منذ نحو عقدين من الزمن أعلن عن توجه لاستقطاب رؤوس أموال خارجية للاستثمار في المملكة، وقدر حجم الدفعة الأولى من الأموال المستثمرة في حينه بستمئة مليار دولار، وأن عشرات الآلاف من الوظائف سوف تولد وتتحول إلى فرص وظيفية رائعة لأبناء وبنات المملكة بل ولمن يقيم فيها إقامة طويلة، وأن تلك الأموال المستقطبة سوف تكون رافداً اقتصادياً هائلاً لبلادنا الكريمة سوف ينافس رافدها الأول وهو النفط. ومن أجل وضع النقاط على الحروف تم إنشاء هيئة عامة للاستثمار تقلب على رئاستها عدد من أصحاب المعالي، حيث كان يدخلها رئيس ويخرج منها رئيس، فيما كان المجتمع ينتظر على أحر من الجمر تدفع الاستثمارات الضخمة المتوقع ضخها في جسد الاقتصاد المحلي، أما طالبو الوظائف من الشباب والشابات لاسيما الذين درسوا وتعلموا وتأهلوا في أرقى الجامعات العالمية عن طريق برنامج الابتعاث فإنهم كانوا يظنون أن الفرص الوظيفية التي ستوفرها لهم ولغيرهم الاستثمارات الخارجية ستجعل الواحد منهم يحتار فيما يختار لكثرة الفرص مطبقاً على نفسه المثل العربي القائل «من أخصب تخير»، ولهذا المثل حكاية طريفة خلاصتها أن أحد الموسرين استضاف على مائدته رجلاً عابراً للسبيل، فلاحظ أن يده تطيش في أنحاء المائدة، فقال له: كل مما يليك، فرد عليه ضيفه بقوله: «من أجدب انتجع!» فعلم أنه جلف، وفي اليوم التالي استضاف عابر سبيل آخر ففعل ما فعله الأول، وقال له الموسر ما قاله للأول، فرد عليه قائلاً: «من أخصب تخير» فسر من رده الحسن.
ونعود إلى أحوال الاستثمار ونتلفت يمنة ويسرة ونسأل عن المستثمرين وأحوالهم وأموالهم واستثماراتهم.. «هل تحس منهم من أحدٍ»؟
ونعود إلى أحوال الاستثمار ونتلفت يمنة ويسرة ونسأل عن المستثمرين وأحوالهم وأموالهم واستثماراتهم.. «هل تحس منهم من أحدٍ»؟