فوجئت المملكة بخبر أليم ذلك هو نعي الأمير محمد الفيصل.. الأمير الذي كان سببا في أن نشرب ماء عذبا من البحر المالح.. رحل الفقيد بعد أن أمضى حياة مليئة بالجهد والجد والعمل المثمر محليا وإقليميا وعالميا.
محمد الفيصل ابن الطائف:
هذا الأمير الذي نشأ وترعرع بمدينة الطائف.. كانت أول إشراقه له عندما احتفل وشقيقه سعود الفيصل بحفل زفافهما.. فعاش الطائف المأنوس أنسا وفرحا وليالي اشتعل فيها الفن وتجلت الروابط الحميمية الراقية بين الأسرة المالكة وبين الوطن والمواطنين.. وعاشت الطائف وأهلها للصباح أكثر من ليلة تجلى الفن فيها بآيات مبهرات من عمالقة الفن السعودي حسن جاوه واللبنى ومعتوق ولد العميا وأحمد بن ردهان وأبو حميدي وألعاب المجرور والعرضة والسامري وألعاب عسير وغامد وزهران وجيزان والقصيد.. كل ذلك ملأ سماء الطائف وفرش أرضه بالنشوة والفرح واشترك الجميع في أنس كبير.
كان الطائف طائفا يملأ سماوات العشاق والمبدعين من فنانين وشعراء.. وكم من كلمات انبثقت وبراعم تنافس براعم الورد والكادي وثمار الطائف المأنوس عنب ورمان ومشمش وخوخ وحماط (تين) وبرشومي.. كل ذلك كان حديقة الطائف الغناء تجود بثمارها على مواطنيها.. من هنا قد أشعل الفن ليالي زفاف الأميرين يرحمهما الله.. وسكنت في أعماق وذاكرة الإنسان بالطائف.
ثم غاب الأمير عن الذاكرة.. ذاكرة الإنسان السعودي فترة قضاها في الدراسة بالطائف ومن ثم في الخارج.
محمد الفيصل الإنسان المنتج:
فجأة طفا على السطح نجم هذا الرجل الكبير إذ لامس جوانب مشكلة ظلت فترة تشغل بال وفكر الإنسان السعودي وهو الماء وشحه والاعتماد على الآبار.. من هنا وإحساسا بحجم هذه المشكلة تفتق ذهن الراحل يرحمه الله بفكرة الخروج إلى الخارج لجلب الماء من خلال نقل مياه الأنهار القريبة بالبواخر وبالأنابيب من تركيا والعراق.. وخطرت على باله فكرة جلب جبال الجليد من القطب الشمالى إلى شواطئ المملكة.. ولكنها وبعد تحرٍّ وتمحيص ثبت بطلانها فكان أن لجأ إلى البحر لتحلية المياه ليشرب المواطن.. ولعل هذا الأثر العظيم لهذا الرجل الإنسان يظل شاهدا له على صدقه وولائه وإخلاصه لوطنه ومواطنيه.
وأنا على يقين أن كثيرا من المواطنين خاصة من الناشئة لا يعرفون من هم وراء هذا الجهد المبارك وهم يرفعون الكأس ليشربوا ماء زلالا.
وبعد أن ترك منصب رئيس الهيئة العامة لتحلية المياه المالحة.. تفرغ بعدها لأعماله الخاصة حيث يملك أنشطة استثمارية كبنك فيصل الإسلامي المصري في القاهرة ومصرف فيصل الإسلامي في المنامة وبنك فيصل السودان ولهم فروع متعددة في كافة أنحاء العالم.
محمد الفيصل في إسطنبول:
ثم مر وقت ولم يظهر فيه إلا نادرا.. لبيت دعوة للإنسان المواطن المثقف الدكتور علي الغامدي الذي كان قنصلا للمملكة بإسطنبول على شرف الأمير محمد الفيصل.. كان نجم السهرة حقا وأبهر الحاضرين من خلال ثقافته وقدراته الذهنية.. كل ذلك في إطار من التواضع والحب والقرب من الناس.
وغاب عني فترة ثم التقيته على متن الخطوط السعودية المتجهة إلى إسطنبول.. فوجئت عند نزولنا بالمطار أن الرجل قد خرج شأنه شأن الركاب العاديين.. وكان في استقبالى السيدة ياسمين الخيام.. وقلت لها لمَ لمْ تستقبلوا الأمير محمد الفيصل.. وعبثا حاولوا اللحاق به ولم يجدوه.. والتقيته عند سير العفش.. كان تواضعه الجم بسيطا عاديا حمل شنطته بيده وأخذ يمشى واثقا نحو غايته وسط إعجاب الجميع.
ثم مرة أخرى لم أشهد محمد الفيصل حتى هزني خبر وفاته.. الذي هو في الحقيقة يمثل خسارة فادحة لهذا الوطن لرجل الماء والمال.. ولعل ما خلفه من جهد مبارك يبقى له دينا ويشفع له في آخرته.. ولعلنا نشهد قريبا رجالا خلّصا من نمط هذا الأمير الفاضل.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وحسبى الله ونعم الوكيل.
