السؤال الأهم الذي يلاحق دماء السعوديين التي سالت بلا ذنب، هو من قتل هؤلاء الأبرياء، ومن دفع بهم للموت، لهذه اللحظة قتل أكثر من 12 سعوديا وسعودية، وجرح العشرات في الحوادث الإرهابية التي جرت بإسطنبول العام الفائت 2016، بدءا من عملية مطار أتاتورك وانتهاء بالمطعم الليلي قبل عدة أيام.
بالتأكيد لم يقتلهم الإرهابي المجرم الذي فجر القنابل اليدوية وأطلق الرصاص في أجسادهم، ولاحقهم في الحمامات، وطاردهم بطلقاته القاتلة عندما قفزوا في بحر البسفور البارد المظلم، هو الأداة الأخيرة التي قامت بآخر فعل في خطة الظلام المميتة، وهي تبدأ من تحريم الحياة، وهجر المخالف، وتكفير الآخر، واستسهال الدماء، واعتبار قتل الآخرين قربى للوصول إلى الجنة.
اسمعوها، إنها تتردد في معظم الأماكن، وبين كثير من الناس، لقد تحولت إلى ثقافة شائعة، وسلوك مفضل، تجدها في المناهج، والمجالس ولدى بعض الخطباء والوعاظ، وحتى الادعياء المؤيدون بلا وعي ولا إدراك، ينساقون وراءها باعتبارها الحقيقة المطلقة.
في رأيي إن الذي قتلهم، هو من حرم البسمة عليهم في وطنهم، من دفعهم للهرب شرقا وغربا بحثا عن بصيص أمل، من يطلق أزلامه وغربانه وقطيعه ورهطه، لتحريم الأغنية والسينما والمسرح والكتاب، من يدفعهم للتجمع خلف أبواب المسؤولين، من يوصيهم بإنشاء الفاكسات والهاشتاقات، لإلغاء حفلة يتيمة لمحمد عبده، أو مراقبة معرض فني للرسم، أو التشهير بزائر ثقافي لجامعة كل من فيها من العقلاء والعاقلات.
نحن نعيش في كوكب معزول عن العالم، كوكب يسيطر على مشاعره وأحلامه المنبوذون السوداويون، الذين لاحقوا المبتعثات والمبتعثين حتى أقاصي الدنيا، فأقاموا عليهم الاحتساب، وراقبوهم، وعاقبوهم، كي لايعيدوا إنتاج الحياة في بلادهم.
هم أنفسهم الذين يتابعون الفتيات العاملات الباحثات عن لقمة عيش كريمة، هم من شوه الطبيبات والممرضات، وقال عن أولياء أمورهن ديوثين بائعي أعراضهم.
يا لهذا السعودي الفريد من نوعه، وكأنه خلقٌ وبقية البشر خلق آخر، لا يريد له «المنبوذون» أن يخطئ، وأن يذنب، بينما الله الرحمن الرحيم، فيما يقوله عنه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم».
شبان وشابات، عائلات بأكملها، يتقاطرون مع كل إجازة، إلى كل مطارات الدنيا، لكي يجتمعوا مع بعضهم البعض، بعيدا عن أعين المتلصصين والوشاة، ليقتسموا معهم لحظات الحياة، يبحثون عن لحظة سعادة نادرة، عن كوب شاي، لا يعكره وصي يعتقد أن الجنة والنار ملك يمينه.
كل الدنيا تحتفل وتفرح ببداية السنة، إلا السعوديين الذين قضوا ليلتهم يتناولون الفول والمطبق، ويحلون بالمعصوب، ويشاهدون عبر القنوات التلفزيونية العواصم التي يمدحها الحركيون، ويكادون يعبدونها، وهي تحتفل بنفس المناسبة المحرمة عليهم.
معظم السعوديين متدينون، يذهبون من أجل لحظات أنس بريئة، معظمهم لا يسافرون من أجل الموبقات، فهي في كل مكان، متاحة بكل الأثمان لمن يريدها، ولا يجب أن نغطي قرص الشمس، فالصحف مليئة بالأخبار، ولا يحتاج أن نكررها على الناس.
نكاد لا ننتهي من مطاردة المهنئين برأس السنة، حتى نطارد بعد شهرين من يحتمل أن يلبسوا الملابس الحمراء، وكنا قبل شهرين نطارد المحتفين بالمولد النبوي، وقبلها المهنئين برأس السنة الهجرية، بل وصل بهم الحال أن يقفوا على أعتاب العيد، يهاجمون ويبدعون من يجرؤ على تهنئة أحبابه قبل صلاة العيد.
