أعترف أنني وربما غيري كثير، لم نعرف نجدا على حقيقتها.. «نجد»، التواقة، النابضة، البهية، المليئة بالفرح والحب والغزل، لم ندرك إلا منذ أشهر فقط أنها تحمل وجها آخر، غير وجه العاصمة الإدارية، عندما بدأت تستيقظ، وتستدعي صور الحياة والفنون، التي طوتها وأخفتها بين «حنانيها» طوال عقود.
هل هو قصور مني ومن غيري في معرفة خباياها «اللطيفة»، أم أنها قدمت نفسها هكذا مرغمة، أو لعلها كانت أذكى منا، فتغافلت حتى تمر عواصف التأخير، وتختفي جبال «الرجيع»، فأرخت أهدابها ونامت أربعين عاما ونيفا، انصرمت من عمرها وعمر أهلها، فهل كان الأمر يستحق.
طوال سنين كان كل ما يعرفه الزائرون و«الحالون» مؤقتا، عن «الرياض»، مجرد تجارب عابرة، وساعات قليلة في غرف فندقية خالية من الحياة، يزورونها ويغادرونها سريعا، مرورا لا يلتقط من طرقاتها، ومبانيها، إلا ذكريات «صلبة».
في الطرقات والتقاطعات والأسواق، كنا نرى بقايا «وجوه» تتلمس القليل من الفرح، في مطاعم مغلقة ومقاه باردة، كأنها تهرب من شيء ما، حتى المقاهي أصبحت مجرد «أمنيات»، وعليك أن تقطع ما يزيد على خمسين كلم، لتذهب إلى مقهى يقدم شايا بالنعناع، وشيشة.
كنا إذا سمعنا كلمات خالد الفيصل، يحكي عن نجد: ليالى نجد ما مثلك ليالي، غلاك أول وزاد الحب غالي، ليالي نجد للمحبوب طيبي، أو عندما يتغنى بدر بن عبدالمحسن في قصيدة «وين أحب الليلة وين، التي صدح بها الفنان الكبير محمد عبده: آه ما أرق الرياض تالي الليل، أنا لو أبي.. خـذتها بيدها.. ومشـينا.
نقول لعلها لوعة المحب لمسقط رأسه، وحب الموطن الأول، لكن الفيصل والبدر وغيرهما، من الشعراء، وصولا إلى امرئ القيس النجدي، كانوا فيما يبدو يعرفون سراً لا نعرفه، فهذه نجد التي صمدت طوال خمسة آلاف سنة، هي عمر الاستيطان البشري فيها، قاومت صحراء النفود والدهناء والربع الخالي، التي تحيط بها كالأسورة، ومع ذلك حملت في طياتها حبا جارفا للحياة، حبا تورع أن يظهر خشية صوت «خشن» ألم بها، وغدرها.
يقول النجديون، إن صحاريهم هي في أساسها رياض ممتدة، ويدللون أنه ما إن تنزل قطرات المطر، حتى تنبت الأرض، وتخضر الصحاري على امتداد البصر، في أشهر فقط، أزهرت الرياض المثقفة، وحييت من جديد، فقط بقليل مما فعلته «الفنون»، في مركز الملك فهد الثقافي، أخذت وزارة الثقافة والإعلام على نفسها وعدا، ونفذته، فملأت الرياض فنونا، وثقافة، وفرحا وحياة.
هكذا نعرف الرياض في حقيقتها، «العاصمة المركز» التي تمد باقي الوطن في أطرافه، بروحها، وحياتها، هي من يقود، وهي من تهمي، وهي من عليها نعول، لكي نصبح أكثر آدمية، وأقل قسوة، الآلاف الذين تقاطروا الأيام الفائته، على مركز الملك فهد الثقافي، أكدوا أن «الفنون» غير مميتة، وأن ما بذلته الوزارة من جهد استحق الانتظار.
هل هو قصور مني ومن غيري في معرفة خباياها «اللطيفة»، أم أنها قدمت نفسها هكذا مرغمة، أو لعلها كانت أذكى منا، فتغافلت حتى تمر عواصف التأخير، وتختفي جبال «الرجيع»، فأرخت أهدابها ونامت أربعين عاما ونيفا، انصرمت من عمرها وعمر أهلها، فهل كان الأمر يستحق.
طوال سنين كان كل ما يعرفه الزائرون و«الحالون» مؤقتا، عن «الرياض»، مجرد تجارب عابرة، وساعات قليلة في غرف فندقية خالية من الحياة، يزورونها ويغادرونها سريعا، مرورا لا يلتقط من طرقاتها، ومبانيها، إلا ذكريات «صلبة».
في الطرقات والتقاطعات والأسواق، كنا نرى بقايا «وجوه» تتلمس القليل من الفرح، في مطاعم مغلقة ومقاه باردة، كأنها تهرب من شيء ما، حتى المقاهي أصبحت مجرد «أمنيات»، وعليك أن تقطع ما يزيد على خمسين كلم، لتذهب إلى مقهى يقدم شايا بالنعناع، وشيشة.
كنا إذا سمعنا كلمات خالد الفيصل، يحكي عن نجد: ليالى نجد ما مثلك ليالي، غلاك أول وزاد الحب غالي، ليالي نجد للمحبوب طيبي، أو عندما يتغنى بدر بن عبدالمحسن في قصيدة «وين أحب الليلة وين، التي صدح بها الفنان الكبير محمد عبده: آه ما أرق الرياض تالي الليل، أنا لو أبي.. خـذتها بيدها.. ومشـينا.
نقول لعلها لوعة المحب لمسقط رأسه، وحب الموطن الأول، لكن الفيصل والبدر وغيرهما، من الشعراء، وصولا إلى امرئ القيس النجدي، كانوا فيما يبدو يعرفون سراً لا نعرفه، فهذه نجد التي صمدت طوال خمسة آلاف سنة، هي عمر الاستيطان البشري فيها، قاومت صحراء النفود والدهناء والربع الخالي، التي تحيط بها كالأسورة، ومع ذلك حملت في طياتها حبا جارفا للحياة، حبا تورع أن يظهر خشية صوت «خشن» ألم بها، وغدرها.
يقول النجديون، إن صحاريهم هي في أساسها رياض ممتدة، ويدللون أنه ما إن تنزل قطرات المطر، حتى تنبت الأرض، وتخضر الصحاري على امتداد البصر، في أشهر فقط، أزهرت الرياض المثقفة، وحييت من جديد، فقط بقليل مما فعلته «الفنون»، في مركز الملك فهد الثقافي، أخذت وزارة الثقافة والإعلام على نفسها وعدا، ونفذته، فملأت الرياض فنونا، وثقافة، وفرحا وحياة.
هكذا نعرف الرياض في حقيقتها، «العاصمة المركز» التي تمد باقي الوطن في أطرافه، بروحها، وحياتها، هي من يقود، وهي من تهمي، وهي من عليها نعول، لكي نصبح أكثر آدمية، وأقل قسوة، الآلاف الذين تقاطروا الأيام الفائته، على مركز الملك فهد الثقافي، أكدوا أن «الفنون» غير مميتة، وأن ما بذلته الوزارة من جهد استحق الانتظار.