اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا إقامة مناطق آمنة في سوريا الشقيقة، حتى يفر إليها السوريون هربا من القصف الروسي العشوائي وبراميل الأسد المتفجرة وقذائف داعش وغيرها من الحركات والتنظيمات المتصارعة المتقاتلة. ولا أظن أن الولايات المتحدة يهمها أمر المدنيين، ولا روسيا وحلفاؤها وميليشيات إيران المرتزقة، وإنما أخشى ما أخشاه أن يكون هذا الاقتراح تمهيدا لتقسيم سوريا، وقد أبدت موسكو استعدادها لمناقشة الاقتراح الأمريكي، وهو ما يعني حالة من «الغزل» الروسي للرئيس ترمب، وخطوة على طريق التقارب المزعوم. وهو تقارب -في اعتقادي- من أجل تقسيم «الكعكة السورية»، حيث بات واضحا أنه لا نصيب حتى الآن للأمريكان فيها، لكثرة الطامعين في التهامها.
الأمن لن يتحقق في سوريا بتقسيمها، ولا بتحديد مناطق آمنة، وأخرى ملتهبة، تقرها الأمم المتحدة، استجابة لرغبات الكبار، وأعني الروس والأمريكان، إنما يتحقق الأمن في ربوع سوريا كلها بإرادة شعبية سورية، فالأمن لا يفرض من الخارج، ولن يتحقق ما لم يسع إليه السوريون أنفسهم.
لقد جرب السوريون، نظاما ومعارضة، الاقتتال لسنوات عدة، سقط خلالها عشرات الآلاف، ترملت النساء، وتيتم الأطفال، ناهيك عمن أصيبوا وأصبحوا من ذوي الإعاقات، ناهيك عن الملايين الذين شردوا في ربوع العالم، وأصبحوا سلعة يتاجر الغرب بها لتحقيق أغراضهم، بل وربما لتصفية حساباتهم فيما بينهم.
على الإخوة السوريين أن يحكموا العقل، وأن يتنازل قادتهم وأمراؤهم عن أحلام الزعامة، وأن يضعوا مصلحة الشعب السوري، وسلامة الأراضي السورية فوق كل رغباتهم وأطماعهم، وقد كتبت من قبل في شأن «ذاكرة الشعوب»، وقلت إن آثار هذه الحرب اللعينة ستبقى في نفوس الشعب السوري لعقود قادمة، لأن من فقد أباه أو أمه، أو من فقد أطفاله، أو من بترت أعضاؤه جراء هذه الحرب، لن ينسى. سيحتاج الشعب السوري وقتا طويلا حتى تلتئم الجراح.
هناك خطر داهم يتربص بسوريا والسوريين، بالإضافة إلى خطر أطماع الدول الخارجية -وهذا قدرهم- وهو خطر داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية التي تعبث بأمن سوريا والسوريين. نبذ الاختلافات، والتخلي عن الأطماع والأحلام -أحلام الزعامة والإمارة- هو الذي يحقق الأمن لسوريا والسوريين، لا إقامة مناطق آمنة، وبقاء أخرى ملتهبة.
أحلم بأن أشهد قريبا رجلا رشيدا من كل فصيل، يسعى لتحقيق الأمن بين النفوس المتصارعة، حتى يسهل تحقيق الأمن على الأرض، وفي الأجواء، فمن العيب، بل ومن المخزي، أن يتحدث الأمريكان والروس والإيرانيون والأتراك عن أمن سوريا، في الوقت الذي يتغاضى فيه أصحاب الأرض عن تحقيق هذا الأمن لأنفسهم وذويهم.
فاللهم اهد إخواننا في سوريا إلى ما يحقق لبلادهم الأمن والأمان، فهو ولي ذلك والقادر عليه.
الأمن لن يتحقق في سوريا بتقسيمها، ولا بتحديد مناطق آمنة، وأخرى ملتهبة، تقرها الأمم المتحدة، استجابة لرغبات الكبار، وأعني الروس والأمريكان، إنما يتحقق الأمن في ربوع سوريا كلها بإرادة شعبية سورية، فالأمن لا يفرض من الخارج، ولن يتحقق ما لم يسع إليه السوريون أنفسهم.
لقد جرب السوريون، نظاما ومعارضة، الاقتتال لسنوات عدة، سقط خلالها عشرات الآلاف، ترملت النساء، وتيتم الأطفال، ناهيك عمن أصيبوا وأصبحوا من ذوي الإعاقات، ناهيك عن الملايين الذين شردوا في ربوع العالم، وأصبحوا سلعة يتاجر الغرب بها لتحقيق أغراضهم، بل وربما لتصفية حساباتهم فيما بينهم.
على الإخوة السوريين أن يحكموا العقل، وأن يتنازل قادتهم وأمراؤهم عن أحلام الزعامة، وأن يضعوا مصلحة الشعب السوري، وسلامة الأراضي السورية فوق كل رغباتهم وأطماعهم، وقد كتبت من قبل في شأن «ذاكرة الشعوب»، وقلت إن آثار هذه الحرب اللعينة ستبقى في نفوس الشعب السوري لعقود قادمة، لأن من فقد أباه أو أمه، أو من فقد أطفاله، أو من بترت أعضاؤه جراء هذه الحرب، لن ينسى. سيحتاج الشعب السوري وقتا طويلا حتى تلتئم الجراح.
هناك خطر داهم يتربص بسوريا والسوريين، بالإضافة إلى خطر أطماع الدول الخارجية -وهذا قدرهم- وهو خطر داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية التي تعبث بأمن سوريا والسوريين. نبذ الاختلافات، والتخلي عن الأطماع والأحلام -أحلام الزعامة والإمارة- هو الذي يحقق الأمن لسوريا والسوريين، لا إقامة مناطق آمنة، وبقاء أخرى ملتهبة.
أحلم بأن أشهد قريبا رجلا رشيدا من كل فصيل، يسعى لتحقيق الأمن بين النفوس المتصارعة، حتى يسهل تحقيق الأمن على الأرض، وفي الأجواء، فمن العيب، بل ومن المخزي، أن يتحدث الأمريكان والروس والإيرانيون والأتراك عن أمن سوريا، في الوقت الذي يتغاضى فيه أصحاب الأرض عن تحقيق هذا الأمن لأنفسهم وذويهم.
فاللهم اهد إخواننا في سوريا إلى ما يحقق لبلادهم الأمن والأمان، فهو ولي ذلك والقادر عليه.