طالما ارتبطت الفنون ارتباطا وثيقا بالحضارات الإنسانية. لكن الفن في مفهومه الواسع يختزل إشكالا ثقافيا كبيرا، وقد بنيت كثير من المفاهيم المتعصبة حوله، والتي شكلت نزعة العداء للفنون في مجتمعاتنا العربية، فلا يجد الفن مكانه الطبيعي الذي يفترض أن ينشأ فيه كمكون ثقافي أساسي، ونلاحظ أن كل خطوة للتقدم بالفن وإحيائه يقابلها كثير من العوائق، وهنا تقف التيارات المتعصبة بقسوة كمضاد للفن، لتنتج التطرف وبالتالي الإرهاب بشكله الحالي كمشكلة لها أبعاد تراكمية وليست وليدة اليوم، وقد أصبحت المتاحف والآثار الفنية وشواهد الحضارات هدفا أوليا للتدمير في خارطة العمل الإرهابي.
بالتركيز على الفهم التقليدي والصورة الأيديولوجية الحساسة التي يثيرها موضوع الفن؛ سنجد أن هناك فعلا متعمدا بحصر الفن في التراث الشعبي كتصور قاصر، غير أن إبقاء الذهنية العامة في هذه الحدود الفقيرة من المعرفة تعني إلزامهم بالتكرار والتمسك به كمبرر للحفاظ على الأصالة، ولا أقصد الإساءة إلى التراث لكن الفن في حقيقته منتج متجدد يرتقي للإبداع والتنوع، ويحاكي تغييرات العصر والتطور الفكري والإبداعي لدى الإنسان، ويعكس بعدا ثقافيا وشكلا من الوعي لدى المجتمعات، وهو من أهم اللغات التي تقدم كرسائل وتعبيرات إنسانية تتشكل من جوهر الإنسان، لتعطي صورا جمالية يمكن معاملتها كمنتج اجتماعي.
على جانب إحدى الدراسات للفوتوغرافيا حذر «ريجيس دوبري» في أحد كتبه بقوله: «الخطر الوحيد الذي يهدد حضارة الصورة هو في تحطيمها المادي»، وهذا ينطبق على كثير من الأمثلة، فنحن في حاجة إلى فن ثقافي حقيقي يصدر الجمال ويعبر عن الهوية، ويوجد مساحة لاستبدال مشاعر العنف والتكسير بالحس الفني البناء.
إن لإحياء الفن بكل أشكاله مكاسب كبيرة، إضافة إلى البعد الإنساني إذا أوجدنا قرارا جادا يتبنى نجاحها. سيرفع ذلك من مستوى الإنتاجية المحلية للحرف والمصنوعات والآلات الموسيقية والرسم المعماري وغيرها من أشكال الفن، وهذا بدوره يدفع عجلة الاقتصاد باستغلال الطاقات الشابة وتوفير فرص العمل، ما يسهم في الحد نسبيا من مشكلة البطالة، لأن لدينا المقومات الطبيعية والبشرية والمكتسبات التي تساعدنا على بناء حضارتنا، وهذا لن يحدث إلا بتطوير المنظومة الفكرية المجتمعية، ومنه رفع الوعي الاجتماعي والتخلص من رواسب التشدد الذي يعادي كل ما هو إنساني ويترصد له بالتحريم والتدمير.
من هنا، يجب أن نتجه إلى الاعتناء بالفن والإبداع، وتبني الموهوبين كمشروع من أهم مشاريع التحديث للدولة، هذا إذا كان الهدف هو التطور والرقي الحضاري.
بالتركيز على الفهم التقليدي والصورة الأيديولوجية الحساسة التي يثيرها موضوع الفن؛ سنجد أن هناك فعلا متعمدا بحصر الفن في التراث الشعبي كتصور قاصر، غير أن إبقاء الذهنية العامة في هذه الحدود الفقيرة من المعرفة تعني إلزامهم بالتكرار والتمسك به كمبرر للحفاظ على الأصالة، ولا أقصد الإساءة إلى التراث لكن الفن في حقيقته منتج متجدد يرتقي للإبداع والتنوع، ويحاكي تغييرات العصر والتطور الفكري والإبداعي لدى الإنسان، ويعكس بعدا ثقافيا وشكلا من الوعي لدى المجتمعات، وهو من أهم اللغات التي تقدم كرسائل وتعبيرات إنسانية تتشكل من جوهر الإنسان، لتعطي صورا جمالية يمكن معاملتها كمنتج اجتماعي.
على جانب إحدى الدراسات للفوتوغرافيا حذر «ريجيس دوبري» في أحد كتبه بقوله: «الخطر الوحيد الذي يهدد حضارة الصورة هو في تحطيمها المادي»، وهذا ينطبق على كثير من الأمثلة، فنحن في حاجة إلى فن ثقافي حقيقي يصدر الجمال ويعبر عن الهوية، ويوجد مساحة لاستبدال مشاعر العنف والتكسير بالحس الفني البناء.
إن لإحياء الفن بكل أشكاله مكاسب كبيرة، إضافة إلى البعد الإنساني إذا أوجدنا قرارا جادا يتبنى نجاحها. سيرفع ذلك من مستوى الإنتاجية المحلية للحرف والمصنوعات والآلات الموسيقية والرسم المعماري وغيرها من أشكال الفن، وهذا بدوره يدفع عجلة الاقتصاد باستغلال الطاقات الشابة وتوفير فرص العمل، ما يسهم في الحد نسبيا من مشكلة البطالة، لأن لدينا المقومات الطبيعية والبشرية والمكتسبات التي تساعدنا على بناء حضارتنا، وهذا لن يحدث إلا بتطوير المنظومة الفكرية المجتمعية، ومنه رفع الوعي الاجتماعي والتخلص من رواسب التشدد الذي يعادي كل ما هو إنساني ويترصد له بالتحريم والتدمير.
من هنا، يجب أن نتجه إلى الاعتناء بالفن والإبداع، وتبني الموهوبين كمشروع من أهم مشاريع التحديث للدولة، هذا إذا كان الهدف هو التطور والرقي الحضاري.