بدأ العد التنازلي لتولي رئيس الولايات المتحدة المنتخب «ترمب» زمام الحكم في العشرين من يناير الجاري، وعقب انقضاء حفل التنصيب سيجد الرئيس نفسه أمام فترة تعد من أصعب الفترات في التاريخ الحديث بل وربما أشدها تعقيداً، وبطبيعة الحال لم تتبين بعد طبيعة ومقدار الثقافة السياسية التي يتمتع بها الرئيس الجديد المنتخب وحنكته في إدارة دفة البلاد، فكل ما تمت إثارته من موضوعات وتصريحات إبان حملته الانتخابية لا تعدو أن تكون من باب الدعاية الانتخابية الخلاقة التي يتم بها اجتذاب الجمهور وإسالة لعابه، أما الثابت في التاريخ والحاضر الأمريكي أن هناك قواعد وأسساً لحكم الولايات المتحدة، والتي تقود العالم ضمناً ولا تحكم شعبها ضمن حدود دولتها فحسب، والتي تواجهها كما تواجه العالم أجمع ملفات ساخنة، مرشحة للانفجار، إن لم يتم التعامل معها بالحسم والكفاءة المطلوبة في الوقت المناسب وبالطريقة الملائمة.
لم يعد العالم كما سبق مجرد قرية صغيرة فحسب، بل تعدى هذا التشبيه وباتت القرية الصغيرة قرية متفاعلة يؤثر بعضها في بعض، ولم يعد الإرهاب الذي يسعى للاستيطان في منطقة الشرق الأوسط ببعيد عن المصالح الأمريكية، والتي تواجه منذ قرابة العقدين خطر الإرهاب الذي وصل إليها في عقر دارها ذاته، ومن المؤكد أن ملف الإرهاب هو الملف الأول الذي سيفرض نفسه على قائمة مهمات الرئيس الجديد، ولو نظرنا للوضع المتفاقم في دولة مثل سورية أو اليمن على سبيل المثال، فسنكتشف ببساطة أنه يتحتم على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتخذ رد فعل قوي تجاه ما يحدث فيهما من قتل للمدنيين وتهجير قسري للملايين، وحصار وقتل وانقلاب على الشرعية وتجاوز لإرادة الأغلبية من الشعب، ومما لا شك فيه أن تلك الأحداث الدامية لن يكون نتيجتها موجات من القتل والدهس والتفجيرات فحسب كما رأينا في العديد من الدول الأوربية، بل سيتعدى الأمر ذلك بالتأكيد لما هو أخطر وأكثر فداحة كماً وكيفاً وعلى جميع الأصعدة أيضاً.
ولكن كيف ستتمكن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الجديد من محاربة الإرهاب والقضاء عليه؟ هل ستقضي عليه بمفردها أم بمعاونة حلفائها؟ من المؤكد أن الولايات المتحدة لن تتمكن بمفردها أبداً في أن تقضي على الإرهاب المحلي أو الإقليمي، فهى تحتاج كثيراً لحلفائها في المنطقة من العالمين ببواطن الأمور، ولقد كانت وما زالت المملكة أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة والدول الغربية في محاربة الارهاب، لا اقول ذلك ككاتب ومواطن من المملكة يرغب في تجميل صورة بلاده، لكنها الحقيقة التي أشار إليها العديد من زعماء العالم ومنهم رؤساء الولايات المتحدة السابقون، وأبرز دليل على ذلك تلك الشهادة الدامغة التي أوردها جورج تينيت رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية في عهد الرئيس كلينتون والفترة الرئاسية الأولى لجورج بوش الابن، في كتابه «في قلب العاصفة» والذي سجل فيه مذكراته عن المعارك الخفية التي شارك فيها جهاز CIA وقد ذكر تينيت أنه في بداية توليه رئاسة جهاز الاستخبارات CIA كان يبحث عن التعاون مع دول تتميز بالجدية والكفاءة في مجال مكافحة الإرهاب، ولم يجد دولة أفضل من المملكة العربية السعودية تتمتع بتلك المواصفات.
