-A +A
عبده خال
عندما جاء غورباتشوف لشغل منصب رئيس دولة الاتحاد السوفيتي (1988 إلى 1991) كان يحمل بذرة سقوط الاتحاد من خلال إعادة البناء (البريسترويكا) وبعد ذلك استقلت الدول مبقية السمعة السيئة للرئيس يلتسن الذي وقع على اتفاقية حل اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية..

ولم تستمر تنظيرات ماركس في انتشار الاشتراكية بالدول الغربية وسقوط القوة الرأسمالية في دولها بل جاء السقوط -على غير المتوقع- في أكبر دولة راعية للاشتراكية.. فهل يكون ترمب حامل نبوءة سقوط الرأسمالية في عقر دارها وكأنه أحد الأبطال الأسطوريين حين يقتلع نظاما سائدا ويحيله إلى ركام من الذكريات كما حدث لركام جدار برلين؟


ترمب جاء عاصفا ولم يكن المزاج الأمريكي مرحبا به فالإحصاءات اختارت هيلاري كلينتون بأعلى نسبة تصويت شعبي إلا أن نظام الانتخاب الأمريكي رجح كفة رمب.

وخلال أسبوعين من تسلمه رئاسة أمريكا أحدث خروقات عديدة في المفاهيم والعلاقات الدولية، فهل تكون هذه التصرفات هي (البريسترويكا) لترمب وتكون نتائجها تفكك الولايات الأمريكية احتجاجا على تصرفاته؟ وقد حدث ذلك عندما أعلنت مدن عدة الانفصال عن الولايات الأمريكية لو أصر ترمب على قطع التمويل الفيدرالي عنها بسبب رفضها اعتقال المهاجرين غير القانونيين المقيمين فيها، وقد اتخذ عمدة سياتيل إعادة النظر في الميزانية لتغطية أي قطع في التمويل الفيدرالي.

وهناك تصرفات عديدة تضر بالأمن والمصالح الأمريكية وهو الثقب القانوني الذي يمكن الشعب المطالبة بسحب الثقة من الرئيس وذلك من خلال مجلسي النواب والشيوخ.

وثمة أساس لسحب الثقة من قبل الحزب الجمهوري -قبل إعلان فوز ترمب- كون الحزب لا يستطيع السيطرة على مزاجية الرئيس، فإذا التقت رغبات الشعب والكونجرس فحتما سوف يكون ترمب هي الشخصية الأولى في تاريخ أمريكا يتم سحب الثقة منه.

وإذا لم يحدث هذا فلربما يحقق ترمب نبوءة ماركس بسقوط الرأسمالية في أمريكا (على الأقل تفككها برمية من غير رامٍ) من خلال خطأ تاريخي مدمر كما فعلت كثير من الأخطاء التي غيرت وجه التاريخ.