هناك من ينسى التاريخ..
ونادي جدة الأدبي صرح عظيم مرت به قامات أدبية سامقة، أحدثت نقلات أدبية نوعية قبل أن يكون له مقر يتملكه الأدباء، وفي زمن الكبير جدا الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين استطاع بعزمه وإصراره أن يضع النادي في مصاف الحاضنات العربية الكبيرة الراعية للثقافة.
كان نادي جدة الأدبي أيقونة في أذهان الأدباء المحليين والعرب في نفس الوقت، والآن أجد نفسي أبكي على هذا النادي، أبكيه كونه تراجع كثيرا عما كان عليه في السنوات السابقة، وبعد إقامة الصرح العظيم الواسع للنادي الذي شيده أبناء حسن شربتلي -كتبرع منهم لمدينة جدة وأدبائها- ضاقت فيه الثقافة بما رحبت..
والجهد الجبار الذي بذله أعضاء مجلس الإدارة برئاسة الدكتور عبدالمحسن القحطاني (الإدارة السابقة) في متابعة إقامة المبنى الجديد للنادي كان الطموح أن تقوم الثقافة في مدينة جدة على جناحي الأدب والفنون.
في تلك الفترة لم يكن لجمعية الثقافة والفنون مقر لذلك ارتأ مجلس الإدارة التنازل عن المبنى القديم لنادي جدة لأن يكون مقرا دائما لجمعية الثقافة والفنون، وأن تكون الجهتان في سُور واحد لتجميع شتات الأدباء والفنانين بجميع تصنيفاتهم.
وتاريخ مبنى نادي جدة بدأ من خلال رجالات جدة وتجارها الذين لجأوا للمهندس محمد سعيد فارسي (حين كان أمينا لمدينة جدة) فاختط للنادي القطعة على الكورنيش وأقيم عليها نادي جدة بتصميم عمراني مبدع، تعاون في تشيده تجار جدة كهدية للأدباء.
هذه الحقيقة التاريخية داحضة لأي زعم أن النادي ملك لأي جهة كانت، فأثرياء جدة وهبوا لأدباء مدينتهم مقرا بديعا مكانا وتصميما.. فكيف تتم استعادة الهبة من جهة أخرى حتى ولو كانت وزارة الثقافة والإعلام.
وسبب هذا القول أن الإدارة الحالية تطالب وزارة الإعلام بأن تستعيد المبنى القديم الذي أصبح مقرا لجمعية الثقافة والفنون بحجة الحاجة للتوسعة، وأجد نفسي مستغربا لأمرين: فالمبنى الذي شيده أبناء حسن عباس شربلتي من الضخامة بمكان حتى يمكننا القول إن المبنى يعد مركزا ضخما يتسع لأي نشاط ثقافي حتى لو اجتمعت جدة بكل أنشطتها، والأمر الآخر الذي يثير الاستغراب، الحجة القائمة في المطالبة من قبل الإدارة الحالية أن أنشطة النادي تضيق بها قاعة حسن شربتلي، وفي هذه الحجة يمكن تعليق الجرس، إذ إن أنشطة النادي شحيحة وتراجعت تماما عما كان عليه النادي من سمعة ثقافية عالية، وإذا كانت مطالبة الإدارة الحالية بالتوسع لكون النادي يضيق بفعالياتهم فهذا هو المضحك المبكي، إلا إذا حسبنا أن قاعة النادي تحولت إلى صالة للتأجير وكأنها قاعة عرس أو قاعة فندق يتم تأجيرها للاستثمار الخاص..
ومن يتابع أنشطة النادي وجمعية الثقافة والفنون فسوف تكون الإحصائية فاضحة بالنسبة للنادي، إذ إن الجمعية يوميا لديها نشاط بالرغم من أن ميزانيتها تعتبر عشر ميزانية النادي، وإذا كان من عدل فيجب أن تتم المبادلة، بحيث تعود إدارة نادي جدة إلى المبنى القديم لشح نشاطه ويتم نقل جمعية الثقافة والفنون إلى المبنى الجديد لكي يستطيع المكان استيعاب الأنشطة الفنية اليومية التي تقوم بها الجمعية.
ثم -وهي الحجة الدامغة- أن المبنيين القديم والجديد هما هدية من تجار جدة لأدباء العروس وفنانيها وليس من حق الإدارة الحالية للنادي المطالبة بالمبنى القديم مهما تناثرت الرسائل الموجهة لأي جهة كانت، فمن منح المقرين تجار جدة، وقد شاهدت فيديو يؤكد أن رجال جدة -المانحين- ارتضوا أن يكون المقر القديم لجمعية الثقافة والفنون.
ومن يمنح هو الذي يأخذ أو يهب.
أخيرا، أجد أن الجمعية أولى بمقرها بدلا من أن تتسع قاعات الأفراح ويتسع معها التأجير.