اسمحوا لي بأن أقتبس الجملة التي ذكرها جورج تينيت في مذكراته «كان العالم لا يزال مكاناً غير آمن، لكنه اليوم أضحى أكثر أماناً بسبب الخطوات المقدامة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية (للقضاء على الإرهاب)»، في كل صفحة من صفحات هذا الكتاب الذي صدرت أول طبعاته عام 2007، أي بعد هجمات 11 سبتمبر، نجد المؤلف يؤكد على دور المملكة كحليف إستراتيجي وعسكري في المنطقة؛ حيث لم يكن بالإمكان مكافحة الإرهاب دون الحصول على مساعدتها، فالمملكة والولايات المتحدة شريكتان أساسيتان في الحرب على الإرهاب، ولا يمكن تصور وضع خطة لمحاربة الإرهاب دون وجود المملكة، والتي تمثل رقماً شديد الأهمية في معادلة المنطقة إقليمياً وبالذات في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي قد يحيلنا على عجالة للقانون الجائر المدعو «جاستا»، والذي تم فيه اتهام المملكة برعاية الإرهاب على أساس التلميحات!! وبطريقة مراوغة تتسم باللؤم والافتقار لكل من المنطق والدليل الدامغ - أو حتى الصريح - معاً.
ما أقوم بسرده اليوم ليس أكثر من ملحوظات عامة نوجهها للرئيس الأمريكي الجديد قبل أن يتسلم مهمات رئاسته بالفعل، تتعلق بتذكيره بأن يعيد قراءة الواقع الدولي بعيداً عن مهاترات الدعاية الانتخابية وبمنأى عن التأثيرات السلبية للإدارة السابقة، نتمنى أن يقوم الرئيس الجديد بإعادة تحديد للعلاقات الدولية التي تحكمه بالدول الأخرى، بالدول الصديقة والحليفة والمارقة، أن يقوم بإعادة تقييم وتعريف لبؤر الصراع في المناطق الملتهبة وتحديد المتسببين فيها حتى لا تزداد الأمور سوءاً وتزداد الأوضاع اشتعالاً، نريد من الرئيس الأمريكي الجديد أن ينظر في العلاقات التاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة حكومة وشعباً، كحلفاء إستراتيجيين وعسكريين وشركاء تجاريين، نريد من الرئيس الجديد أن يتمعن في حجم ومكانة وثقل المملكة دولياً وإقليمياً، وأن يتمكن من تقييم قوتها الناتجة عن تحالفاتها الإقليمية ووزن ذلك كله على المستوى الدولي، نتمنى أن نبدأ صفحة جديدة مع الرئيس الجديد، يكون فيه منصفا وعادلاً وموضوعياً مع دولة طالما نذرت نفسها لإحقاق الحق والحفاظ على استقرار المنطقة ككل، ولا يمكن تخيل العالم آمناً دون جهودها الصريحة في استتباب الأمن وترسيخ الأمان لشعبها ولكافة الشعوب الشقيقة بالعالم أجمع.
لم يعد العالم كما سبق مجرد قرية صغيرة فحسب، بل تعدى هذا التشبيه وباتت القرية الصغيرة قرية متفاعلة يؤثر بعضها في بعض، ولم يعد الإرهاب الذي يسعى للاستيطان في منطقة الشرق الأوسط ببعيد عن المصالح الأمريكية، والتي تواجه منذ قرابة العقدين خطر الإرهاب الذي وصل إليها في عقر دارها ذاته، ومن المؤكد أن ملف الإرهاب هو الملف الأول الذي سيفرض نفسه على قائمة مهمات الرئيس الجديد، ولو نظرنا للوضع المتفاقم في دولة مثل سورية أو اليمن على سبيل المثال، فسنكتشف ببساطة أنه يتحتم على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتخذ رد فعل قوي تجاه ما يحدث فيهما من قتل للمدنيين وتهجير قسري للملايين، وحصار وقتل وانقلاب على الشرعية وتجاوز لإرادة الأغلبية من الشعب، ومما لا شك فيه أن تلك الأحداث الدامية لن يكون نتيجتها موجات من القتل والدهس والتفجيرات فحسب كما رأينا في العديد من الدول الأوربية، بل سيتعدى الأمر ذلك بالتأكيد لما هو أخطر وأكثر فداحة كماً وكيفاً وعلى جميع الأصعدة أيضاً.
