أحيانا أسرح في أحلام اليقظة ويطيب لي ذلك السرحان تحديدا عندما أعبر أرضا شاسعة داخل مدينة جدة وقبل أن أشد رحالي متتبعا أحلامي أستذكر كيف أمضيت العمر في سبيل الحصول على أرض أبني عليها منزلا، نعم قضيت كل العمر (وأنا أعمل صباح مساء) من أجل تحقيق ذلك الحلم..
في أحيان كثيرة تعبر أرضا بيضاء (من كل سوء)، يعجز بصرك عن الإحاطة بسورها أو مساحتها من خلال بحثك عن نهاية سور تلك الأرض ومع هذا العجز تبدأ أحلامك بأسئلة بها شهوة التملك والاستحواذ فتقفز من طالب عشرين مترا في عشرين أخرى إلى انسياقك في فجوات الجشع: كيف لو حصلت على تلك الأرض؟ ولأنك منبسط في أحلامك وليس هناك من يضع الحواجز أمام جريان مخيلتك فيتم (التكويش) على مساحة أكبر من التي حفزت أحلامك على الجريان، بعد ذلك تدخل إلى عالم الثراء بمنتهى السهولة وتغدق عليك مخيلتك بكم مهول من صور الثراء الفاحش، عندها فقط تحقق كل احتياجاتك ورغباتك وأحلامك، ولأنك لا تعرف إلا (الحافين) من أمثالك تقوم بتوزيع بيوت ومتاجر وسيارات لأصدقائك الحفاة علهم يكفون عنك عيونهم.
تذكرت هذه الأحلام وأنا أقرأ أن وزارة الإسكان لن تبدأ مرحلة فرض رسوم على الأراضي البيضاء إلا في وقت لاحق، وأن الوزارة تلقت 53 طلبا بالاستثناء من الرسوم في مدينة الرياض وحدها.. ولأني ما زلت سارحا في أحلامي وضعت أرضي المتسعة من ضمن المستثنين من فرض الرسوم.
وربما أعادني (من أحلامي) إلى أرض الواقع الخشية من ساهر الذي لا يفرق بين باحث عن أرض لبناء منزله وبين مالك لأرض (يطير فيها الطير ويتعب)، تلك الخشية أعادتني مرة أخرى إلى تبرمي القديم الجديد مما تفعله وزارة الإسكان، إذ كيف لها أن تستقبل طلبات الاستثناء وهي الباحثة عن توفير أراضٍ للمواطنين، فإذا رضيت بفتح بوابة الاستثناءات فهذا يعني دخول الكثيرين من هذه البوابة (وكأنك يا أبو زيد ما غزيت). حقيقة أسفت لتقبل طلب الاستثناءات وزاد حنقي على وزارة الإسكان حينما قرأت (في نفس الجريدة) خبرا يؤكد أن خادم الحرمين الشريفين وجّه الجهات الحكومية بمنع إصدار حجة استحكام على أرض في الطائف، تقارب مساحتها 4 ملايين متر مربع لأحد الأمراء.
وإزاء تبرمي سوف أعود لأحلامي وإن أضفت لها شيئا فهو البحث عن وسيلة تمكنني من الحصول على استثناء من دفع الرسوم على أرضي (التي تعب الطير من التحليق بها)، وإن عجزت من الحصول على استثناء، فسوف أبدا بالتبذير والدخول في حلم جديد من أجل اقتطاع أرض سكنية لكل حافٍ من أصدقائي؛ لكي لا أجد عيونهم تدبر مكيدة لإدخالي في مساءلة: من أين لك المال لشراء كل هذه المساحة الشاسعة داخل مدينة جدة وعلى شوارعها الرئيسة..؟ وربما يزداد حنق أصحابي ويبدأون المطالبة بالتحقيق معي من أول نقطة انطلقت فيها أحلامي لمعرفة كيف حصلت على هذه الأرض.. وهل كانت شرعية أم غير شرعية؟
في أحيان كثيرة تعبر أرضا بيضاء (من كل سوء)، يعجز بصرك عن الإحاطة بسورها أو مساحتها من خلال بحثك عن نهاية سور تلك الأرض ومع هذا العجز تبدأ أحلامك بأسئلة بها شهوة التملك والاستحواذ فتقفز من طالب عشرين مترا في عشرين أخرى إلى انسياقك في فجوات الجشع: كيف لو حصلت على تلك الأرض؟ ولأنك منبسط في أحلامك وليس هناك من يضع الحواجز أمام جريان مخيلتك فيتم (التكويش) على مساحة أكبر من التي حفزت أحلامك على الجريان، بعد ذلك تدخل إلى عالم الثراء بمنتهى السهولة وتغدق عليك مخيلتك بكم مهول من صور الثراء الفاحش، عندها فقط تحقق كل احتياجاتك ورغباتك وأحلامك، ولأنك لا تعرف إلا (الحافين) من أمثالك تقوم بتوزيع بيوت ومتاجر وسيارات لأصدقائك الحفاة علهم يكفون عنك عيونهم.
تذكرت هذه الأحلام وأنا أقرأ أن وزارة الإسكان لن تبدأ مرحلة فرض رسوم على الأراضي البيضاء إلا في وقت لاحق، وأن الوزارة تلقت 53 طلبا بالاستثناء من الرسوم في مدينة الرياض وحدها.. ولأني ما زلت سارحا في أحلامي وضعت أرضي المتسعة من ضمن المستثنين من فرض الرسوم.
وربما أعادني (من أحلامي) إلى أرض الواقع الخشية من ساهر الذي لا يفرق بين باحث عن أرض لبناء منزله وبين مالك لأرض (يطير فيها الطير ويتعب)، تلك الخشية أعادتني مرة أخرى إلى تبرمي القديم الجديد مما تفعله وزارة الإسكان، إذ كيف لها أن تستقبل طلبات الاستثناء وهي الباحثة عن توفير أراضٍ للمواطنين، فإذا رضيت بفتح بوابة الاستثناءات فهذا يعني دخول الكثيرين من هذه البوابة (وكأنك يا أبو زيد ما غزيت). حقيقة أسفت لتقبل طلب الاستثناءات وزاد حنقي على وزارة الإسكان حينما قرأت (في نفس الجريدة) خبرا يؤكد أن خادم الحرمين الشريفين وجّه الجهات الحكومية بمنع إصدار حجة استحكام على أرض في الطائف، تقارب مساحتها 4 ملايين متر مربع لأحد الأمراء.
وإزاء تبرمي سوف أعود لأحلامي وإن أضفت لها شيئا فهو البحث عن وسيلة تمكنني من الحصول على استثناء من دفع الرسوم على أرضي (التي تعب الطير من التحليق بها)، وإن عجزت من الحصول على استثناء، فسوف أبدا بالتبذير والدخول في حلم جديد من أجل اقتطاع أرض سكنية لكل حافٍ من أصدقائي؛ لكي لا أجد عيونهم تدبر مكيدة لإدخالي في مساءلة: من أين لك المال لشراء كل هذه المساحة الشاسعة داخل مدينة جدة وعلى شوارعها الرئيسة..؟ وربما يزداد حنق أصحابي ويبدأون المطالبة بالتحقيق معي من أول نقطة انطلقت فيها أحلامي لمعرفة كيف حصلت على هذه الأرض.. وهل كانت شرعية أم غير شرعية؟