الدين عباءة وستارا، والدين منها براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، بينما هم الذئاب فكرا وتضليلا وإرهابا وأهدافا خبيثة ضد الأوطان والبشرية.
الترشيد المطلوب في زمننا هذا ليس فقط في الاستهلاك وفواتير الخدمات، إنما أيضا في تصحيح حالة الإهمال وأن نغير ما بأنفسنا بالعمل الجاد، ورشاد متكامل في بناء العقل الواعي المحصن والإيجابي البنّاء، حتى لا تتراكم المشكلات ونصطدم بجبل الثلج، ثم نكتوي بنار الحلول الصعبة، وهذا هو المأزق الحقيقي الواجب الخروج منه بالاستشراف المستقبلي الدقيق والعصف الفكري العلمي والمجتمعي.
هذا العدد من الإصدارات المحظورة ليس بالقليل، ولا أعني هنا مستوى الرقابة ومساحة الحرية في تظاهرة ثقافية كبيرة، إنما حجم الاستهداف الفكري في ظل مخاطر كبيرة نواجهها وتقوض استقرار المنطقة وتربك العالم الواسع، المنقسم حول مفهوم الحرية الفكرية والسلوكية بين المحظورات الشرعية (المحرمات الدينية) والقيم الأخلاقية والاجتماعية من جانب، والمسموح منها من جانب آخر.
غياب تعريف الإرهاب وتضارب مفهوم الحرية، جلب على العالم كوارث لا حدود لها، والأساس في ذلك الخطر هو الفكر الضال بدءا من الغلو والتطرف وصولا إلى شطحات العلم الذي بلغ حد تأجير الأرحام والتلاعب بالهندسة الوراثية وتجارب الاستنساخ البشري المخالف منها للشرع بخلط الأنساب، وأكثر من ذلك تلاعب بالإخصاب المجهري مجهول النسب.
دلالة حظر تلك العناوين من المشاركة في معرض الكتاب تكمن في خطورة مضمونها وما يهدف إليه من نشر آراء ليست عابرة ومسطحة كما هو الحال في بعض الإعلام الإلكتروني وكافة شبكات التواصل الافتراضي، فالكتاب يتناول القضايا بعمق ويؤثر عموديا في تشكيل العقل، ويصبح شهادة باعتبارها حقائق، وقد يكون الكتاب (المؤدلج) مرجعا خبيثا لباحثين ودارسين إذا لم يتم نقده. وهنا تمنينا لو بادر مسؤول بإضاءات عن تلك الكتب المحظورة: هل جميعها صدر بالخارج، وإذا كان بعضها من الداخل مع افتراض ذلك، كيف يتم فسحه للنشر من الأساس؟ وما طبيعة تلك الإصدارات ومصدرها وتوجهاتها ومن تخدم من تيارات وجماعات.
إن محاولة التسلل عبر المعارض مسألة خطيرة، وكأن هؤلاء التدميرين للفكر لا يكفيهم وسائل فوضى العولمة من صراعات مذهبية وأدلجة وطوفان الغزو الفكري وغسل الأدمغة كأسلحة لحرب المعلومات والفكر الهدام للوسطية والدولة الوطنية من أي اتجاه وبأي وسيلة.
حظر 200 كتاب في معرض جدة وقطعا يحدث ذلك في معارض أخرى عندنا وفي دول أخرى، مثل هذه الخطوة مفيدة ولو نعق الناعقون. وآن الأوان لتوسيع دائرة الوعي الجاد ليعلم القارئ خاصة الشباب جوانب أكثر عن المخاطر المحدقة والمتفجرة عبر الفكر وطوفان حرب المعلومات والارتباكات الفكرية والنفسية، وهل نسينا ما حدث من قبل من هوجة أشرطة كاست صال أصحابها وجالوا بالتنطع، حتى تكشفت وافتضحت جيناتهم الفكرية الهدامة لجوهر الدين الحنيف ومعنى الوطنية، وهؤلاء يمتطون اليوم ثورة الاتصالات وسقطت أقنعتهم التي اتخذت من الدين عباءة وستارا، والدين منها براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، بينما هم الذئاب فكرا وتضليلا وإرهابا وأهدافا خبيثة ضد الأوطان والبشرية.
الترشيد المطلوب في زمننا هذا ليس فقط في الاستهلاك وفواتير الخدمات، إنما أيضا في تصحيح حالة الإهمال وأن نغير ما بأنفسنا بالعمل الجاد، ورشاد متكامل في بناء العقل الواعي المحصن والإيجابي البنّاء، حتى لا تتراكم المشكلات ونصطدم بجبل الثلج، ثم نكتوي بنار الحلول الصعبة، وهذا هو المأزق الحقيقي الواجب الخروج منه بالاستشراف المستقبلي الدقيق والعصف الفكري العلمي والمجتمعي.