-A +A
عبدالله عمر خياط
.. كنا في الزمن الماضي.. أو كما يطلق عليه المحبون «الزمن الجميل» نفزعُ، أو بالأصح نُفجع عندما يبلغنا خبر طلاق زوج لزوجته، بعد عشرة طويلة أو قصيرة وما ذلك إلا لندرة الطلاق لترابط الحياة الأسرية وعدم تفاقم الخلافات بين الزوج والزوجة الذي أصبح شبه مفقود وأهم من هذا وذاك الخوف من غضب الله.فقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبغض الحلال إلى الله الطلاق» وفيما قال أهل العلم: «إن الحديث فيه دليل على أن في الحلال أشياء مبغوضة إلى الله تعالى، وأن أبغضها الطلاق فيكون مجازا عن كونه لا ثواب فيه، ولا قربة في فعله، ومثل بعض العلماء المبغوض من الحلال بالصلاة المكتوبة في غير المسجد لغير عذر، والحديث دليل على أنه يحسن تجنب إيقاع الطلاق ما وجد عنه مندوحة».

ومن المؤسف أو المؤلم أن الطلاق في الأعوام الأخيرة أصبح مثله كمثل الموجة التي تلاحق الموجة، وإلا فما معنى أن تصل نسبة الطلاق في جدة وحدها لـ(24) حالة يومية – كما نشرت عكاظ بتاريخ 12/2/1438هـ تحت عنوان «24 حالة طلاق يوميا في جدة»: «أبلغت مصادر موثوق بها «عكاظ» أن محافظة جدة تشهد 24 حالة طلاق يوميا، تم إثباتها بصكوك رسمية، منها 572 حالة خلال شهر محرم 1438.. ووصفت مصادر عدلية هذه الحالات بـ«الصعبة» إذا استمر تدفق طلبات الطلاق على المحكمة بتلك النسب المخيفة». وفي ذات الصحيفة «عكاظ» نُشر خبر جاء فيه: «مليونا عزباء سعودية والعوانس 228 ألفا».


ولقد قيل الكثير عن أسباب الطلاق منها ما نشرته صحيفة «سبق الإلكترونية»: أن دراسة أعدها المركز الاستشاري للتدريب القانوني، أن هناك 11 سبباً وراء انتشار حالات الطلاق بين الأزواج في السعودية، موزعة بين الزوجة والزوج، وأسرتي الزوجين، خصوصاً أسرة الزوجة.

والواقع أنها أرقام مفزعة وفي تقديري أن الأسباب الأولية هي في دخول الشباب والفتيات الحياة الزوجية كمرحلة تجريبية لاسيما أن غالبية حالات الطلاق تحدث بين الأزواج الذين لا يتكبدون قرشاً واحداً في مصاريف الزواج كبُر أو صغُر وكذا بالنسبة لتوفير السكن وتجهيزه.. وإنما يتحمل ذلك ولي الأمر الذي يريد أن يفرح بزواج ابنه، ولكن أي فرح هذا إن انتهى الزواج بعد شهر أو عام؟ لذا فإن من المهم تركيز التوعية من خلال خطب الجمعة، وفي مناهج الدراسة ووسائل الإعلام فلعل وعسى!

السطر الأخير:

وإذا الفتى عرف الرشاد بنفسه هانت عليه ملامة الجهال