لم تعد الشركات التي تقود السوق هي شركات النفط العالمية، ولا شركات تصنيع الأسلحة أو الصواريخ العابرة للقارات، وإنما شركات من نوع آخر أسسها شباب بعضهم كان في سن طلبة الجامعة، ولم تعد الزعامات المؤثرة في مسار التاريخ هم قادة تقليديون، بل مديرون ناجحون، انتهت حقبة هتلر وماوتسي تونج وايزنهاور وبدأت حقبة بيل جيتس وستيف جوبلز ولاري بيج وغيرهم، ولم تعد الأمم هي أمة «ترمب» أو شعب «بوتين» وإنما أمة «تويتر» وشعب «جوجل» وقبيلة «فيسبوك»، وهي أمم جديدة لم تعد منافسا لتلك الأمم والأعراق التي تعاقبت على مر التاريخ، بل أصبحت تتفوق عليها من حيث العدد والعدة، بعد أن أعادت مثل هذه التقنيات تشكيل الهندسة الوراثية (معرفيا) لأعراق الشعوب وقبائلهم الجديدة!
في المملكة نحن قطعا الأكثر استخداما لمنتجات هذه الشركات من أدوات التواصل الاجتماعي - ومن دون منافس - والأكثر «شبقا» في اقتناء مثل هذه الأجهزة والحواسيب وبطبيعة الحال الأكثر انغماسا في عالمها الافتراضي، وعلى الرغم من ذلك فلا يزال الوقت مبكراً حول رصد أو قياس حجم المتغيرات السيسيولوجيا المباشرة وغير المباشرة المترتبة عليها ومدى تكوين رأي عام مؤثر (سالب أو موجب) حول جملة من القضايا السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال الدورة المعلوماتية السريعة لهذه المنصات الجديدة التي أطاحت فجأة بالرقابات التقليدية وحطمت حصونها العتيقة وأسفرت عن خلط كبير في الأوراق وتغيير في موازين القوى من حيث مرجعية المصادر وحيادية المعلومة، ولا تزال ثمة جيوب وفراغات ترتبت على هذه الهزة العنيفة ثمة من يعمل على شغلها سياسيا وأيديولوجيا وثقافيا، أو على الأقل تفادي تداعياتها، خصوصا أن ثمة رأيا عاما في طريقه للتبلور إزاء جملة من القضايا العامة لا يمكن لأحد أن يتحكم في سياقاتها، بعضها في محله والبعض الآخر ليس في محله، لكنه الزمن الذي لم نحسب حسابه، ولم نعطه حقه وبالتالي لم يعد بوسع أحد أن يقف أمامه أو يتصدى لحركة التاريخ.
في المملكة نحن قطعا الأكثر استخداما لمنتجات هذه الشركات من أدوات التواصل الاجتماعي - ومن دون منافس - والأكثر «شبقا» في اقتناء مثل هذه الأجهزة والحواسيب وبطبيعة الحال الأكثر انغماسا في عالمها الافتراضي، وعلى الرغم من ذلك فلا يزال الوقت مبكراً حول رصد أو قياس حجم المتغيرات السيسيولوجيا المباشرة وغير المباشرة المترتبة عليها ومدى تكوين رأي عام مؤثر (سالب أو موجب) حول جملة من القضايا السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال الدورة المعلوماتية السريعة لهذه المنصات الجديدة التي أطاحت فجأة بالرقابات التقليدية وحطمت حصونها العتيقة وأسفرت عن خلط كبير في الأوراق وتغيير في موازين القوى من حيث مرجعية المصادر وحيادية المعلومة، ولا تزال ثمة جيوب وفراغات ترتبت على هذه الهزة العنيفة ثمة من يعمل على شغلها سياسيا وأيديولوجيا وثقافيا، أو على الأقل تفادي تداعياتها، خصوصا أن ثمة رأيا عاما في طريقه للتبلور إزاء جملة من القضايا العامة لا يمكن لأحد أن يتحكم في سياقاتها، بعضها في محله والبعض الآخر ليس في محله، لكنه الزمن الذي لم نحسب حسابه، ولم نعطه حقه وبالتالي لم يعد بوسع أحد أن يقف أمامه أو يتصدى لحركة التاريخ.