في عصر العولمة أصبحت الدول والشركات الكبرى تتنافس على استقطاب الخبرات المتميزة أياً كانت جنسياتها لأنها تبحث عن المنافسة والتميز والتفوق، صحيح أن المواطن يأتي أولاً ولكن في العمل والتخطيط الإستراتيجي المستدام لتحقيق أهداف كبرى معينة فلا مانع من الاستعانة بخبرات أجنبية طالما تتوفر لديها الخبرة وسبق لها تحقيق نجاح متميز في المجال المستهدف. والمملكة ليست استثناء من ذلك، فعلى سبيل المثال عندما أردنا إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية استقطبنا خبيراً سنغافورياً متميزاً رغم وجود الكثير من السعوديين، وكذلك لدينا بعض البنوك والمؤسسات الكبرى تديرها فعلياً خبرات غير سعودية، ولم يثر ذلك اعتراضاً للمواطنين أو يتسبب في غضب شعبي كما يحدث الآن بعد تعيين الخطوط السعودية سيدة لبنانية في منصب تنفيذي.
ربما يغضب مني البعض إذا قلت إن من حق الخطوط السعودية كشركة تريد تطوير خدماتها لتتقدم من الموقع المتأخر الذي تقبع فيه بين شركات طيران كثيرة تفوقت عليها، من حقها أن تستقطب كفاءة متميزة تضمن تحقيق المهمة، وتبين للناس معايير التميز في تلك الكفاءة والنجاحات التي حققتها كمبرر للاختيار. شركات الخطوط الجوية في دول الخليج التي تحتل الصدارة بين شركات الطيران بعض مديريها التنفيذيين أجانب، لكنهم استطاعوا تحقيق إنجازات مبهرة بررت وجودهم واستمرارهم فيها، لكن مشكلة الخطوط السعودية أن علاقتها متوترة أساساً مع المجتمع لتأخر كثير من خدماتها وعدم مواكبتها للتطور السريع ووجود فجوة بينها وبين عملائها، وربما كان هذا أحد أسباب الغضب الشعبي على تعيينها سيدة أجنبية في منصب كبير، إضافة إلى تزامن هذا التعيين مع هاجس السعودة المرتفع لدى المجتمع بعد قيام شركات كبرى بتسريح موظفين سعوديين وإبقاء الأجانب في مناصب تنفيذية تتحكم في القرارات الحساسة، ومنها قرارات الاستغناء عن العمالة السعودية.
كنت سأتفق مع الخطوط السعودية لو أنها جاءت بخبير لا يشق له غبار لانتشال الخطوط من واقعها المتعثر، له خبرة وسجل حافل في إدارة المرافق المهمة لشركات الطيران، لكن خطوطنا العزيزة استقطبت سيدة لتكون مستشارة للإعلام والاتصال الدولي، وذلك لخبرتها في هذا المجال لدى الخطوط القطرية وغيرها، كما صرح بذلك الناطق الرسمي الأستاذ منصور البدر يوم أمس. وهنا يمكننا القول إن المشكلة الرئيسية لدى الخطوط ليست في الإعلام والاتصال وإنما في صلب الخدمات الأساسية المرتبطة بصناعة طيران متقدمة، وبالتالي لا يمثل هذا المنصب أولوية تستحق المغامرة باستقطاب موظفة غير سعودية في منصب تنفيذي وفي توقيت حساس وغير مناسب. ثم إن هذا المنصب بالذات ليس معجزة أن يشغله سعودي أو سعودية لو تم البحث عن الكفاءات بحياد تام، ومن ناحية أخرى فإن السيدة كريستي سركيس لا تحمل تلك السيرة الذاتية المبهرة لتكون مستشارة في واحدة من أكبر وأعرق وأقدم خطوط الطيران العالمية، لذلك أرى أن هناك سببا معقولا لاحتجاج الجمهور السعودي. ولكن طالما قد وصلت السيدة كريستي فلا مناص من تقديم واجب الترحيب بها، ونقول لها: أهلا بك بين شعب يدير الأجانب بعض شؤونه، ولن تكوني استثناء.
ربما يغضب مني البعض إذا قلت إن من حق الخطوط السعودية كشركة تريد تطوير خدماتها لتتقدم من الموقع المتأخر الذي تقبع فيه بين شركات طيران كثيرة تفوقت عليها، من حقها أن تستقطب كفاءة متميزة تضمن تحقيق المهمة، وتبين للناس معايير التميز في تلك الكفاءة والنجاحات التي حققتها كمبرر للاختيار. شركات الخطوط الجوية في دول الخليج التي تحتل الصدارة بين شركات الطيران بعض مديريها التنفيذيين أجانب، لكنهم استطاعوا تحقيق إنجازات مبهرة بررت وجودهم واستمرارهم فيها، لكن مشكلة الخطوط السعودية أن علاقتها متوترة أساساً مع المجتمع لتأخر كثير من خدماتها وعدم مواكبتها للتطور السريع ووجود فجوة بينها وبين عملائها، وربما كان هذا أحد أسباب الغضب الشعبي على تعيينها سيدة أجنبية في منصب كبير، إضافة إلى تزامن هذا التعيين مع هاجس السعودة المرتفع لدى المجتمع بعد قيام شركات كبرى بتسريح موظفين سعوديين وإبقاء الأجانب في مناصب تنفيذية تتحكم في القرارات الحساسة، ومنها قرارات الاستغناء عن العمالة السعودية.
كنت سأتفق مع الخطوط السعودية لو أنها جاءت بخبير لا يشق له غبار لانتشال الخطوط من واقعها المتعثر، له خبرة وسجل حافل في إدارة المرافق المهمة لشركات الطيران، لكن خطوطنا العزيزة استقطبت سيدة لتكون مستشارة للإعلام والاتصال الدولي، وذلك لخبرتها في هذا المجال لدى الخطوط القطرية وغيرها، كما صرح بذلك الناطق الرسمي الأستاذ منصور البدر يوم أمس. وهنا يمكننا القول إن المشكلة الرئيسية لدى الخطوط ليست في الإعلام والاتصال وإنما في صلب الخدمات الأساسية المرتبطة بصناعة طيران متقدمة، وبالتالي لا يمثل هذا المنصب أولوية تستحق المغامرة باستقطاب موظفة غير سعودية في منصب تنفيذي وفي توقيت حساس وغير مناسب. ثم إن هذا المنصب بالذات ليس معجزة أن يشغله سعودي أو سعودية لو تم البحث عن الكفاءات بحياد تام، ومن ناحية أخرى فإن السيدة كريستي سركيس لا تحمل تلك السيرة الذاتية المبهرة لتكون مستشارة في واحدة من أكبر وأعرق وأقدم خطوط الطيران العالمية، لذلك أرى أن هناك سببا معقولا لاحتجاج الجمهور السعودي. ولكن طالما قد وصلت السيدة كريستي فلا مناص من تقديم واجب الترحيب بها، ونقول لها: أهلا بك بين شعب يدير الأجانب بعض شؤونه، ولن تكوني استثناء.