ولكن كيف ستتمكن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الجديد من محاربة الإرهاب والقضاء عليه؟ هل ستقضي عليه بمفردها أم بمعاونة حلفائها؟ من المؤكد أن الولايات المتحدة لن تتمكن بمفردها أبداً في أن تقضي على الإرهاب المحلي أو الإقليمي، فهى تحتاج كثيراً لحلفائها في المنطقة من العالمين ببواطن الأمور، ولقد كانت وما زالت المملكة أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة والدول الغربية في محاربة الارهاب، لا اقول ذلك ككاتب ومواطن من المملكة يرغب في تجميل صورة بلاده، لكنها الحقيقة التي أشار إليها العديد من زعماء العالم ومنهم رؤساء الولايات المتحدة السابقون، وأبرز دليل على ذلك تلك الشهادة الدامغة التي أوردها جورج تينيت رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية في عهد الرئيس كلينتون والفترة الرئاسية الأولى لجورج بوش الابن، في كتابه «في قلب العاصفة» والذي سجل فيه مذكراته عن المعارك الخفية التي شارك فيها جهاز CIA وقد ذكر تينيت أنه في بداية توليه رئاسة جهاز الاستخبارات CIA كان يبحث عن التعاون مع دول تتميز بالجدية والكفاءة في مجال مكافحة الإرهاب، ولم يجد دولة أفضل من المملكة العربية السعودية تتمتع بتلك المواصفات.
اسمحوا لي بأن أقتبس الجملة التي ذكرها جورج تينيت في مذكراته «كان العالم لا يزال مكاناً غير آمن، لكنه اليوم أضحى أكثر أماناً بسبب الخطوات المقدامة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية (للقضاء على الإرهاب)»، في كل صفحة من صفحات هذا الكتاب الذي صدرت أول طبعاته عام 2007، أي بعد هجمات 11 سبتمبر، نجد المؤلف يؤكد على دور المملكة كحليف إستراتيجي وعسكري في المنطقة؛ حيث لم يكن بالإمكان مكافحة الإرهاب دون الحصول على مساعدتها، فالمملكة والولايات المتحدة شريكتان أساسيتان في الحرب على الإرهاب، ولا يمكن تصور وضع خطة لمحاربة الإرهاب دون وجود المملكة، والتي تمثل رقماً شديد الأهمية في معادلة المنطقة إقليمياً وبالذات في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي قد يحيلنا على عجالة للقانون الجائر المدعو «جاستا»، والذي تم فيه اتهام المملكة برعاية الإرهاب على أساس التلميحات!! وبطريقة مراوغة تتسم باللؤم والافتقار لكل من المنطق والدليل الدامغ - أو حتى الصريح - معاً.
ما أقوم بسرده اليوم ليس أكثر من ملحوظات عامة نوجهها للرئيس الأمريكي الجديد قبل أن يتسلم مهمات رئاسته بالفعل، تتعلق بتذكيره بأن يعيد قراءة الواقع الدولي بعيداً عن مهاترات الدعاية الانتخابية وبمنأى عن التأثيرات السلبية للإدارة السابقة، نتمنى أن يقوم الرئيس الجديد بإعادة تحديد للعلاقات الدولية التي تحكمه بالدول الأخرى، بالدول الصديقة والحليفة والمارقة، أن يقوم بإعادة تقييم وتعريف لبؤر الصراع في المناطق الملتهبة وتحديد المتسببين فيها حتى لا تزداد الأمور سوءاً وتزداد الأوضاع اشتعالاً، نريد من الرئيس الأمريكي الجديد أن ينظر في العلاقات التاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة حكومة وشعباً، كحلفاء إستراتيجيين وعسكريين وشركاء تجاريين، نريد من الرئيس الجديد أن يتمعن في حجم ومكانة وثقل المملكة دولياً وإقليمياً، وأن يتمكن من تقييم قوتها الناتجة عن تحالفاتها الإقليمية ووزن ذلك كله على المستوى الدولي، نتمنى أن نبدأ صفحة جديدة مع الرئيس الجديد، يكون فيه منصفا وعادلاً وموضوعياً مع دولة طالما نذرت نفسها لإحقاق الحق والحفاظ على استقرار المنطقة ككل، ولا يمكن تخيل العالم آمناً دون جهودها الصريحة في استتباب الأمن وترسيخ الأمان لشعبها ولكافة الشعوب الشقيقة بالعالم أجمع.