-A +A
سعيد السريحي
أحالت هيئة مكافحة الفساد للتحقيق قضية استعانة الخطوط السعودية بسيدة لبنانية لشغل منصب إداري داخل منظومتها، وهو منصب مدير العلاقات العامة بحسب ما تردد في مواقع التواصل الاجتماعي أو منصب المستشارة للإعلام والاتصال الدولي كما قالت الخطوط السعودية وهي تحاول أن تمتص غضب من انتقدوها على هذا التعيين وتبرر ما قامت به، وإذا لم يكن من حق أحد أن يدين الخطوط السعودية أو يبرئها ما دامت المسألة رهن التحقيق، وبصرف النظر عما إذا كانت تلك السيدة اللبنانية قد تمت الاستعانة بها مديرة للعلاقات العامة أو مستشارة في العلاقات والاتصال الدولي، فإن السؤال الذي يبقى هو السؤال الذي طرحه المحتجون في مواقع التواصل حول ما إذا كانت الخطوط السعودية قد أعلنت عن هذه الوظيفة قبل التعاقد مع السيدة اللبنانية، وعما إذا كانت الخطوط السعودية لم تجد في الكفاءات الوطنية من يمكن له أن يشغل هذا المنصب سواء كان منصبا إداريا أو منصبا استشاريا.

والمعضلة ليست هاهنا، فإذا كان للخطوط السعودية أن تزعم أنها لم تجد من بين السعوديين والسعوديات كذلك، ما دامت اختارت لهذا المنصب امرأة، من تراه أهلا وثقة، إذا كانت الخطوط السعودية ترى ذلك فإن السؤال الذي ينبغي أن يوجه لها هو: لماذا عجزت عن تأهيل أحد من كوادرها لإدارة العلاقات العامة أو اعتماده مستشارا للعلاقات الدولية، ماذا فعلت الخطوط خلال ما يتجاوز السبعين عاما من عمرها بالكفاءات التي استطاعت أن تحقق لها مكانا متقدما بين شركات الطيران العالمية؟ وأين برامجها التي كانت قادرة على أن توفر لها كوادرها الفنية والإدارية؟ ولماذا تحولت الخطوط السعودية إلى بيئة طاردة يغادرها بعض موظفيها ليحتلوا مراكز قيادية في شركات أخرى بينما جهد الخطوط السعودية العمل وفق تعاقدات لم تكن السيدة اللبنانية أولها ولن تكون آخرها؟