ونادي جدة الأدبي صرح عظيم مرت به قامات أدبية سامقة، أحدثت نقلات أدبية نوعية قبل أن يكون له مقر يتملكه الأدباء، وفي زمن الكبير جدا الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين استطاع بعزمه وإصراره أن يضع النادي في مصاف الحاضنات العربية الكبيرة الراعية للثقافة.
كان نادي جدة الأدبي أيقونة في أذهان الأدباء المحليين والعرب في نفس الوقت، والآن أجد نفسي أبكي على هذا النادي، أبكيه كونه تراجع كثيرا عما كان عليه في السنوات السابقة، وبعد إقامة الصرح العظيم الواسع للنادي الذي شيده أبناء حسن شربتلي -كتبرع منهم لمدينة جدة وأدبائها- ضاقت فيه الثقافة بما رحبت..
والجهد الجبار الذي بذله أعضاء مجلس الإدارة برئاسة الدكتور عبدالمحسن القحطاني (الإدارة السابقة) في متابعة إقامة المبنى الجديد للنادي كان الطموح أن تقوم الثقافة في مدينة جدة على جناحي الأدب والفنون.
في تلك الفترة لم يكن لجمعية الثقافة والفنون مقر لذلك ارتأ مجلس الإدارة التنازل عن المبنى القديم لنادي جدة لأن يكون مقرا دائما لجمعية الثقافة والفنون، وأن تكون الجهتان في سُور واحد لتجميع شتات الأدباء والفنانين بجميع تصنيفاتهم.
وتاريخ مبنى نادي جدة بدأ من خلال رجالات جدة وتجارها الذين لجأوا للمهندس محمد سعيد فارسي (حين كان أمينا لمدينة جدة) فاختط للنادي القطعة على الكورنيش وأقيم عليها نادي جدة بتصميم عمراني مبدع، تعاون في تشيده تجار جدة كهدية للأدباء.
هذه الحقيقة التاريخية داحضة لأي زعم أن النادي ملك لأي جهة كانت، فأثرياء جدة وهبوا لأدباء مدينتهم مقرا بديعا مكانا وتصميما.. فكيف تتم استعادة الهبة من جهة أخرى حتى ولو كانت وزارة الثقافة والإعلام.
وسبب هذا القول أن الإدارة الحالية تطالب وزارة الإعلام بأن تستعيد المبنى القديم الذي أصبح مقرا لجمعية الثقافة والفنون بحجة الحاجة للتوسعة، وأجد نفسي مستغربا لأمرين: فالمبنى الذي شيده أبناء حسن عباس شربلتي من الضخامة بمكان حتى يمكننا القول إن المبنى يعد مركزا ضخما يتسع لأي نشاط ثقافي حتى لو اجتمعت جدة بكل أنشطتها، والأمر الآخر الذي يثير الاستغراب، الحجة القائمة في المطالبة من قبل الإدارة الحالية أن أنشطة النادي تضيق بها قاعة حسن شربتلي، وفي هذه الحجة يمكن تعليق الجرس، إذ إن أنشطة النادي شحيحة وتراجعت تماما عما كان عليه النادي من سمعة ثقافية عالية، وإذا كانت مطالبة الإدارة الحالية بالتوسع لكون النادي يضيق بفعالياتهم فهذا هو المضحك المبكي، إلا إذا حسبنا أن قاعة النادي تحولت إلى صالة للتأجير وكأنها قاعة عرس أو قاعة فندق يتم تأجيرها للاستثمار الخاص..
ومن يتابع أنشطة النادي وجمعية الثقافة والفنون فسوف تكون الإحصائية فاضحة بالنسبة للنادي، إذ إن الجمعية يوميا لديها نشاط بالرغم من أن ميزانيتها تعتبر عشر ميزانية النادي، وإذا كان من عدل فيجب أن تتم المبادلة، بحيث تعود إدارة نادي جدة إلى المبنى القديم لشح نشاطه ويتم نقل جمعية الثقافة والفنون إلى المبنى الجديد لكي يستطيع المكان استيعاب الأنشطة الفنية اليومية التي تقوم بها الجمعية.
ثم -وهي الحجة الدامغة- أن المبنيين القديم والجديد هما هدية من تجار جدة لأدباء العروس وفنانيها وليس من حق الإدارة الحالية للنادي المطالبة بالمبنى القديم مهما تناثرت الرسائل الموجهة لأي جهة كانت، فمن منح المقرين تجار جدة، وقد شاهدت فيديو يؤكد أن رجال جدة -المانحين- ارتضوا أن يكون المقر القديم لجمعية الثقافة والفنون.
ومن يمنح هو الذي يأخذ أو يهب.
أخيرا، أجد أن الجمعية أولى بمقرها بدلا من أن تتسع قاعات الأفراح ويتسع معها التأجير.