هل نحن دائما على موعد مع رؤية وجوهنا في المرآة؟ هل حقا يستطيع الفرد أن ينظر في المرآة ليرى نفسه كما هي؟ بكل مراكز القوة والضعف فيه، كل إيجابياته وسلبياته، كل ما يستطيع أن يقوم به وما لا يستطيع أن يقوم به؟.. أو ليكن السؤال أكثر بساطة: هل نجرؤ على رؤية أنفسنا على حقيقتها؟
ثلث الفلسفة -منذ نهاية حقبة الفلسفة الإغريقية التي كانت تناقش خلقة الكون والطبيعة وما خلف الطبيعة وحتى الوقت الراهن- تحاول الوصول إلى الإجابة على سؤال (من أنت؟)، لتحصل على مفهوم: اعرف نفسك.
أي عمل يقوم به الفرد، هو في حقيقته يضمر رغبة في زيادة عكسه؛ الطبيب عندما ينظر في المرآة يجب أن يرى رغبته الكامنة في زيادة مرض الناس حتى يمارس طبّه وتزدهر تجارته -على اعتبار حقيقة أن الطبيب تاجر بكل المقاييس-، والمعلم يرغب في أن يبقى الجهل دهرا حتى يمارس تعليمه، والمحامي الأسري يتمنى أن لا يبقى بيت من البيوت سعيدا لكي يزدهر عمله وينشط. كل صاحب صنعة -في تلافيف عقله- يتمنى وجود الحاجة لها لتزدهر وتروج صنعته. حتى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يرغب في وجود المخالفات الأخلاقية حتى يوجد سبب لبقائه؛ فما فائدته في مجتمع منضبط فاضل لا مخالفات أخلاقية أو دينية فيه.
في بعض الأحيان، توجد جوانب لا يكتشفها الفرد إلا عندما يرى عكسها.. فيعرف في أي جانب يقف.
(التنويريون) -تسمية يعود أصلها لرواد عصر التنوير، الذين انتشلوا الحضارة الأوروبية من عصر الظلام ووضعوها على طريق الحضارة من جديد-. في العصر الحديث، التنويريون الإسلاميون هم أصحاب الفكر المدني الذي يربط بين التراث الإسلامي العريق -قبل أفول شمس الحضارة الإسلامية على أعتاب الأندلس- وبين العصر الحديث.
هؤلاء التنويريون الراغبون في توجه المجتمع نحو المقاييس العالمية، أُطلق عليهم من خصومهم أسماء متعددة ليسهل وصفهم ووصمهم بصفات الخروج عن الأعراف.. وبالعمالة.. وربما بالإفساد في الأرض، لتكون هناك ذريعة –لخصومهم- يوجدونها من العدم.. ليظل دورهم قائما.
قبل أن نطلق الحكم على الأمور يجب أن ننظر في المرآة لنرى حقيقتنا.. ما هو السبب الرئيس الذي يجعلنا نرفض فكرة أو نرحب بها! هل يوجد خلف الرفض أو القبول مصلحة تميل مع الهوى؟
لو عرفنا حقيقة أحكامنا ومنظورنا للأشياء، نستطيع حقا أن نميز بين الحق والباطل. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّ الهوَى يقودُ النفوسَ إلى ما يُعاب.
anmar20@yahoo.com
ثلث الفلسفة -منذ نهاية حقبة الفلسفة الإغريقية التي كانت تناقش خلقة الكون والطبيعة وما خلف الطبيعة وحتى الوقت الراهن- تحاول الوصول إلى الإجابة على سؤال (من أنت؟)، لتحصل على مفهوم: اعرف نفسك.
أي عمل يقوم به الفرد، هو في حقيقته يضمر رغبة في زيادة عكسه؛ الطبيب عندما ينظر في المرآة يجب أن يرى رغبته الكامنة في زيادة مرض الناس حتى يمارس طبّه وتزدهر تجارته -على اعتبار حقيقة أن الطبيب تاجر بكل المقاييس-، والمعلم يرغب في أن يبقى الجهل دهرا حتى يمارس تعليمه، والمحامي الأسري يتمنى أن لا يبقى بيت من البيوت سعيدا لكي يزدهر عمله وينشط. كل صاحب صنعة -في تلافيف عقله- يتمنى وجود الحاجة لها لتزدهر وتروج صنعته. حتى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يرغب في وجود المخالفات الأخلاقية حتى يوجد سبب لبقائه؛ فما فائدته في مجتمع منضبط فاضل لا مخالفات أخلاقية أو دينية فيه.
في بعض الأحيان، توجد جوانب لا يكتشفها الفرد إلا عندما يرى عكسها.. فيعرف في أي جانب يقف.
(التنويريون) -تسمية يعود أصلها لرواد عصر التنوير، الذين انتشلوا الحضارة الأوروبية من عصر الظلام ووضعوها على طريق الحضارة من جديد-. في العصر الحديث، التنويريون الإسلاميون هم أصحاب الفكر المدني الذي يربط بين التراث الإسلامي العريق -قبل أفول شمس الحضارة الإسلامية على أعتاب الأندلس- وبين العصر الحديث.
هؤلاء التنويريون الراغبون في توجه المجتمع نحو المقاييس العالمية، أُطلق عليهم من خصومهم أسماء متعددة ليسهل وصفهم ووصمهم بصفات الخروج عن الأعراف.. وبالعمالة.. وربما بالإفساد في الأرض، لتكون هناك ذريعة –لخصومهم- يوجدونها من العدم.. ليظل دورهم قائما.
قبل أن نطلق الحكم على الأمور يجب أن ننظر في المرآة لنرى حقيقتنا.. ما هو السبب الرئيس الذي يجعلنا نرفض فكرة أو نرحب بها! هل يوجد خلف الرفض أو القبول مصلحة تميل مع الهوى؟
لو عرفنا حقيقة أحكامنا ومنظورنا للأشياء، نستطيع حقا أن نميز بين الحق والباطل. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّ الهوَى يقودُ النفوسَ إلى ما يُعاب.
anmar20@yahoo.com