-A +A
صالح الفهيد
لطالما تحدثت الجماهير الرياضية عن انحياز مؤسساتنا الرياضية لنادي الهلال، مستشهدين بمواقف تلقى فيها الهلال دعما كاملا واستثنائيا من اتحاد كرة القدم أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب «سابقا»، وهو الأمر الذي جعل البعض يطلق مسمى «نادي الحكومة» على الهلال، وبالطبع فهذا من قبيل المبالغة، وهو ليس صحيحا، ولم يكن صحيحا في أي وقت من الأوقات لا في السابق ولا حاليا.

وإذا كان بعض المسؤولين في مؤسساتنا الرياضية يتصرفون بشكل فردي، ومن وحي ميولهم وعاطفتهم، ويتخذون مواقف منحازة لنادي الهلال، فهذا لا يعني أنهم يمثلون توجها أو نهجا ثابتا لهذه المؤسسات، ولا يعني أن الانحياز لنادي الهلال هو سياسة راسخة لهذه المؤسسات.


لكن حديث جاسم الياقوت المثير والصادم عن تدخل الرئيس العام لرعاية الشباب سابقا الأمير سلطان بن فهد للضغط على القادسية وحمل إدارة النادي على حسم انتقال النجم ياسر القحطاني لمصلحة نادي الهلال، بعد أن كان قريبا من الانتقال للاتحاد، جاء ليعزز الشكوك القديمة الجديدة في الوسط الرياضي عن شبه انخراط رسمي وعلى أعلى المستويات الرياضية في خدمة الهلال، وتحقيق مصالحة حتى ولو على حساب مصالح أندية أخرى، وهو الأمر الذي لطالما اشتكت منه الجماهير الرياضية.

والذين يتهمون المؤسسات الرياضية وقيادييها بالانحياز لنادي الهلال لا تعوزهم الحجج والإثباتات، وهم يطرحون دائما جملة من الأحداث والمواقف الرياضية التي يرون فيها دليلا صارخا على هذا الانحياز.

ومع شديد الأسف، فقد أنتجت هذه الشكوك «المزمنة» لدى الجماهير الرياضية تجاه الاتحاد الكروي وهيئة الرياضة حالة من عدم الثقة بهذه المؤسسات، تغذيها بين وقت وآخر بعض القرارات والمواقف والتصرفات التي تؤكد أن المسؤولين في هذه المؤسسات غير معنيين في تغيير صورتهم لدى الجماهير الرياضية، وغير مهتمين في استعادة ثقة هذه الجماهير بهم وبالمؤسسات الرياضية.

وما يخشاه كثيرون في الوسط الرياضي أن يخرج بعض رؤساء الأندية والاتحادات واللجان ليتحدثوا عن تدخلات جديدة لمصلحة الهلال كما تحدث جاسم الياقوت عن تدخل سلطان بن فهد في انتقال القحطاني.

وإذا كان جاسم الياقوت المسؤول الإعلامي المحنك عاد واستدرك محاولا توضيح ما قصده في تصريحه الأول لا ليكذب ولكن ليتجمل، فإننا ننتظر من الأمير سلطان بن فهد أن يخرج ويدافع عن نفسه، فالاتهام ليس سهلا، والمؤسسة الرياضية تستحق الدفاع عن سمعتها!