خيبة الأمل – أعاذنا الله وإياكم منها – حالة نفسية تصيب الأكثرية من خلق الله، فكم من إنسان رسم صورة وردية لآخر، وفوجئ ذات يوم بعكس هذه الصورة، وكم انتظر آخر من صديق أو قريب أمرا، ثم صدم بعكس ما توقعه.
ولو قام أحدنا بإحصاء لحالات خيبة الأمل التي أصيب بها خلال العام المنصرم، لوجد كما كبيرا منها في حياته، وهذه الحالة ليست مقصورة على العلاقات بين الأفراد، بل هي أيضا فيما يتعلق بعلاقات الدول فيما بينها.
أما على مستوى الأفراد، فكم من صديق كان ملازما لك، يشاطرك وقتك، بل ربما ينعم بمالك وحلالك، حتى أصبحت ترى فيه صورة الخل الوفي، الذي يرتجى منه الخير ويؤمل منه العون، فما إن حلت بك أزمة، انصرف عنك، وكأنه لم يعرفك من قبل، فخاب أملك، وأصابك الحزن والأسى. نعم إن الإنسان لا ينتظر قضاء حاجاته إلا بعون من الله تعالى وحده، ولكن سنن الحياة علمتنا أن الحياة كما يقولون «أخذ وعطاء»، وقد أمرنا ديننا الحنيف بأن يكون العبد في عون أخيه، ومن هنا يأتي «العشم» و«الأمل» في أن تجد الإحسان ممن لقي منك الإحسان: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان». فليحسب كل واحد منا كم حالة من حالات «خيبة الأمل» قد مرت عليه خلال العام الماضي فقط، وهل ثمة سبيل لعلاج تلك الحالة في العلاقات الإنسانية؟! فيقولون: يعرف الصديق وقت الضيق، فهل حقا عرفنا أصدقاءنا؟!.
والقضية تتعدى – كما قلت – العلاقات الفردية، بل هي أكثر انتشارا، حتى بتنا نلاحظها في العلاقات الدولية، ولقد لاحظنا خلال العام الماضي ما لحق بنا من «خيبة أمل» في مواقف بعض الدول الشقيقة والصديقة من قضايا حيوية وجوهرية، بل ومصيرية بالنسبة لنا. فكم من دولة كنا نركن إليها ونثق في مواقفها الداعمة لنا في نضالنا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، ثم فوجئنا بتحول المواقف، وتغير الأحوال، فانحازت هذه الدولة أو تلك إلى الجانب أو الطرف الآخر على عكس ما عهدناه منها. نعم المصالح هي الحاكمة لسياسات الدول وعلاقاتها، ولكن عندما تبنى السياسات والعلاقات على قيم أخلاقية ثابتة وراسخة، فإن احتمالات «خيبة الأمل» تكون نادرة.
نحن – كما تعلمون – نعيش مرحلة حساسة في تاريخنا، فالمخاطر تحيق بنا من كل اتجاه، ومن ثم تكون التحالفات بين الدول ضرورة تقتضيها الظروف، فما أصعب أن تجد الصديق يتخلى عنك، وليته التزم الحياد، بل نراه قد انحاز إلى الطرف الآخر الذي يسعى للنيل من أمننا واستقرارنا.
أرأيت أخي الكريم، كيف أن حالة «خيبة الأمل» تتعدى العلاقات الفردية، لتمتد وتتسع لتشمل العلاقات الدولية؟!
وقد يسأل سائل: وما العمل؟ في اعتقادي، أنه ينبغي على المرء أن لا يفرط في ثقته بالآخر، وأن يعتمد أولا وقبل كل شيء على الله تعالى، وأن يفوضه في أموره كلها، صغيرها وكبيرها، وهكذا فيما يتعلق بالدائرة الأوسع للعلاقات، وأن ندرك أن الحياة لا يمكن أن تسير على وتيرة واحدة، وعندها ستكون آثار «خيبة الأمل» أقل تأثيرا في حياتنا.
