أواسط سبعينات القرن الماضي ومع تصاعد أسعار النفط بعد حرب أكتوبر، قدمت مقترح بحث للمشرف بمرحلة الماجستير للاستحواذ على تقنية النفط، اعترض بحجة أنه تصور طموح، استخدم كلمة إنجليزية أقرب إلى حالم أو ربما واهم، قال هب أن السعودية امتلكت جيشا من تقنيي صناعة النفط ثم نفد النفط ماذا أنتم فاعلون؟ جادلت بأن ذلك سيولد دخلا إضافيا يمكن من بناء صناعات ومهن أخرى، لم يقتنع وطالبني بموضوع آخر ولم اقتنع أنا ولرعونة الشباب حينها اخترت أخذ كورسين إضافيين بدلا من كتابة بحث لم اقتنع به.
في مرحلة دراسية لاحقة ترك لي المشرف حق اختيار موضوع البحث، فألح علي موضوعي القديم، وأخذت أقرأ فيه بعمق حتى اكتشفت، بعد عصف فكري طويل مع المشرف، صعوبة نقل التقنية فكتبت عن ذلك. صحيح أنني خصصت تقنية النفط، الصناعة الاستخراجية بالتحديد، واخترت أربعا من أغنى دول أوبك، عربية وغير عربية ممن يمكنهم شراء التقنية ولم يتمكنوا، لكن الصعوبة تصدق في كل صناعة درجة أن خلطة أي مطعم سواء للبيتزا أو لباقي أنواع السندوتشات لا تباع، يمكن للمستثمر شراء الأدوات والمكونات الرئيسية وشكل المبنى وحق استخدام العلامة التجارية وارتداء عمالته الزي الرسمي للشركة الأم، لكن «السر» غير قابل للبيع، فما بالكم بصناعات أثقل. مع كل هذا ظل طموحي، أو حلمي، القديم يراودني كل حين بامتلاك تقنية ما يوما ما تتيح لشبابنا فرص عمل أفضل.
ربما كان ذلك تماهيا مع بداية ظهور خطط التنمية التي كنا مأخذوين بها، بأهدافها بجداولها وإحصاءاتها ورسومها البيانية وحتى بصفحاتها المصقولة، يكفي أن هدفها الأول إيجاد المواطن القادر على صنع التنمية والاستفادة منها. جاهدنا، كطلبة بجامعة الرياض، للحصول على نسخة منها للكتابة عنها كمتطلب من أساتذتنا بالكلية، إلا أنها للأسف لم تكن متاحة إلا للإعلام الغربي. ثم تتالت الخطط.. ذات الأهداف وذات الجداول والصفحات المصقولة ولا شيء على أرض الواقع، ثم أدركنا جميعا سطوة التفكير النفطي الذي أبقانا أسرى النفط سنين طويلة وما أفرزه من سياسات مالية حادة بوسائل بيروقراطية لم تتطور مع الزمن فغدت روتينا أبقانا سنين أطول رهن اقتصاد ريعي ألغى إمكانية تنويع مصادر الدخل.
جاءت الرؤية لمحاولة لملمة اللبن المسكوب، وهي محاولة جديرة بالاهتمام والعناية، واتخذت الاستثمار كرافد من روافد الدخل القومي لتقليل الاعتماد على النفط، وهو نهج الاقتصادات الحديثة، أنشأت أكبر صندوق سيادي في العالم وشاركت في أكثر من تجمع استثماري، لعل أهمها المساهمة في صندوق سوفت بانك. بيد أن استثماراتنا الرأسمالية المادية الضخمة تحتاج الالتفات للوجه الآخر للاستثمار المادي وهو الاستثمار في البشر، والرؤية طالبت بالاهتمام بالشباب، ولعل أفضل اهتمام هو خلق قوى عاملة تقنية يمكنها وضعنا على مسار التصنيع الحديث، ستوفر لشبابنا فرصا وظيفية أفضل، وعلى خزينتنا مليارات تصرف على الاستيراد، و.. سننوع مصادر دخلنا.
في مرحلة دراسية لاحقة ترك لي المشرف حق اختيار موضوع البحث، فألح علي موضوعي القديم، وأخذت أقرأ فيه بعمق حتى اكتشفت، بعد عصف فكري طويل مع المشرف، صعوبة نقل التقنية فكتبت عن ذلك. صحيح أنني خصصت تقنية النفط، الصناعة الاستخراجية بالتحديد، واخترت أربعا من أغنى دول أوبك، عربية وغير عربية ممن يمكنهم شراء التقنية ولم يتمكنوا، لكن الصعوبة تصدق في كل صناعة درجة أن خلطة أي مطعم سواء للبيتزا أو لباقي أنواع السندوتشات لا تباع، يمكن للمستثمر شراء الأدوات والمكونات الرئيسية وشكل المبنى وحق استخدام العلامة التجارية وارتداء عمالته الزي الرسمي للشركة الأم، لكن «السر» غير قابل للبيع، فما بالكم بصناعات أثقل. مع كل هذا ظل طموحي، أو حلمي، القديم يراودني كل حين بامتلاك تقنية ما يوما ما تتيح لشبابنا فرص عمل أفضل.
ربما كان ذلك تماهيا مع بداية ظهور خطط التنمية التي كنا مأخذوين بها، بأهدافها بجداولها وإحصاءاتها ورسومها البيانية وحتى بصفحاتها المصقولة، يكفي أن هدفها الأول إيجاد المواطن القادر على صنع التنمية والاستفادة منها. جاهدنا، كطلبة بجامعة الرياض، للحصول على نسخة منها للكتابة عنها كمتطلب من أساتذتنا بالكلية، إلا أنها للأسف لم تكن متاحة إلا للإعلام الغربي. ثم تتالت الخطط.. ذات الأهداف وذات الجداول والصفحات المصقولة ولا شيء على أرض الواقع، ثم أدركنا جميعا سطوة التفكير النفطي الذي أبقانا أسرى النفط سنين طويلة وما أفرزه من سياسات مالية حادة بوسائل بيروقراطية لم تتطور مع الزمن فغدت روتينا أبقانا سنين أطول رهن اقتصاد ريعي ألغى إمكانية تنويع مصادر الدخل.
جاءت الرؤية لمحاولة لملمة اللبن المسكوب، وهي محاولة جديرة بالاهتمام والعناية، واتخذت الاستثمار كرافد من روافد الدخل القومي لتقليل الاعتماد على النفط، وهو نهج الاقتصادات الحديثة، أنشأت أكبر صندوق سيادي في العالم وشاركت في أكثر من تجمع استثماري، لعل أهمها المساهمة في صندوق سوفت بانك. بيد أن استثماراتنا الرأسمالية المادية الضخمة تحتاج الالتفات للوجه الآخر للاستثمار المادي وهو الاستثمار في البشر، والرؤية طالبت بالاهتمام بالشباب، ولعل أفضل اهتمام هو خلق قوى عاملة تقنية يمكنها وضعنا على مسار التصنيع الحديث، ستوفر لشبابنا فرصا وظيفية أفضل، وعلى خزينتنا مليارات تصرف على الاستيراد، و.. سننوع مصادر دخلنا.