في الوقت الذي كان فيه بعض السعوديين ينتقدون الرئيس الأمريكي «ترمب»، لإصداره جملة قوانين لا تتيح للأجانب العمل ودخول الولايات المتحدة الأمريكية، إلا ضمن قوانين جديدة، ويندفعون بلا وعي في الحملات المضادة له مع جماعات اليسار والمنظمات المدافعة عن حقوق الشواذ في الغرب، كان الكثير منهم يقف نفس موقف الرئيس «ترمب»، ولكن هذه المرة -محليا، ضد دخول وعمل اللبنانية كرستي سركيس، المرشحة للعمل كمستشارة للعلاقات العامة والتسويق في الخطوط الجوية السعودية.
نفس السعوديين الغاضبين من ترمب، يطالبون بأن يكون المرشح لتلك الوظيفة سعوديا، وبالتأكيد ليست سيدة سعودية، ولو تجرأت «الخطوط» وفعلتها، وعينت شابة سعودية في تلك الوظيفة، لغضبوا على الشركة الوطنية، أكثر من غضبهم على ترمب، ولنصبوا المشانق للمؤيدين.
المفارقة، أنه من المقبول لديهم أن يوظف الطيران السعودي سيدات مغربيات ولبنانيات وسوريات وأوروبيات وشرقيات، كمضيفات، لكنهم ضد توظيف أي منهن خبيرة علاقات وتسويق.
من المثير مراقبة كيف يكون الإنسان حقوقيا في أمريكا، و«يمينيا متطرفا» في بلده، للحقيقة هو انتقال نفسي مريع، قد يمارسه البعض لتمرير أجنداته، لكن الكثير أصبحوا للأسف ألعوبة في أيدي وسائل التواصل الاجتماعي، التي أغارت على عقولهم وحولتهم إلى مجرد أتباع.
السيدة اللبنانية التي رشحت لوظيفة رفيعة، في شركة ذات عمليات عالمية، لم تأت من بيتها للعمل في مكاتب «السعودية» في جدة، بل عملت في شركات طيران كبرى، لطالما كانت مجال مقارنات قاسية مع الطيران المحلي، وتغنى السعوديون بها وبخدماتها، وهم يعلمون تماما من يدير تلك الشركات.
بالأمس خرج «وسم»، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ينتقد توظيف عرب في السفارة والقنصليات السعودية في أمريكا، المضحك المبكي، أن من يهاجمون بضراوة، هم من يدافع عن حق العرب في الهجرة والعمل في أمريكا، بل ربما أن أحد العالقين ممن يدافعون عنهم، هو من العاملين في السفارة السعودية في واشنطن.
نعود للقضية الأساسية، وهي حجم التناقض الذي أصاب البعض، فيتبنى المواقف الحقوقية التي تنتقد الحكومة الأمريكية الجديدة، لأنها أصدرت إجراءات تمنع كل من لا تنطبق عليه الشروط من دخول بلدهم، أيا كانوا، مسلمين، مسيحيين، كلدانيين، أو يهودا، إلا بعد التدقيق، ويتغافل عن حق الدول والشعوب في تبني إجراءات تحميها، وتضبط الشكل الاجتماعي الذي ارتضته لنفسها، كما يطالب به في بلده.
المنخرطون في شيطنة أمريكا، ربما لا يعلمون أن من يقودهم للهجوم على الإدارة الأمريكية الجديدة، هم المتضررون من الضوابط التي وضعت لهم، وأن الحملة الشرسة ليست إنسانية خالصة، بل غضبا لأنها لم تضم السعوديين لإجراءاتها.
لعلنا نرشد قليلا من الاندفاع والاستشراف على الآخرين، والانخراط في معارك ليست لنا، مع التأكيد على أن ما يحدث في أمريكا والغرب عموما، هو خصومات سياسية متراكمة بين الأحزاب والمنظمات المدنية، تدور حول الإدارة وأساليب الحياة التي يريدون العيش بها خلال العقود القادمة، أي أننا لا في العير ولا في النفير، ومع ذلك يراد لنا أن نتصدر مشهد الخصومة.
نفس السعوديين الغاضبين من ترمب، يطالبون بأن يكون المرشح لتلك الوظيفة سعوديا، وبالتأكيد ليست سيدة سعودية، ولو تجرأت «الخطوط» وفعلتها، وعينت شابة سعودية في تلك الوظيفة، لغضبوا على الشركة الوطنية، أكثر من غضبهم على ترمب، ولنصبوا المشانق للمؤيدين.
المفارقة، أنه من المقبول لديهم أن يوظف الطيران السعودي سيدات مغربيات ولبنانيات وسوريات وأوروبيات وشرقيات، كمضيفات، لكنهم ضد توظيف أي منهن خبيرة علاقات وتسويق.
من المثير مراقبة كيف يكون الإنسان حقوقيا في أمريكا، و«يمينيا متطرفا» في بلده، للحقيقة هو انتقال نفسي مريع، قد يمارسه البعض لتمرير أجنداته، لكن الكثير أصبحوا للأسف ألعوبة في أيدي وسائل التواصل الاجتماعي، التي أغارت على عقولهم وحولتهم إلى مجرد أتباع.
السيدة اللبنانية التي رشحت لوظيفة رفيعة، في شركة ذات عمليات عالمية، لم تأت من بيتها للعمل في مكاتب «السعودية» في جدة، بل عملت في شركات طيران كبرى، لطالما كانت مجال مقارنات قاسية مع الطيران المحلي، وتغنى السعوديون بها وبخدماتها، وهم يعلمون تماما من يدير تلك الشركات.
بالأمس خرج «وسم»، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ينتقد توظيف عرب في السفارة والقنصليات السعودية في أمريكا، المضحك المبكي، أن من يهاجمون بضراوة، هم من يدافع عن حق العرب في الهجرة والعمل في أمريكا، بل ربما أن أحد العالقين ممن يدافعون عنهم، هو من العاملين في السفارة السعودية في واشنطن.
نعود للقضية الأساسية، وهي حجم التناقض الذي أصاب البعض، فيتبنى المواقف الحقوقية التي تنتقد الحكومة الأمريكية الجديدة، لأنها أصدرت إجراءات تمنع كل من لا تنطبق عليه الشروط من دخول بلدهم، أيا كانوا، مسلمين، مسيحيين، كلدانيين، أو يهودا، إلا بعد التدقيق، ويتغافل عن حق الدول والشعوب في تبني إجراءات تحميها، وتضبط الشكل الاجتماعي الذي ارتضته لنفسها، كما يطالب به في بلده.
المنخرطون في شيطنة أمريكا، ربما لا يعلمون أن من يقودهم للهجوم على الإدارة الأمريكية الجديدة، هم المتضررون من الضوابط التي وضعت لهم، وأن الحملة الشرسة ليست إنسانية خالصة، بل غضبا لأنها لم تضم السعوديين لإجراءاتها.
لعلنا نرشد قليلا من الاندفاع والاستشراف على الآخرين، والانخراط في معارك ليست لنا، مع التأكيد على أن ما يحدث في أمريكا والغرب عموما، هو خصومات سياسية متراكمة بين الأحزاب والمنظمات المدنية، تدور حول الإدارة وأساليب الحياة التي يريدون العيش بها خلال العقود القادمة، أي أننا لا في العير ولا في النفير، ومع ذلك يراد لنا أن نتصدر مشهد الخصومة.