قبل نحو أربع سنوات كتبت عن اللعبة السوداء التي يلعبها المتطرفون وأعداء الوطن في شبكات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تويتر بهدف تضليل المجتمع وإشغاله بقضايا تافهة وصراعات وهمية عبر صناعة الهاشتاقات (الوسوم) ورفعها بتغريدات فارغة تطلقها مئات الحسابات الوهمية بضغطة زر واحدة عبر تطبيقات وبرامج مخصصة لهذا الغرض.
حينها كانت هذه الممارسة الشاذة مكلفة بعض الشيء ولا تستثمر فيها سوى قلة من مؤسسات التسويق على نطاق ضيق، كما لا يلجأ إليها إلا فئة قليلة من ذوي الأهداف السياسية كما أسلفت، ولكني أعود اليوم للكتابة عن الموضوع ذاته استجابة للمعطيات الجديدة التي جعلت هذه التقنية لعبة بأيدي الأطفال حتى لم يعد مستغربا أن تجد وسما تويتريا يتربع على ترند السعودية في أي لحظة بعنوان «أنا صحيت من النوم» يطلقه مراهق متحديا أصدقاءه بأن يجعله أهم «هاشتاق» في السعودية خلال نصف ساعة.
العملية باختصار تتلخص في ربط مجموعة من الحسابات الوهمية يتجاوز عددها المئة غالبا بقالب برمجي بدائي يسمى عند التقنيين «اسكربت» يجعل من يديره يكتب أي تغريدة من جهازه متضمنة الوسم الذي يرغب في رفعه، فتغرد بها آليا جميع الحسابات الوهمية، وخلال ثانية واحدة تصبح في الوسم أكثر من مئة تغريدة وتتكرر العملية لدقائق ليظهر في ذيل قائمة الوسوم الأكثر نشاطا في السعودية، عندها تنقض على الوسم الحسابات الإعلانية والإباحية مضاعفة عدد التغريدات فيه بشكل مهول، ولا تكاد تمر ساعة واحدة إلا وقد حصد لقب «الوسم التويتري الأنشط على مستوى الدولة»، فيُلفت ذلك الحمقى والمراهقين والمغردين الشعبويين ويدفعهم للتغريد فيه أيضا بحثا عن متابعين، وهكذا يستمر الوسم متسيدا قائمة الترند لساعات متتالية قبل أن يزيحه وسم آخر.
الجديد في الأمر أن أصحاب القوالب البرمجية صانعة «الترند» التي أشرت إليها تكاثروا بشكل غير طبيعي هذه الأيام، وكما يقول الفنان عادل إمام في أحد مشاهد أفلامه في الزمن الجميل «الناس بتكتر.. ولما الناس بتكتر.. بتكتر معاها الناس الوحشة»، فقد انتشرت العروض الإعلانية المغرية لرفع الوسوم للترند وانهارت الأسعار حتى وصلت إلى 700 ريال فقط لجعل أي وسم (مهما كان) يكتسح قائمة أنشط الوسوم في السعودية ويحصل الزبون (صاحب الوسم) على هدية مجانية عبارة عن رفع الوسم ذاته في أي دولة أخرى يختارها مع السعودية!.
بالمجمل لا بد أن أكرر هنا ما طالبت به في كتاباتي السابقة بخصوص هذه الألاعيب في شبكات التواصل، وهو أن يعي المسؤول في أي جهة رسمية أو خاصة ما يحدث بشكل حقيقي ولا يبني قرارا أو توجها أو يطلق تصريحا بناء على حملة تويترية معتقدا أنها قضية رأي عام، فالرأي العام في الواقع بريء من وسوم تويتر براءة الذئب من دم يوسف، ولولا إنني أستخسر في «الهاشتاق» 700 ريال لجعلت هذه المقالة تتربع على عرش الوسوم السعودية ومعها الكويتية فوق البيعة، لكني لن أمانع طبعا في ذلك إن دفعت «عكاظ» المبلغ نيابة عني.
حينها كانت هذه الممارسة الشاذة مكلفة بعض الشيء ولا تستثمر فيها سوى قلة من مؤسسات التسويق على نطاق ضيق، كما لا يلجأ إليها إلا فئة قليلة من ذوي الأهداف السياسية كما أسلفت، ولكني أعود اليوم للكتابة عن الموضوع ذاته استجابة للمعطيات الجديدة التي جعلت هذه التقنية لعبة بأيدي الأطفال حتى لم يعد مستغربا أن تجد وسما تويتريا يتربع على ترند السعودية في أي لحظة بعنوان «أنا صحيت من النوم» يطلقه مراهق متحديا أصدقاءه بأن يجعله أهم «هاشتاق» في السعودية خلال نصف ساعة.
العملية باختصار تتلخص في ربط مجموعة من الحسابات الوهمية يتجاوز عددها المئة غالبا بقالب برمجي بدائي يسمى عند التقنيين «اسكربت» يجعل من يديره يكتب أي تغريدة من جهازه متضمنة الوسم الذي يرغب في رفعه، فتغرد بها آليا جميع الحسابات الوهمية، وخلال ثانية واحدة تصبح في الوسم أكثر من مئة تغريدة وتتكرر العملية لدقائق ليظهر في ذيل قائمة الوسوم الأكثر نشاطا في السعودية، عندها تنقض على الوسم الحسابات الإعلانية والإباحية مضاعفة عدد التغريدات فيه بشكل مهول، ولا تكاد تمر ساعة واحدة إلا وقد حصد لقب «الوسم التويتري الأنشط على مستوى الدولة»، فيُلفت ذلك الحمقى والمراهقين والمغردين الشعبويين ويدفعهم للتغريد فيه أيضا بحثا عن متابعين، وهكذا يستمر الوسم متسيدا قائمة الترند لساعات متتالية قبل أن يزيحه وسم آخر.
الجديد في الأمر أن أصحاب القوالب البرمجية صانعة «الترند» التي أشرت إليها تكاثروا بشكل غير طبيعي هذه الأيام، وكما يقول الفنان عادل إمام في أحد مشاهد أفلامه في الزمن الجميل «الناس بتكتر.. ولما الناس بتكتر.. بتكتر معاها الناس الوحشة»، فقد انتشرت العروض الإعلانية المغرية لرفع الوسوم للترند وانهارت الأسعار حتى وصلت إلى 700 ريال فقط لجعل أي وسم (مهما كان) يكتسح قائمة أنشط الوسوم في السعودية ويحصل الزبون (صاحب الوسم) على هدية مجانية عبارة عن رفع الوسم ذاته في أي دولة أخرى يختارها مع السعودية!.
بالمجمل لا بد أن أكرر هنا ما طالبت به في كتاباتي السابقة بخصوص هذه الألاعيب في شبكات التواصل، وهو أن يعي المسؤول في أي جهة رسمية أو خاصة ما يحدث بشكل حقيقي ولا يبني قرارا أو توجها أو يطلق تصريحا بناء على حملة تويترية معتقدا أنها قضية رأي عام، فالرأي العام في الواقع بريء من وسوم تويتر براءة الذئب من دم يوسف، ولولا إنني أستخسر في «الهاشتاق» 700 ريال لجعلت هذه المقالة تتربع على عرش الوسوم السعودية ومعها الكويتية فوق البيعة، لكني لن أمانع طبعا في ذلك إن دفعت «عكاظ» المبلغ نيابة عني.