مرور الزمن على الحب يصيبه بالشيخوخة، فيمتلئ وجهه بالتجاعيد، وتفتر دورته الدموية، ويأخذ شيئا فشيئا يخلع ما كان يتزين به من لذيذ الانفعالات. للشاعر حسن القرشي، بيت شعر يصف فيه متحسرا موت مشاعر الحب، التي كانت تنبض حية في صدور المحبين قبل أن يطفئ وهجها مرور الزمن (وأين التلعثم عند اللقاء؟ وأين التحرق عند البعاد؟).
ليس القرشي وحده من يشكو موت المشاعر بعد مرور الزمن على علاقة الحب، هناك كثيرون غيره أحسوا بمثلما أحس، وتساءلوا كما تساءل عن سر فقد ذلك الوهج الساخن الذي يصحب علاقات الحب في بداية نشأتها.
من أطرف ما قرأت حول هذه المسألة، أن الحب حالة انفعالية تحفز الدماغ على إفراز أنواع من الهرمونات تغذي انفعالات الحب الوليد، لكن إفراز الدماغ لهذه الهرمونات لا يستمر طويلا، وسرعان ما تنضب ويتوقف تدفقها، ومتى توقفت الهرمونات عن التدفق، فقد الحب مصدر غذائه فيجف ويموت، ولعل هذا يفسر لنا انطفاء كثير من علاقات الحب بعد مرور زمن قصير على ولادتها.
إذا أخذنا القول السابق بعين الاعتبار، فهمنا لم بعض الناس، وهم ليسوا بالقليلين، لا يعرفون الثبات على حب واحد، ولا يكفون عن مداومة التنقل من حب لغيره، فعذرهم أنهم مساقون بجفاف الهرمونات ونضوب مصادرها، لذا يظلون يتنقلون من حب لآخر، بحثا عن منابع حب جديد ما زالت هرموناته تتدفق غزيرة ثرية تمده بالحيوية والحرارة.
وربما أيضا، لهذا السبب نفسه يظل بعض الأزواج يكررون الزواج عدة مرات، سواء بالطلاق والتزوج ثانية، أو بإضافة زوجة جديدة إلى زوجة قديمة، كلما شعروا بالجفاف ونضوب هرمونات الحب في أدمغتهم.
ولكن ما لا يمكن فهمه في ضوء هذه النظرية، هو تلك الحالات الاستثنائية التي يستمر فيها الحب ريانا منتعشا، لا تنضب هرموناته ولا تجف ينابيعها، كالحالات التي تعرضها علينا بعض قصص الحب الخالدة كقيس وليلى، وكثيّر وعزة، وبثينة وجميل، وروميو وجولييت، وغيرها من أساطير الحب التي تؤكد أن من الحب ما يخلد في قلب صاحبه.
أخيرا، من الواضح أن الحب المعني هنا، هو ما كان مقتصرا على العلاقة الرومانسية التي تنشأ بين الرجل والمرأة، وليس جميع علاقات الحب على إطلاقها، فعلاقات الحب الأخرى التي تربط الإنسان بأهله وأصدقائه ووطنه، لا ينطبق عليها هذا القول إطلاقا، وهي لا تخضع لمدى زمني محدد وإنما تخلد في القلب ما بقي نابضا في هذه الحياة.
ليس القرشي وحده من يشكو موت المشاعر بعد مرور الزمن على علاقة الحب، هناك كثيرون غيره أحسوا بمثلما أحس، وتساءلوا كما تساءل عن سر فقد ذلك الوهج الساخن الذي يصحب علاقات الحب في بداية نشأتها.
من أطرف ما قرأت حول هذه المسألة، أن الحب حالة انفعالية تحفز الدماغ على إفراز أنواع من الهرمونات تغذي انفعالات الحب الوليد، لكن إفراز الدماغ لهذه الهرمونات لا يستمر طويلا، وسرعان ما تنضب ويتوقف تدفقها، ومتى توقفت الهرمونات عن التدفق، فقد الحب مصدر غذائه فيجف ويموت، ولعل هذا يفسر لنا انطفاء كثير من علاقات الحب بعد مرور زمن قصير على ولادتها.
إذا أخذنا القول السابق بعين الاعتبار، فهمنا لم بعض الناس، وهم ليسوا بالقليلين، لا يعرفون الثبات على حب واحد، ولا يكفون عن مداومة التنقل من حب لغيره، فعذرهم أنهم مساقون بجفاف الهرمونات ونضوب مصادرها، لذا يظلون يتنقلون من حب لآخر، بحثا عن منابع حب جديد ما زالت هرموناته تتدفق غزيرة ثرية تمده بالحيوية والحرارة.
وربما أيضا، لهذا السبب نفسه يظل بعض الأزواج يكررون الزواج عدة مرات، سواء بالطلاق والتزوج ثانية، أو بإضافة زوجة جديدة إلى زوجة قديمة، كلما شعروا بالجفاف ونضوب هرمونات الحب في أدمغتهم.
ولكن ما لا يمكن فهمه في ضوء هذه النظرية، هو تلك الحالات الاستثنائية التي يستمر فيها الحب ريانا منتعشا، لا تنضب هرموناته ولا تجف ينابيعها، كالحالات التي تعرضها علينا بعض قصص الحب الخالدة كقيس وليلى، وكثيّر وعزة، وبثينة وجميل، وروميو وجولييت، وغيرها من أساطير الحب التي تؤكد أن من الحب ما يخلد في قلب صاحبه.
أخيرا، من الواضح أن الحب المعني هنا، هو ما كان مقتصرا على العلاقة الرومانسية التي تنشأ بين الرجل والمرأة، وليس جميع علاقات الحب على إطلاقها، فعلاقات الحب الأخرى التي تربط الإنسان بأهله وأصدقائه ووطنه، لا ينطبق عليها هذا القول إطلاقا، وهي لا تخضع لمدى زمني محدد وإنما تخلد في القلب ما بقي نابضا في هذه الحياة.