اللهم لا تخيب آمالنا فيك، فأنت الملاذ وأنت المعين، وعليك وحدك الاتكال.
ولو قام أحدنا بإحصاء لحالات خيبة الأمل التي أصيب بها خلال العام المنصرم، لوجد كما كبيرا منها في حياته، وهذه الحالة ليست مقصورة على العلاقات بين الأفراد، بل هي أيضا فيما يتعلق بعلاقات الدول فيما بينها.
أما على مستوى الأفراد، فكم من صديق كان ملازما لك، يشاطرك وقتك، بل ربما ينعم بمالك وحلالك، حتى أصبحت ترى فيه صورة الخل الوفي، الذي يرتجى منه الخير ويؤمل منه العون، فما إن حلت بك أزمة، انصرف عنك، وكأنه لم يعرفك من قبل، فخاب أملك، وأصابك الحزن والأسى. نعم إن الإنسان لا ينتظر قضاء حاجاته إلا بعون من الله تعالى وحده، ولكن سنن الحياة علمتنا أن الحياة كما يقولون «أخذ وعطاء»، وقد أمرنا ديننا الحنيف بأن يكون العبد في عون أخيه، ومن هنا يأتي «العشم» و«الأمل» في أن تجد الإحسان ممن لقي منك الإحسان: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان». فليحسب كل واحد منا كم حالة من حالات «خيبة الأمل» قد مرت عليه خلال العام الماضي فقط، وهل ثمة سبيل لعلاج تلك الحالة في العلاقات الإنسانية؟! فيقولون: يعرف الصديق وقت الضيق، فهل حقا عرفنا أصدقاءنا؟!.
والقضية تتعدى – كما قلت – العلاقات الفردية، بل هي أكثر انتشارا، حتى بتنا نلاحظها في العلاقات الدولية، ولقد لاحظنا خلال العام الماضي ما لحق بنا من «خيبة أمل» في مواقف بعض الدول الشقيقة والصديقة من قضايا حيوية وجوهرية، بل ومصيرية بالنسبة لنا. فكم من دولة كنا نركن إليها ونثق في مواقفها الداعمة لنا في نضالنا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، ثم فوجئنا بتحول المواقف، وتغير الأحوال، فانحازت هذه الدولة أو تلك إلى الجانب أو الطرف الآخر على عكس ما عهدناه منها. نعم المصالح هي الحاكمة لسياسات الدول وعلاقاتها، ولكن عندما تبنى السياسات والعلاقات على قيم أخلاقية ثابتة وراسخة، فإن احتمالات «خيبة الأمل» تكون نادرة.
نحن – كما تعلمون – نعيش مرحلة حساسة في تاريخنا، فالمخاطر تحيق بنا من كل اتجاه، ومن ثم تكون التحالفات بين الدول ضرورة تقتضيها الظروف، فما أصعب أن تجد الصديق يتخلى عنك، وليته التزم الحياد، بل نراه قد انحاز إلى الطرف الآخر الذي يسعى للنيل من أمننا واستقرارنا.
أرأيت أخي الكريم، كيف أن حالة «خيبة الأمل» تتعدى العلاقات الفردية، لتمتد وتتسع لتشمل العلاقات الدولية؟!
وقد يسأل سائل: وما العمل؟ في اعتقادي، أنه ينبغي على المرء أن لا يفرط في ثقته بالآخر، وأن يعتمد أولا وقبل كل شيء على الله تعالى، وأن يفوضه في أموره كلها، صغيرها وكبيرها، وهكذا فيما يتعلق بالدائرة الأوسع للعلاقات، وأن ندرك أن الحياة لا يمكن أن تسير على وتيرة واحدة، وعندها ستكون آثار «خيبة الأمل» أقل تأثيرا في حياتنا.
اللهم لا تخيب آمالنا فيك، فأنت الملاذ وأنت المعين، وعليك وحدك الاتكال.