-A +A
حمود أبو طالب
@HamoodAbutalib

من نافلة القول إن العملية الأمنية التي تم تنفيذها في جدة ضد إرهابيين كانوا يستعدون للتخريب تثبت حقيقتين رئيسيتين، أن الأجهزة الأمنية بمختلف تخصصاتها ومهامها بلغت حداً كبيراً من الاحترافية والتفوق في تعقب الإرهابيين وكشف مخابئهم ونزعهم منها قبل تمكنهم من تنفيذ عملياتهم، والحقيقة الثانية أن كوادر الإرهاب أصبحت في موقف ضعيف نتيجة الحصار المتقن عليها فلم تعد تملك فرصة السبق والمبادرة، ولا الانتشار المترابط المنظم، ولا فسحة التخطيط والتنفيذ لضربات كبيرة كما كانت تستطيع سابقا. ومع ذلك فإنه بالإمكان إضعافها أكثر وشل ما تبقى من قدراتها. كيف؟


مطلوب أن تكون يقظة المواطن أكبر وحسه الأمني أعلى مما هو عليه. الإرهابيون الذين تمت مداهمتهم في جدة، وغيرهم من قبل، استطاعوا استئجار مسكن والمكوث فيه والخروج والدخول لفترة من الزمن، وبما أن المشبوه مهما كانت مهارته في محاولة التصرف الطبيعي لا يستطيع إخفاء بعض التصرفات غير الطبيعية فإنه كان بإمكان المواطنين أن يلاحظوا شيئا ما غير طبيعي لو كان حسهم الأمني مرتفعاً، وكان بالإمكان القبض عليهم قبل هذا الوقت.

وزارة الداخلية تؤكد دائما على أهمية التبليغ عن أي مشتبه، ووضعت لذلك وسائل اتصال تضمن سرية المعلومات والمبلغين عنها، إلا أننا لا نعرف مدى تفاعل المواطنين معها، وكم من البلاغات تمت من خلالها، وفي مثل هذه الظروف فإن أدنى اشتباه في أي شخص يجب أن يأخذه المواطن على محمل الجد وللأجهزة الأمنية وسائلها للتحقق من المعلومة، فهي لن تظلم من تثبت عدم علاقته بالتنظيمات الإرهابية، لكنها أيضا لن تتساهل مع أي احتمال في كون شخص ينتمي لهم.

كلنا في خندق واحد، وجميعنا متضررون من هؤلاء المفسدين، ولذلك لا بد من اليقظة الشديدة وارتفاع الحس الأمني لكل مواطن وعدم التردد في الإبلاغ عن أي شخص توحي تصرفاته بالريبة في أمره.