هناك أناس أنعم الله عليهم بنعم كثيرة لكنهم لا يشعرون بها، كلما التقيت بهم وجدتهم يتحدثون عن أنفسهم كما لو أنهم أشقى خلق الله، يشكون من الضيق والقلق والاكتئاب، يعانون الخمول ويحملون مشاعر سلبية تجاه كل شيء. ليس بهم من علة سوى أنهم فارغون لا يجدون ما يشغلهم.
الفراغ من الشغل يجلب المرض والاكتئاب والشعور بالتعاسة، فالانشغال بعمل ما، أيا كان، نعمة من نعم الله التي يجب أن يحمد الإنسان ربه عليها.
الانشغال في حد ذاته كمفهوم، بصرف النظر عن نوعه، له مزايا عديدة، لو أدركها الناس لأقبلوا على شغل أنفسهم بحماسة، حتى وإن لم يكن للعامل الاقتصادي دور في ذلك، فمن أبرز مزايا الانشغال، أنه يبعث الرضا في النفس ويصيب الإنسان بالسكينة، ذلك أن الانشغال يصرف الذهن عن التفكير في المشكلات الخاصة، فيكون خير علاج لما يصادف الإنسان في حياته من قلق أو حزن أو خوف أو اكتئاب أوغير ذلك من الانفعالات المنهكة للطاقة والمسببة للشقاء.
كذلك الانشغال بأمر ما، غالبا يعقبه الإنجاز، ومن صفة الإنجاز أن له نشوة تبعث السعادة في القلب، إضافة إلى أن الانشغال يولد الأمل في النفس القانطة، فالذي ينشغل بشيء، يظل دوما ينتظر ثمرة انشغاله مترقبا اكتمال نضوجها، فتكون تطلعاته للمستقبل مشوبة بالتفاؤل في انتظار القادم مما قد يكون أجمل.
وأيضا من صفة الانشغال أنه يدفع بصاحبه إلى تهذيب أخلاقه، فالانغماس في الشغل يبدد الرغبة في إثارة الخلاف والجدل ويصير الإنسان أقرب إلى التغاضي، اهتمامه بما يشغله يمتص طاقته الذهنية فما يبقى لديه طاقة لخوض المشكلات.
فوق هذا، فإن الانشغال يصيب البدن بالتعب، ويصيب الذهن بالإرهاق، فيسهل النوم ويغيب الأرق ويصير للراحة البدنية طعما مختلفا، كما يصير للحظات الترفيه معنى آخر وقيمة أكبر.
ومع ذلك، رغم كل هذا، يظل الانشغال مثله مثل أي دواء آخر، لا بد عند تناوله من التقيد بمقدار الجرعة المطلوب تناولها، فالإفراط في تناوله مضر كالتفريط في عدم الحصول على شيء منه.
هناك بعض منا يفرطون في انغماسهم في الشغل حتى لينسوا أنفسهم وعائلاتهم، وربما قصروا في أداء واجباتهم الدينية والاجتماعية لضيق وقتهم بما هم منغمسون فيه من شغل، وهناك بعض آخر على النقيض منهم، لا يستطيعون شغل أنفسهم أكثر من بضع ساعات في اليوم، وفوق ذلك هم دائمو التذمر والشكوى من كثرة الانشغال.
ما الذي يجعل بعضا من الناس يقبلون على الشغل لحد الإفراط فيه، وبعضهم الآخر ينفر منه لحد التفلت والتهرب؟ هل للجينات الفطرية أثر في ذلك، كأن يكون بعض الناس خلقوا مفطورين على حب العمل وبعضهم الآخر خلقوا مفطورين على الكسل؟ أم أن الأمر يرتبط بأسلوب التربية والتنشئة التي يتلقاها كلا الفريقين؟ أم أن هناك عوامل أخرى غير هذه؟.
الفراغ من الشغل يجلب المرض والاكتئاب والشعور بالتعاسة، فالانشغال بعمل ما، أيا كان، نعمة من نعم الله التي يجب أن يحمد الإنسان ربه عليها.
الانشغال في حد ذاته كمفهوم، بصرف النظر عن نوعه، له مزايا عديدة، لو أدركها الناس لأقبلوا على شغل أنفسهم بحماسة، حتى وإن لم يكن للعامل الاقتصادي دور في ذلك، فمن أبرز مزايا الانشغال، أنه يبعث الرضا في النفس ويصيب الإنسان بالسكينة، ذلك أن الانشغال يصرف الذهن عن التفكير في المشكلات الخاصة، فيكون خير علاج لما يصادف الإنسان في حياته من قلق أو حزن أو خوف أو اكتئاب أوغير ذلك من الانفعالات المنهكة للطاقة والمسببة للشقاء.
كذلك الانشغال بأمر ما، غالبا يعقبه الإنجاز، ومن صفة الإنجاز أن له نشوة تبعث السعادة في القلب، إضافة إلى أن الانشغال يولد الأمل في النفس القانطة، فالذي ينشغل بشيء، يظل دوما ينتظر ثمرة انشغاله مترقبا اكتمال نضوجها، فتكون تطلعاته للمستقبل مشوبة بالتفاؤل في انتظار القادم مما قد يكون أجمل.
وأيضا من صفة الانشغال أنه يدفع بصاحبه إلى تهذيب أخلاقه، فالانغماس في الشغل يبدد الرغبة في إثارة الخلاف والجدل ويصير الإنسان أقرب إلى التغاضي، اهتمامه بما يشغله يمتص طاقته الذهنية فما يبقى لديه طاقة لخوض المشكلات.
فوق هذا، فإن الانشغال يصيب البدن بالتعب، ويصيب الذهن بالإرهاق، فيسهل النوم ويغيب الأرق ويصير للراحة البدنية طعما مختلفا، كما يصير للحظات الترفيه معنى آخر وقيمة أكبر.
ومع ذلك، رغم كل هذا، يظل الانشغال مثله مثل أي دواء آخر، لا بد عند تناوله من التقيد بمقدار الجرعة المطلوب تناولها، فالإفراط في تناوله مضر كالتفريط في عدم الحصول على شيء منه.
هناك بعض منا يفرطون في انغماسهم في الشغل حتى لينسوا أنفسهم وعائلاتهم، وربما قصروا في أداء واجباتهم الدينية والاجتماعية لضيق وقتهم بما هم منغمسون فيه من شغل، وهناك بعض آخر على النقيض منهم، لا يستطيعون شغل أنفسهم أكثر من بضع ساعات في اليوم، وفوق ذلك هم دائمو التذمر والشكوى من كثرة الانشغال.
ما الذي يجعل بعضا من الناس يقبلون على الشغل لحد الإفراط فيه، وبعضهم الآخر ينفر منه لحد التفلت والتهرب؟ هل للجينات الفطرية أثر في ذلك، كأن يكون بعض الناس خلقوا مفطورين على حب العمل وبعضهم الآخر خلقوا مفطورين على الكسل؟ أم أن الأمر يرتبط بأسلوب التربية والتنشئة التي يتلقاها كلا الفريقين؟ أم أن هناك عوامل أخرى غير هذه؟.