لم يعد هناك معنى لانتقاد مجلس الشورى لما كانت تمارسه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من تشدد في عمليات الضبط، ولم تعد هناك حاجة إلى الاستشهاد بمئتي ألف حالة ضبط انتهت فيها مئة وثمانون ألف حالة بالنصح والتعهد مما يدل أنها لم تكن حالات تستدعي ما قامت به الهيئة من ضبط، لم يعد هناك معنى أو حاجة لهذا أو ذاك بعد أن ألزمت الدولة الهيئة بالضوابط التي تحكم عملها وتحدد صلاحياتها وبعد أن التزمت الهيئة، مختارة أو مكرهة، بتلك الضوابط، غير أن ما تعرض له مجلس الشورى من انتقاد للهيئة يمكن له أن ينزل منزلة التذكير بما كان يحدث من بعض أفرادها من تعسف وتشدد، كما يشكل ردا على بعض الأصوات التي تطالب بإلغاء الضوابط التي حددت عمل الهيئة أو التخفيف من تلك الضوابط، ولعلنا ندرك قيمة تلك الضوابط إذا ما علمنا أنها انصبت على عمليات الضبط التي انتقدها مجلس الشورى.
ولم يتوقف مجلس الشورى في الانتقادات التي سجلها على التقرير السنوي لهيئة الأمر بالمعروف عند التشدد في عمليات الضبط وإنما تناول جوانب عدة من أهمها أن لدى جهاز الهيئة أكثر من 8 آلاف وظيفة، منها نحو 1118 وظيفة شاغرة أي ما يقارب 15% من عدد الوظائف في هذا الجهاز، وهنا يحق لنا التساؤل عما يبقي هذه الوظائف شاغرة في الوقت الذي كان فيه المحتسبون يتهافتون للقيام بأعمال الهيئة، ولن يذهب بنا الظن إلى أن كل أولئك لم يكونوا يبحثون عن وظيفة، إذا كانوا مجرد متعاونين، أو يبحثون عن دخل، إذا كانوا يتطلعون للحصول على وظيفة في الهيئة وإنما كانوا يبحثون عن سلطة تتيح لهم التسلط على الناس وحين سحبت الضوابط التي حددت عمل الهيئة منهم تلك السلطة بقيت كل هذه الوظائف شاغرة لا يشغلها أحد.
ولم يتوقف مجلس الشورى في الانتقادات التي سجلها على التقرير السنوي لهيئة الأمر بالمعروف عند التشدد في عمليات الضبط وإنما تناول جوانب عدة من أهمها أن لدى جهاز الهيئة أكثر من 8 آلاف وظيفة، منها نحو 1118 وظيفة شاغرة أي ما يقارب 15% من عدد الوظائف في هذا الجهاز، وهنا يحق لنا التساؤل عما يبقي هذه الوظائف شاغرة في الوقت الذي كان فيه المحتسبون يتهافتون للقيام بأعمال الهيئة، ولن يذهب بنا الظن إلى أن كل أولئك لم يكونوا يبحثون عن وظيفة، إذا كانوا مجرد متعاونين، أو يبحثون عن دخل، إذا كانوا يتطلعون للحصول على وظيفة في الهيئة وإنما كانوا يبحثون عن سلطة تتيح لهم التسلط على الناس وحين سحبت الضوابط التي حددت عمل الهيئة منهم تلك السلطة بقيت كل هذه الوظائف شاغرة لا يشغلها أحد.