-A +A
سعيد السريحي
كما نتحدث اليوم عن فرقة الحشاشين باعتبارها جماعة إرهابية قامت برامجها على القتل والاغتيال سوف تتحدث أجيال قادمة عن داعش والقاعدة باعتبارهما أنموذجين للجماعات الإرهابية التي تبنت نفس برامج فرقة الحشاشين وإن اختلفت الوسائل المتبعة في تنفيذ برامج القتل وتطورت بتطور أجهزة التدمير، وإذا كانت قلعة «الموت» قد بقيت شاهدا على تلك الحقبة السوداء التي ظهرت فيها جماعة الحشاشين فإن الأجيال القادمة سوف يدفعها الفضول وكذلك طلب المعرفة للتنقيب عن أي أثر يبقى للجماعات الإرهابية المعاصرة بعد أن يطوي التاريخ صفحاتها، وسيكون كل أثر مادي يبقى من تلك الجماعات مجالا خصبا للدراسات التي تحاول فك أسرار ظهور هذه الجماعات الإرهابية المدمرة على نحو شبه مفاجئ وانتشار لم يكن متوقعا.

ولعلنا نجد هذه الرغبة المترنحة بين الفضول وحب المعرفة والرغبة في الدرس ماثلة في حرص الكثيرين منا على التعرف على ما يتم اكتشافه في أوكار الإرهابيين كلما تمكنت الجهات الأمنية من القضاء على بعض خلاياها، وتلقى كل صغيرة وكبيرة من تلك المقتنيات التي يتم اكتشافها في أوكار الإرهابيين العناية والاهتمام بدءا من ملابسهم وشعاراتهم وانتهاء بأدوات القتل والتدمير مرورا بالكتب والمذكرات وأدوات التمويه والمخاتلة.


وعلى الرغم من معرفتنا بحرص الجهات الأمنية على «تحريز» كافة ما يتم اكتشافه والعثور عليه باعتبارها أدلة جنائية تقود إلى تحقيق مزيد من الضربات الاستباقية التي تحبط مخططات تلك الجماعات الإرهابية، إلا أن المأمول أن تشكل تلك المقتنيات والآثار التي يتم اكتشافها نواة لمتحف تاريخي للإرهاب لا يستقطب الزوار فحسب بل تجد فيه الأجيال القادمة ثروة تكون مجالا لدراسات اجتماعية وتاريخية وثقافية تفك أسرار هذه الجماعات الإرهابية وتكشف عظمة الدور الذي قامت به الجهات الأمنية لتخليص المجتمع من شرورها ومخططاتها التدميرية.