محمد الفيصل ابن الطائف:
هذا الأمير الذي نشأ وترعرع بمدينة الطائف.. كانت أول إشراقه له عندما احتفل وشقيقه سعود الفيصل بحفل زفافهما.. فعاش الطائف المأنوس أنسا وفرحا وليالي اشتعل فيها الفن وتجلت الروابط الحميمية الراقية بين الأسرة المالكة وبين الوطن والمواطنين.. وعاشت الطائف وأهلها للصباح أكثر من ليلة تجلى الفن فيها بآيات مبهرات من عمالقة الفن السعودي حسن جاوه واللبنى ومعتوق ولد العميا وأحمد بن ردهان وأبو حميدي وألعاب المجرور والعرضة والسامري وألعاب عسير وغامد وزهران وجيزان والقصيد.. كل ذلك ملأ سماء الطائف وفرش أرضه بالنشوة والفرح واشترك الجميع في أنس كبير.
كان الطائف طائفا يملأ سماوات العشاق والمبدعين من فنانين وشعراء.. وكم من كلمات انبثقت وبراعم تنافس براعم الورد والكادي وثمار الطائف المأنوس عنب ورمان ومشمش وخوخ وحماط (تين) وبرشومي.. كل ذلك كان حديقة الطائف الغناء تجود بثمارها على مواطنيها.. من هنا قد أشعل الفن ليالي زفاف الأميرين يرحمهما الله.. وسكنت في أعماق وذاكرة الإنسان بالطائف.
ثم غاب الأمير عن الذاكرة.. ذاكرة الإنسان السعودي فترة قضاها في الدراسة بالطائف ومن ثم في الخارج.
محمد الفيصل الإنسان المنتج:
فجأة طفا على السطح نجم هذا الرجل الكبير إذ لامس جوانب مشكلة ظلت فترة تشغل بال وفكر الإنسان السعودي وهو الماء وشحه والاعتماد على الآبار.. من هنا وإحساسا بحجم هذه المشكلة تفتق ذهن الراحل يرحمه الله بفكرة الخروج إلى الخارج لجلب الماء من خلال نقل مياه الأنهار القريبة بالبواخر وبالأنابيب من تركيا والعراق.. وخطرت على باله فكرة جلب جبال الجليد من القطب الشمالى إلى شواطئ المملكة.. ولكنها وبعد تحرٍّ وتمحيص ثبت بطلانها فكان أن لجأ إلى البحر لتحلية المياه ليشرب المواطن.. ولعل هذا الأثر العظيم لهذا الرجل الإنسان يظل شاهدا له على صدقه وولائه وإخلاصه لوطنه ومواطنيه.
وأنا على يقين أن كثيرا من المواطنين خاصة من الناشئة لا يعرفون من هم وراء هذا الجهد المبارك وهم يرفعون الكأس ليشربوا ماء زلالا.
وبعد أن ترك منصب رئيس الهيئة العامة لتحلية المياه المالحة.. تفرغ بعدها لأعماله الخاصة حيث يملك أنشطة استثمارية كبنك فيصل الإسلامي المصري في القاهرة ومصرف فيصل الإسلامي في المنامة وبنك فيصل السودان ولهم فروع متعددة في كافة أنحاء العالم.
محمد الفيصل في إسطنبول:
ثم مر وقت ولم يظهر فيه إلا نادرا.. لبيت دعوة للإنسان المواطن المثقف الدكتور علي الغامدي الذي كان قنصلا للمملكة بإسطنبول على شرف الأمير محمد الفيصل.. كان نجم السهرة حقا وأبهر الحاضرين من خلال ثقافته وقدراته الذهنية.. كل ذلك في إطار من التواضع والحب والقرب من الناس.
وغاب عني فترة ثم التقيته على متن الخطوط السعودية المتجهة إلى إسطنبول.. فوجئت عند نزولنا بالمطار أن الرجل قد خرج شأنه شأن الركاب العاديين.. وكان في استقبالى السيدة ياسمين الخيام.. وقلت لها لمَ لمْ تستقبلوا الأمير محمد الفيصل.. وعبثا حاولوا اللحاق به ولم يجدوه.. والتقيته عند سير العفش.. كان تواضعه الجم بسيطا عاديا حمل شنطته بيده وأخذ يمشى واثقا نحو غايته وسط إعجاب الجميع.
ثم مرة أخرى لم أشهد محمد الفيصل حتى هزني خبر وفاته.. الذي هو في الحقيقة يمثل خسارة فادحة لهذا الوطن لرجل الماء والمال.. ولعل ما خلفه من جهد مبارك يبقى له دينا ويشفع له في آخرته.. ولعلنا نشهد قريبا رجالا خلّصا من نمط هذا الأمير الفاضل.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وحسبى الله ونعم الوكيل.