-A +A
علي مكي
لا أعلم ماذا قال رئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم الدكتور عادل عزت الذي انتخب قبل أيام، ورافقت انتخابه ضجة إعلامية كبيرة كونه كان إلى نوفمبر الماضي رئيساً لشركة في صناعة الورق تتبع رئيس الهيئة العامة للرياضة. لكن في رأيي (غير المتواضع) أن كل هذا لا يهمني ولا يعنيني كمواطن متابع للشأن الرياضي وكرة بلاده التي اعتلت المجد القاري أكثر من عقدين ووصلت بسمعة وحضور بهيج في المونديال العالمي. أقول لا أعرف ماذا قال الرئيس الجديد في مؤتمره الصحافي أمس، ولا على من توزعت (كعكة) اللجان داخل أهم اتحاد رياضي سعودي، وهل ذهبت المناصب لأصحاب الثقة والولاءات مثل كل مرة أم أنها ذهبت، هذه المرة، إلى أصحاب الكفاءة والنزاهة في تحول إداري وطني جديد؟

وبمناسبة (النزاهة) راق لي اختيار واحد مثل «نزيه النصر» نائب رئيس نادي الخليج سابقاً عضواً في الاتحاد الجديد، وهذا مؤشر مهم على تعدد وتنوع الخيارات، كما أن هذا الرجل يعجبني ويحظى باحترام كثير من المتابعين، له رأي يطرحه بهدوء وعمق، وقراءته للنزالات والأحداث قراءة معرفة وخبرة كأنه لاعب كرة قديم! لكنني أتحفظ أن يدير لجنة الحكام أو يرأسها أو يدخل في دهاليزها الموحشة وأنفاقها المعتمة، فأولاً الجميع يذكر تصريح ابن سيهات القوي ضد التحكيم ولجنته في دوري ركاء قبل سنوات والذي اعتذر عنه بعده بقليل كما يليق بالرجال الكبار، كما أن نزيه لن يصمد طويلاً أمام شراسة مسؤولي الأندية وهم فيهم أمراء ورجال أعمال وتجار وهوامير، وهو باختياره أو قبوله لهذه المهمة سيعرض صدره (المكشوف) لكل السهام الحادة والرماح المدببة التي لا يرضيها شيء أبداً، فحتى لو انتصرت بالأربعة، مثلاً، لخرجت تنفث سمومها وسلاطتها تجاه حكام النزال.


أما لو قبل نزيه النصر بالمهمة فسأدعو له بالتوفيق والعون وسأضع أمامه اقتراحاً قديماً لرمز الأهلي وأحد رموز الرياضة السعودية الأمير خالد بن عبدالله بتشكيل لجنة خبراء سعوديين وعرب ودوليين هدفها وضع برنامج لإصلاح التحكيم السعودي خلال موسم أو موسمين، وإن اختلفت الصيغة والبواعث والاشتراطات، لكنه يبقى اقتراحا مهماً وإن كان قديما جديدا وطالب به الخبير الرياضي الكروي الكبير قبل سنوات وكأنه كان يستشرف مستقبل الكرة والتحكيم في بلادنا بناء على معطيات الواقع في ذلك الحين.

وإذا لم ترق للجنة الحكام الجديدة أو لاتحادنا المحلي هذا الاقتراح فإنني أنقل لهم، انطلاقاً من اهتمام الاتحاد ومبادراته الدائمة بدعم اللعبة خارجياً بالفكر والجهد والمال، اقتراحاً آخر للجماهير الكروية بالمسارعة في انتداب لجنة الحكام الحالية إلى الدول المجاورة وغير المجاورة لتطوير التحكيم ورفع مستوى منافسات كرة القدم في تلك البلدان وتعميم بركة اللجنة على كرة العرب والعالم كي تنعم الفرق هناك ولاعبوها بمنافسات شريفة ونزالات ساخنة ومثيرة فنيا داخل الملعب وهادئة ومتزنة خارجه وليذوقوا عدل صافرتنا كما ذاقته أنديتنا ولاعبونا. صحيح أن هذا ربما يكون ضد مصلحتنا الكروية ولكننا تربينا على «الإيثار» وحب الخير لغيرنا كما نحبه لأنفسنا، كما هو توجيه نبينا الكريم، وما أجمل أن ننال رضا الله عندما نكون مثل أولئك الذين أثنى عليهم القرآن «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة».