يبدأ الرئيس الأمريكي الجديد عمله اليوم وسط ترقب عالمي لكيفية إدارته لملفات أمريكا الخارجية والداخلية بعد تصريحات انتخابية نارية وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول قدرة أمريكا على معالجة كل هذه الملفات بسلاسة ومرونة كما تعودت سابقا. المفترض أن يكون هناك فرق بين وعود وتصريحات ما قبل الانتخاب وسياسات ما بعده، غير أنه لا يبدو أن الرئيس الجديد سيغير كثيرا من أهدافه، حضر في ظرف عالمي دقيق وبأجندة معلنة حتى لو حقق نصفها سيعتبر ناجحا في نظر ناخبيه، فهل سينجح؟
ستكون فترة ولاية صعبة لأمريكا وللعالم، وبغض النظر عن الجدل المستمر في أمريكا حول شرعية انتخابه والدور الروسي فيه ما يهدد استمرار هذه الولاية، إلا أن أول قضايا الرئيس الجديد جبهته الداخلية، أمريكا التي عانت كثيرا من دملها العنصري وعملت كثيرا على علاجه عاد وفقئ من جديد، ليس فقط مسلمو أمريكا من أصابهم رذاذ الحملة الانتخابية، الأمريكان من ذوي الأصول الأفريقية والمكسيكية وغيرهم من الأقليات وصلهم البلل أيضا، ونرى كل ذلك في الشارع الأمريكي. فهل ينجح خطاب التنصيب الليلة في تهدئة مشاعر المواطنين الأمريكيين وإشعارهم باللحمة الوطنية ثم ينتظرون، هل ينجح خطاب التنصيب في طمأنة شعور العالم بقرب حرب عالمية ثالثة ثم ينتظرون.
ثاني قضايا أمريكا «اقتصاسية»، ذلك أن الرئيس الجديد لا يفرق عمدا بين الاقتصاد والسياسة، يعرف أن بلاده ترزح تحت دين عام ثقيل، حوالى 120 تريليون دولار، لو عملت أمريكا 24 ساعة لعقد من السنين لتغطيته بناتجها المحلي الحالي لن تفلح، يعرف أيضا أن لديه أقوى جيش في العالم ويريد أن يرفع عمولة استخدام هذا الجيش. روسيا ليست خصما بل شريكا يمكن تقاسم قطع الجاتوه معه، الصين هي الخصم، وليس في الأمر أيديولوجيا، فقد دفنت السياسة الأيديولوجية منذ سنين، الصين من أكبر دائني أمريكا، وهذا تحد لسياسة أمريكا التنفعية بين دول العالم، ولدى أمريكا أوراق كثيرة تشغل بها الصين وقد تدفعها لدفع إتاوة أو التنازل عن بعض ديونها، ما رد الصين المتوقع، ذلك صراع بين دول كبرى لا يملك بقية العالم سوى تقبل نتائجه، فماذا عنا نحن العرب؟
سيظل العرب حيث كانوا منذ زمن، آخر اهتمامات أمريكا، الرئيس الجديد أكثر صراحة ووضوحا ممن سبقه، أدار ظهره للعالم العربي، ويريد أن يدير ظهره لبقية العالم بزعم العزلة للعق الجراح، وهي عزلة لا تستطيعها أمريكا، مديونتها الضخمة تجبرها على العيش على حساب الآخرين والتعامل معهم، غير أنها تحبذ التعامل معهم فرادى، أما المعاهدات والاتفاقات الدولية فستعمل جادة على الخروج من أي اتفاق يكلف خزانتها دون مقابل، حسب مبدأ الرئيس الجديد، حتى اتفاقية المناخ تريد أمريكا أن يدفع العالم فاتورتها. عموما أخذ العالم العربي سنينا للتعامل مع مبدأ «إن لم تكن معي فأنت ضدي»، وعليه التهيؤ للمبدأ الجديد «ادعمني ادعمك». هل قلت شيئا عن نقل السفارة إلى القدس؟ هل ذكرت حرفا عن فلسطين؟ هذه كلها قضايا مؤجلة.
@AbdulmohsinHela
ستكون فترة ولاية صعبة لأمريكا وللعالم، وبغض النظر عن الجدل المستمر في أمريكا حول شرعية انتخابه والدور الروسي فيه ما يهدد استمرار هذه الولاية، إلا أن أول قضايا الرئيس الجديد جبهته الداخلية، أمريكا التي عانت كثيرا من دملها العنصري وعملت كثيرا على علاجه عاد وفقئ من جديد، ليس فقط مسلمو أمريكا من أصابهم رذاذ الحملة الانتخابية، الأمريكان من ذوي الأصول الأفريقية والمكسيكية وغيرهم من الأقليات وصلهم البلل أيضا، ونرى كل ذلك في الشارع الأمريكي. فهل ينجح خطاب التنصيب الليلة في تهدئة مشاعر المواطنين الأمريكيين وإشعارهم باللحمة الوطنية ثم ينتظرون، هل ينجح خطاب التنصيب في طمأنة شعور العالم بقرب حرب عالمية ثالثة ثم ينتظرون.
ثاني قضايا أمريكا «اقتصاسية»، ذلك أن الرئيس الجديد لا يفرق عمدا بين الاقتصاد والسياسة، يعرف أن بلاده ترزح تحت دين عام ثقيل، حوالى 120 تريليون دولار، لو عملت أمريكا 24 ساعة لعقد من السنين لتغطيته بناتجها المحلي الحالي لن تفلح، يعرف أيضا أن لديه أقوى جيش في العالم ويريد أن يرفع عمولة استخدام هذا الجيش. روسيا ليست خصما بل شريكا يمكن تقاسم قطع الجاتوه معه، الصين هي الخصم، وليس في الأمر أيديولوجيا، فقد دفنت السياسة الأيديولوجية منذ سنين، الصين من أكبر دائني أمريكا، وهذا تحد لسياسة أمريكا التنفعية بين دول العالم، ولدى أمريكا أوراق كثيرة تشغل بها الصين وقد تدفعها لدفع إتاوة أو التنازل عن بعض ديونها، ما رد الصين المتوقع، ذلك صراع بين دول كبرى لا يملك بقية العالم سوى تقبل نتائجه، فماذا عنا نحن العرب؟
سيظل العرب حيث كانوا منذ زمن، آخر اهتمامات أمريكا، الرئيس الجديد أكثر صراحة ووضوحا ممن سبقه، أدار ظهره للعالم العربي، ويريد أن يدير ظهره لبقية العالم بزعم العزلة للعق الجراح، وهي عزلة لا تستطيعها أمريكا، مديونتها الضخمة تجبرها على العيش على حساب الآخرين والتعامل معهم، غير أنها تحبذ التعامل معهم فرادى، أما المعاهدات والاتفاقات الدولية فستعمل جادة على الخروج من أي اتفاق يكلف خزانتها دون مقابل، حسب مبدأ الرئيس الجديد، حتى اتفاقية المناخ تريد أمريكا أن يدفع العالم فاتورتها. عموما أخذ العالم العربي سنينا للتعامل مع مبدأ «إن لم تكن معي فأنت ضدي»، وعليه التهيؤ للمبدأ الجديد «ادعمني ادعمك». هل قلت شيئا عن نقل السفارة إلى القدس؟ هل ذكرت حرفا عن فلسطين؟ هذه كلها قضايا مؤجلة.
@AbdulmohsinHela