-A +A
علي مكي
شاهدت في صحف أمس أن رئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم قال إنه لمس في عيون لاعبي المنتخب الوطني الشوق إلى المونديال والتفاؤل بالوصول إلى المحفل العالمي بعد غياب لدورتين متتاليتين أي منذ 12 عاماً. قلت هذا شيء جيد لكن الشوق وحده لا يكفي، كذلك التفاؤل والإصرار والعزيمة كلها مجرد حكايات وأقوال يجب أن تتحول إلى حرث قوي داخل الملعب!وأريد أن أسأل الدكتور عزت ما هي البرامج التي ستضعونها لتطوير المنتخب؟ وهل ترى الرياضة أو تحديداً كرة القدم السعودية بكل صراعاتها وفوضاها ودكاكينها الإعلامية وكراهية أعضائها للمنافسين هل ترى كل ذلك بيئة سليمة قد تصنع مجداً أو تعيد توهجاً ماضياً؟!

هل قرأ عزت أمس تقرير صحيفة الرياضية عن الأزمة التي تفجرت «بين مجلس إدارة الاتحاد السعودي الجديد وسعد الشهري مدرب المنتخب السعودي للشباب بسبب تأخر صرف مستحقات ومكافآت لاعبي الأخضر الشاب، وأن المدرب اشترط عدم إكمال العمل على برنامجه التحضيري استعداداً لكأس العالم تحت 20 عاماً في كوريا الجنوبية مايو المقبل قبل أن يتسلم اللاعبون كافة مستحقاتهم المالية (125000 ريال لكل لاعب)»؟


ما رأيك يا دكتور في هذا الكلام؟ أليس عيباً أن تفعلوا هذا بالمستقبل؟ بالشباب الرائعين الذين يقودهم ابن وطنهم والذين تحدوا كل الظروف وتجاوزوا العقبات وأولها عدم الاهتمام وشرفونا ثم تأتون لتماطلوهم في حقوقهم؟ ترى من يستحق الملايين المدرب الأجنبي النجم/‏الفرد، كما فعلتم مع رايكارد ومارفيك وأقربائهما؟ أم شباب الوطن؟

أرجو ألا تكون من الذين يتبرمون من وجهات النظر الأخرى التي لا توافقهم متذرعين بأنها ليست نقداً إيجابياً بل طرح سلبي وأشياء أخرى! وليت هؤلاء المتبرمين يوضحون لنا معايير ذلك النقد أو الطرح الإيجابي الذي يرونه ملائماً، بوضع أو استحداث نموذج كي (يمشي) عليه الكُتاب والإعلاميون والمحللون؟ لا أسخر قدر ما أتعجب من هذا السعي المحموم لتكسير مجاديف النقد وصولاً إلى تعطيل دوره المهم في البناء، -وهي ظاهرة عامة لا في مجال الرياضة فقط-، مموهين بما ينتجه (تأويلهم الخاص) لما يطرح من انتقادات بأنها صحافة سلبية تؤثر على سمعة الرياضة لدينا، بل أكثر من ذلك في حالة المنتخب حيث تذهب إلى المزايدة على الوطنية.

إنها فرصة جيدة لأتساءل: لماذا لا يكون عمل إدارة شؤون المنتخبات أكثر تكاملاً وانسجاماً وجاهزية لتحقيق المطلوب؟ يمكن ذلك لو أنهم هدأوا قليلاً وتخلوا قليلاً أيضاً عن حساسيتهم من النقد ثم نظروا إلى إمكانية الاستفادة من كل أنواع هذه الطروحات حتى تلك التي يرونها تنال من شخوصهم وأنها تهدم أكثر مما تبني. لماذا لا يغيرون هم من طريقة تعاطيهم مع الإعلام بدل أن يطلبوا من الإعلام تغيير تعاطيه مع المنتخب، حيث يمكن لإدارة المنتخبات الاستفادة من كل كلمة ورؤية تتعارض مع عملهم من خلال تحويلهم هذا النقد وأيّ نقد إلى مصدر منهجي للمعلومات، وتكليف فريق خاص يقوم بتحليل كل العيوب المذكورة والملاحظات حول عمل أجهزة المنتخب في ما يطرح في الإعلام وحتى في الشارع الرياضي العادي، كي يستخلصوا منها المعلومة الضرورية لتحسين عملهم كمسؤولين عن المنتخب الوطني ولرفع مستوى الأداء خارج الملعب وداخله فيما بعد.. تقول إحدى الباحثات «هذا هو النهج الذي أهتم به شخصياً، أي بلوغ الكمال باستعمال الأخطاء والانتقادات الشخصية كمصدر للمعلومات. فعندما أواجه نقداً، أيا كان مصدره، داخلياً أم خارجياً، أستوعبه بهدوء، ثم أقوم بالتحليل لاحقاً، ببرودة أعصاب، فأفصل مشكلتي الخاصة عن مشكلة محاوري الذي غالباً ما يستغل عيبي للتقدم والسيطرة عليّ».

Alimakki209@hotmail.com