ذكر وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي في غرفة جدة وأمام أثريائها من التجار أنه قد فوجئ بحجم الغش المخيف وغير الطبيعي في كثير من السلع والبضائع المغشوشة التي تدخل البلاد تهريباً أو غفلة أو تواطؤاً، وأكد على أنه لم يعرف حجم «الغش» الهائل إلا عندما أصبح وزيراً للتجارة.
وللأمانة فإن تصريح القصبي من أكثر التصاريح التي أسعدتني لأن الحلول تبدأ عندما نعلم ونلمس وندرك حجم المشكلة، والواضح من كلام الوزير أنه قد فوجئ ثم علم ثم غضب ثم صرح، وبقي عليه أن يقرر فيحسم الأمر وينهي هذه المشكلة، وإن أردنا أن نكون أكثر واقعية فإنه لن يستطيع أن ينهيها تماماً، فالتدليس باقٍ ما بقيت الحياة، لكن كما قيل فإن ما لا يدرك كله لا يترك جُله، وسبب ذلك هو حجم ما نستورده من احتياجاتنا من الخارج ثم عجز الرقابة في المنافذ عن تفتيش كل الواردات التي تملأ أرصفة الانتظار، بحيث لو تم تفتيش كل ما يرد إلى البلاد بشكل انفرادي أو أحادي لتعطلت الواردات ولشحت السلع ثم ارتفعت الأسعار، لكن مع ذلك فإن هذا كله لا يبرر دخول بعض «المغشوش» بسبب التواطؤ والإهمال أحياناً، على أن السبب الأهم لتكاثر المغشوش في نظري هو «الأمان» الذي يستشعره التاجر من ضوابط العقوبات والتراخي في تطبيقها وإيقاعها على من يتولى من التجار كبر هذه الخيانة، فحين لا يردع التاجر دين أو ضمير فإن الواجب أن يمنعه التطبيق الحازم للقانون الصارم على كل المطففين الذين هم من منظور ديني «ليسوا منا»، وعلينا أن نوقف تنمرهم وجشعهم بالعقاب والتشهير ليعودوا إلى جادة العدل والسلامة.
وبما أن المعرفة بمكمن المرض هي بداية الانطلاق للعلاج، إذن فيا أيها الوزير المحترم ليس جديداً أن نقول لك إن الذي يستورد هو الغشاش وهو من يحتاج إلى علاجه بالتفاهم ثم التحذير ثم العقاب ثم فضحه في المنابر الإعلامية أمام الملأ، كما أنك الآن قد عرفت أن الغش متفاقم والأكيد أنك تعلم أن التجار هم أس المشكلة فهم الذين يملكون الأموال فيستوردون من السلع «ما غش وخاب» ويكسبون من الأموال ما لذ وطاب.
أجل فالفجار من التجار هم من يتولى استيراد البضائع الرديئة التي تباع علينا نحن المستهلكين بلا حول منا ولا قوة.
أيها الوزير القدير إن أردت أن تتخلص من المشكلة فاعقد ملتقى آخر مع تجار الرياض والدمام وغيرهما من مدن المملكة ثم أعلن في «غرفهم» المغلقة وبشكل مكشوف أن الوزارة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الأمارة في السوق غشاً وتدليساً وتطفيفاً، ثم اقصب منهم يا قصبي كل من لا يرعوي أو يعتدل حتى نصبح آمنين في معاشنا.
وتأكد يا معالي الوزير أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
IdreesAldrees@
up2020@hotmail.com
وللأمانة فإن تصريح القصبي من أكثر التصاريح التي أسعدتني لأن الحلول تبدأ عندما نعلم ونلمس وندرك حجم المشكلة، والواضح من كلام الوزير أنه قد فوجئ ثم علم ثم غضب ثم صرح، وبقي عليه أن يقرر فيحسم الأمر وينهي هذه المشكلة، وإن أردنا أن نكون أكثر واقعية فإنه لن يستطيع أن ينهيها تماماً، فالتدليس باقٍ ما بقيت الحياة، لكن كما قيل فإن ما لا يدرك كله لا يترك جُله، وسبب ذلك هو حجم ما نستورده من احتياجاتنا من الخارج ثم عجز الرقابة في المنافذ عن تفتيش كل الواردات التي تملأ أرصفة الانتظار، بحيث لو تم تفتيش كل ما يرد إلى البلاد بشكل انفرادي أو أحادي لتعطلت الواردات ولشحت السلع ثم ارتفعت الأسعار، لكن مع ذلك فإن هذا كله لا يبرر دخول بعض «المغشوش» بسبب التواطؤ والإهمال أحياناً، على أن السبب الأهم لتكاثر المغشوش في نظري هو «الأمان» الذي يستشعره التاجر من ضوابط العقوبات والتراخي في تطبيقها وإيقاعها على من يتولى من التجار كبر هذه الخيانة، فحين لا يردع التاجر دين أو ضمير فإن الواجب أن يمنعه التطبيق الحازم للقانون الصارم على كل المطففين الذين هم من منظور ديني «ليسوا منا»، وعلينا أن نوقف تنمرهم وجشعهم بالعقاب والتشهير ليعودوا إلى جادة العدل والسلامة.
وبما أن المعرفة بمكمن المرض هي بداية الانطلاق للعلاج، إذن فيا أيها الوزير المحترم ليس جديداً أن نقول لك إن الذي يستورد هو الغشاش وهو من يحتاج إلى علاجه بالتفاهم ثم التحذير ثم العقاب ثم فضحه في المنابر الإعلامية أمام الملأ، كما أنك الآن قد عرفت أن الغش متفاقم والأكيد أنك تعلم أن التجار هم أس المشكلة فهم الذين يملكون الأموال فيستوردون من السلع «ما غش وخاب» ويكسبون من الأموال ما لذ وطاب.
أجل فالفجار من التجار هم من يتولى استيراد البضائع الرديئة التي تباع علينا نحن المستهلكين بلا حول منا ولا قوة.
أيها الوزير القدير إن أردت أن تتخلص من المشكلة فاعقد ملتقى آخر مع تجار الرياض والدمام وغيرهما من مدن المملكة ثم أعلن في «غرفهم» المغلقة وبشكل مكشوف أن الوزارة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الأمارة في السوق غشاً وتدليساً وتطفيفاً، ثم اقصب منهم يا قصبي كل من لا يرعوي أو يعتدل حتى نصبح آمنين في معاشنا.
وتأكد يا معالي الوزير أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
IdreesAldrees@
up2020@hotmail.com