-A +A
سعد الخشرمي
لا تزال الهيئة العامة للثقافة غامضة، ولم يستطع أحدٌ أن يتخيّل ملامحها، ولقد أمست حديثاً للمثقفين، وانطلقت خيالاتهم الخصبة في رسم ملامحها المجهولة، فمنهم من أصرّ على أن عينيها سترعى المعوزين من الأدباء، وآخرون مضوا في أن شفتيها ستطلق أصواتهم في السماء، وهناك من يؤكد أنه سيلتقيها ذات مرةٍ، واهنةً دون أن تنبس ببنت شفة، وتعاني فيما يبدو من نقصٍ حادٍ في فيتامين «د».

بينما توأمتها المفعمة بالنشاط (الهيئة العامة للترفيه)، هبطت إلى الشارع توزّع مهرجاناتها كالبسمات، ولم تلتفت إلى تهكم بعض المعارضين، إذ كانت تسير وفق الذوق العام دون أن تخدش شيئا أبداً، وأطلقت برامجها في الأزقة والأحياء المتفرقة، وأرسلت إلى موقع التواصل «تويتر» مواعيد الفرح عبر حسابها الرسمي «روزنامة الترفيه»، بعد أن عرف العشاق ملامحها، واستيقظ من حولها النقاش كونها لم تأتِ تقليديةً، وإنما تسير وفق منهجيةٍ واضحة.


لم أقف حيال انحيازي للهيئة العامة للثقافة مكتوف اليدين، بل مضيت في الالحاح على المتحدث باسم وزارة الثقافة والإعلام هاني الغفيلي عبر رسائل بريدية ونصية - واستمريت أكثر من شهر- دون أن يلتفت إليَّ أو يجيب على استفساراتي، أو يخبرني عن ملامحها الغامضة، حتى شعرتُ لوهلة أنها ساندريلا التي حضرت في عرسٍ، ثم اختفت، بينما أختها الهيئة العامة للترفيه مرّت بالقربِ دون أن تفشي سر اختفاء (الـساندريلا).