حياتنا أضحت مجموعة من القضايا البائسة، تتناسل بعضها من بعض، همها الوحيد قتل الفرح، ونشر الإحباط، والانقضاض على مظاهر الأمل، نفس الرهط هم من يذهبون خفية، إلى المنامة ودبي وبيروت وأغادير، لكن صنعة «الاستشراف»، تدفعهم لوأد الحياة هنا، وعيشها هناك.
بالتأكيد لم يقتلهم الإرهابي المجرم الذي فجر القنابل اليدوية وأطلق الرصاص في أجسادهم، ولاحقهم في الحمامات، وطاردهم بطلقاته القاتلة عندما قفزوا في بحر البسفور البارد المظلم، هو الأداة الأخيرة التي قامت بآخر فعل في خطة الظلام المميتة، وهي تبدأ من تحريم الحياة، وهجر المخالف، وتكفير الآخر، واستسهال الدماء، واعتبار قتل الآخرين قربى للوصول إلى الجنة.
اسمعوها، إنها تتردد في معظم الأماكن، وبين كثير من الناس، لقد تحولت إلى ثقافة شائعة، وسلوك مفضل، تجدها في المناهج، والمجالس ولدى بعض الخطباء والوعاظ، وحتى الادعياء المؤيدون بلا وعي ولا إدراك، ينساقون وراءها باعتبارها الحقيقة المطلقة.
في رأيي إن الذي قتلهم، هو من حرم البسمة عليهم في وطنهم، من دفعهم للهرب شرقا وغربا بحثا عن بصيص أمل، من يطلق أزلامه وغربانه وقطيعه ورهطه، لتحريم الأغنية والسينما والمسرح والكتاب، من يدفعهم للتجمع خلف أبواب المسؤولين، من يوصيهم بإنشاء الفاكسات والهاشتاقات، لإلغاء حفلة يتيمة لمحمد عبده، أو مراقبة معرض فني للرسم، أو التشهير بزائر ثقافي لجامعة كل من فيها من العقلاء والعاقلات.
نحن نعيش في كوكب معزول عن العالم، كوكب يسيطر على مشاعره وأحلامه المنبوذون السوداويون، الذين لاحقوا المبتعثات والمبتعثين حتى أقاصي الدنيا، فأقاموا عليهم الاحتساب، وراقبوهم، وعاقبوهم، كي لايعيدوا إنتاج الحياة في بلادهم.
هم أنفسهم الذين يتابعون الفتيات العاملات الباحثات عن لقمة عيش كريمة، هم من شوه الطبيبات والممرضات، وقال عن أولياء أمورهن ديوثين بائعي أعراضهم.
يا لهذا السعودي الفريد من نوعه، وكأنه خلقٌ وبقية البشر خلق آخر، لا يريد له «المنبوذون» أن يخطئ، وأن يذنب، بينما الله الرحمن الرحيم، فيما يقوله عنه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم».
شبان وشابات، عائلات بأكملها، يتقاطرون مع كل إجازة، إلى كل مطارات الدنيا، لكي يجتمعوا مع بعضهم البعض، بعيدا عن أعين المتلصصين والوشاة، ليقتسموا معهم لحظات الحياة، يبحثون عن لحظة سعادة نادرة، عن كوب شاي، لا يعكره وصي يعتقد أن الجنة والنار ملك يمينه.
كل الدنيا تحتفل وتفرح ببداية السنة، إلا السعوديين الذين قضوا ليلتهم يتناولون الفول والمطبق، ويحلون بالمعصوب، ويشاهدون عبر القنوات التلفزيونية العواصم التي يمدحها الحركيون، ويكادون يعبدونها، وهي تحتفل بنفس المناسبة المحرمة عليهم.
معظم السعوديين متدينون، يذهبون من أجل لحظات أنس بريئة، معظمهم لا يسافرون من أجل الموبقات، فهي في كل مكان، متاحة بكل الأثمان لمن يريدها، ولا يجب أن نغطي قرص الشمس، فالصحف مليئة بالأخبار، ولا يحتاج أن نكررها على الناس.
نكاد لا ننتهي من مطاردة المهنئين برأس السنة، حتى نطارد بعد شهرين من يحتمل أن يلبسوا الملابس الحمراء، وكنا قبل شهرين نطارد المحتفين بالمولد النبوي، وقبلها المهنئين برأس السنة الهجرية، بل وصل بهم الحال أن يقفوا على أعتاب العيد، يهاجمون ويبدعون من يجرؤ على تهنئة أحبابه قبل صلاة العيد.
حياتنا أضحت مجموعة من القضايا البائسة، تتناسل بعضها من بعض، همها الوحيد قتل الفرح، ونشر الإحباط، والانقضاض على مظاهر الأمل، نفس الرهط هم من يذهبون خفية، إلى المنامة ودبي وبيروت وأغادير، لكن صنعة «الاستشراف»، تدفعهم لوأد الحياة هنا، وعيشها هناك.