ما زالت أصداء الجريمة المروعة التي هزت العالم ليلة رأس السنة، تخيم على أجوائنا كسحابة دخان أسود يفوق أثره الجاثم على صدورنا تأثير الحادثة التي كونته، فالشاب الذي تجرد من آدميته وراح يطلق أعيرته النارية على الناس الأبرياء رواد ذلك المطعم الشهير الكائن على ضفة مضيق البوسفور بإسطنبول، أفرز لنا حتى اللحظة عوادم وطفيليات سامة لا تقل فتكاً عنه، مما ينصح معها لكل من أراد الدخول لمواقع التواصل الاجتماعي لبس الأقنعة والكمامات الواقية.
هؤلاء الضحايا الأبرياء الذين قضوا نحبهم على يد الإرهاب الغاشم، من المفترض على الإنسان السوي أن يترحم عليهم وأن يبكي على أطلال جثثهم الملطخة بالدماء، ذلك السلام الضائع وتلك المعاني الإنسانية المهدرة، هؤلاء الضحايا الأبرياء وعلى وجه الخصوص السعوديين منهم، لم يكن لهم أي دور في جرائم الحروب الضارية بريف حلب والفلوجة وبن غازي، ولم يكن لهم أي مساع في الصراعات الدائرة بالشيشان وأوكرانيا ودول البلطيق، وإنما هم أناس مسالمون للغاية، فكيف تتم إبادتهم بهذه الوحشية وكيف يستمر الناعقون يشمتون بهم بكل هذه الدناءة والوقاحة؟!
أميون وجهلة ستجدهم بمواقع التواصل يحاكمون الضحايا ويطلقون سراح القتلة، وينسى الواحد منهم أنه لو قدر له وصادف المجرم في ذلك المساء، فإنه لن يمهله حتى يبدي تأييده وإعجابه به (كما يفعل الآن) وإنما لأجهز عليه في الحال، هؤلاء الجهلة مازالوا يستجوبون القتلى ويعدون لوائح الاتهام بحقهم، ما زالوا يتطلعون إلى معرفة دوافعهم في الذهاب لذلك المكان وإلى هويات من يقفون وراءهم، ما زالوا يستخدمون معهم كل أنواع التعذيب لانتزاع اعترافاتهم، وسيبقون على جهلهم هذا حتى يجدوا من يعرفهم قدرهم ويطلب منهم على الأقل تعديل ملف القضية الذي يتظاهرون بقراءته لأنه مقلوب!؟
لقد أوضحت الجهات المعنية بتركيا أن مسرح الجريمة يعد سوقاً تجارية تحوي مطعماً لا يرتاده سوى المشاهير والأثرياء، ومع هذا لا يزال هناك من يعطي المكان وصفاً آخر، إمعاناً منه في تشويه سمعة الضحايا، ولمثل هذا نقول إن (الملهى الليلي) هو ذلك الجهاز المحمول الذي تسهر معه كل ليلة فتصدح منه موسيقى شتائمك الصاخبة، وترقص فيه على جثث الضحايا الأبرياء بعد كل عملية إرهابية، حتى أصبح الحقد الدفين يسكنك ورائحة العربدة المذهبية تفوح من فمك.
وأخيراً: رحم الله المتوفين في هذه الحادثة وأسكنهم فسيح جناته، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وكم أتمنى من أسر الضحايا ملاحقة كافة المسيئين والشامتين حتى ينالوا جزاءهم ويكونوا عبرة لأمثالهم، وبصفتي محامياً فإنني أعلن تطوعي بالمساهمة في الدفاع عن سمعة الضحايا الشرفاء وعلى رأسهم فقيدتنا المحامية الفاضلة.
هؤلاء الضحايا الأبرياء الذين قضوا نحبهم على يد الإرهاب الغاشم، من المفترض على الإنسان السوي أن يترحم عليهم وأن يبكي على أطلال جثثهم الملطخة بالدماء، ذلك السلام الضائع وتلك المعاني الإنسانية المهدرة، هؤلاء الضحايا الأبرياء وعلى وجه الخصوص السعوديين منهم، لم يكن لهم أي دور في جرائم الحروب الضارية بريف حلب والفلوجة وبن غازي، ولم يكن لهم أي مساع في الصراعات الدائرة بالشيشان وأوكرانيا ودول البلطيق، وإنما هم أناس مسالمون للغاية، فكيف تتم إبادتهم بهذه الوحشية وكيف يستمر الناعقون يشمتون بهم بكل هذه الدناءة والوقاحة؟!
أميون وجهلة ستجدهم بمواقع التواصل يحاكمون الضحايا ويطلقون سراح القتلة، وينسى الواحد منهم أنه لو قدر له وصادف المجرم في ذلك المساء، فإنه لن يمهله حتى يبدي تأييده وإعجابه به (كما يفعل الآن) وإنما لأجهز عليه في الحال، هؤلاء الجهلة مازالوا يستجوبون القتلى ويعدون لوائح الاتهام بحقهم، ما زالوا يتطلعون إلى معرفة دوافعهم في الذهاب لذلك المكان وإلى هويات من يقفون وراءهم، ما زالوا يستخدمون معهم كل أنواع التعذيب لانتزاع اعترافاتهم، وسيبقون على جهلهم هذا حتى يجدوا من يعرفهم قدرهم ويطلب منهم على الأقل تعديل ملف القضية الذي يتظاهرون بقراءته لأنه مقلوب!؟
لقد أوضحت الجهات المعنية بتركيا أن مسرح الجريمة يعد سوقاً تجارية تحوي مطعماً لا يرتاده سوى المشاهير والأثرياء، ومع هذا لا يزال هناك من يعطي المكان وصفاً آخر، إمعاناً منه في تشويه سمعة الضحايا، ولمثل هذا نقول إن (الملهى الليلي) هو ذلك الجهاز المحمول الذي تسهر معه كل ليلة فتصدح منه موسيقى شتائمك الصاخبة، وترقص فيه على جثث الضحايا الأبرياء بعد كل عملية إرهابية، حتى أصبح الحقد الدفين يسكنك ورائحة العربدة المذهبية تفوح من فمك.
وأخيراً: رحم الله المتوفين في هذه الحادثة وأسكنهم فسيح جناته، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وكم أتمنى من أسر الضحايا ملاحقة كافة المسيئين والشامتين حتى ينالوا جزاءهم ويكونوا عبرة لأمثالهم، وبصفتي محامياً فإنني أعلن تطوعي بالمساهمة في الدفاع عن سمعة الضحايا الشرفاء وعلى رأسهم فقيدتنا المحامية الفاضلة.