-A +A
حمود أبو طالب
قبل أيام قرأنا عن ترشيح مدينة أبها عاصمة للسياحة العربية هذا العام، وأبها جديرة بهذا الترشيح لأنها تملك كل المقومات، وكانت لها أيام لا تنسى مارست خلالها غوايتها اللذيذة في استقطاب السواح من كل مكان وقدمت لهم ما يلامس وجدانهم ويريح أعصابهم، وقد بدأت بوادر استعادتها لماضيها خلال الصيف الماضي بشكل مدهش أسعدنا جميعا.

وفي هذه الفترة بدأت بوادر عودة أشياء مبهجة تستقطب الناس لدينا للعودة إلى مواسم الفرح والاستمتاع بمباهج الطبيعة وجمال الفنون المختلفة من حفلات واستحضار للموروث الشعبي الثري في تنوعه وجماله في كل منطقة من مناطق المملكة، ولكن بشكل مختلف عن المواسم الماضية من حيث، كثافة الإقبال، والشعور بقدر أكبر من حرية الاستمتاع وقدر أقل من التوجس بحدوث المنغصات. وفي مارس القادم ستقام تظاهرة نوعية ضخمة للفيلم السعودي تنظمها جمعية الثقافة والفنون بالدمام ستكون متميزة على المستوى الخليجي وربما العربي، بحضورها وبتميز ما سيعرض فيها من أعمال. وإذا أضفنا إلى ذلك إرهاصات الخروج من شرنقة الغياب في الرياض وجدة، فإننا أمام مؤشرات قوية لحقيقتين.


الأولى هي «توطين الفرح والمتعة والبهجة» بضخ ماء الحياة في منابعها بعد الجفاف، وذلك ما ستترتب عليه آثار إيجابية كبيرة، نفسية واجتماعية واقتصادية. والثانية تتمثل في بدء توديع مرحلة نشاز ألقت بظلالها الثقيلة على مجتمعنا وجعلته مغترباً من أجل متعة بريئة موجودة في بلده لكنها مطمورة منذ عقود، وذلك يعني عودته إلى طبيعته وفطرته الإنسانية.

إنها مؤشرات جميلة، لكنها تحتاج إلى الاستمرار والتطوير والعناية والحماية، تحتاج أن تكون جزءاً من الإيجابيات التي يجب أن نتحدث عنها عندما نتحدث عن مجتمعنا ووطننا أمام الآخرين الذين أصبحوا لا يرون فينا سوى مجتمع تسمرت بوصلته باتجاه الموت والآخرة وحث الناس إليها وكأن الله لم يجعل لنا في الدنيا فسحة للاستمتاع بمباهج الحياة.