العملية الأمنية الاستباقية التي نفذتها وزارة الداخلية خلال الأيام الماضية ونتج عنها القبض على خلية مكونة من ١٨ داعشيا؛ كانت حلقة ضمن سلسلة متواصلة من الإنجازات الأمنية في سياق عمل الأجهزة الأمنية بتعدد مهامها في ملاحقة الخلايا الإرهابية وتفكيكها وقلبت معادلة المعركة الطويلة مع الإرهاب بحيث فقدت الخلايا الإرهابية القدرة على الفعل وكذلك ردة الفعل، وأوشكت معه المعركة لأن تحط أوزارها بعد سنوات من العمل الأمني المتقن والمحترف، لكن ذلك لا يعني عدم ضمان عودتها من جديد متدثرة بلباس ولافتات جديدة، ما دام المستنقع لازال يستقطب البعوض من كل حدب وصوب، ولا سيما أن المؤسسات الحكومية التي يفترض أن تكون شريكة في تلك المعركة مع القوات الأمنية لم تؤد دورها كما يجب، بل تخاذل معظمها في أداء وظيفته في محاصرة خطاب التطرف الذي يشكل المستنقع الذي يؤهل ويخرج الإرهابيين، فالأجهزة الأمنية ينحصر دورها في ملاحقة المتخرجين من مدارس التطرف إلى مدرسة الإرهاب وليس دورهم القيام بمهام وزارة التعليم أو وزارة الشؤون الإسلامية التي يفترض أن تحاصر خطاب التطرف والعنف والكراهية قبل أن يصل أصحابه إلى تطبيق مفردات خطابهم المتطرف على الأرض والبدء في تنفيذ أجندته، فمعظم من كان في خلية الثمانية عشر داعشيا لم ينبت فجأة من الأرض ولم يتشكل فكره بهذه الصورة المتطرفة بين ليلة وضحاها، وإنما تطور عبر سلسلة طويلة من التلقين من بعض الغلاة في المدارس أو المساجد أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تتدخل تلك المؤسسات الحكومية في الوقت المناسب لكبح خطاب التطرف ومواجهة دعاته بل كان تحركها هزيلا لا يرقى لخطورة المعركة التي تواجهها الدولة مع الإرهاب، وكانت النتيجة أن تحمّل الجهاز الأمني العبء الأكبر في هذه المعركة وأصبح يقاتل وحيدا أولئك الثلة الباغية المتخرجين من مدارس التطرف والتي لازالت تزج بالكوادر في أتون المعركة دون أن تدرك قيادات تلك المؤسسات خطورة مواقفهم السلبية.
لازلنا نرى ونسمع خطابا عنيفا يكفر مخالفيه ويزندقهم وينشر الكراهية والتطرف في المجتمع، ينشط دعاته بين أظهرنا دون رادع من قانون، وتستخدم فيه ذات المفردات التي يستخدمها الإرهابيون ويتبنون ذات العقيدة، إلا أنهم لم يصلوا بعد إلى النزول العملي للميدان في مواجهة الدولة، إلا أنهم يقاتلون بذات الأدوات مشاريع الدولة التنموية ويواجهون المثقفين والكتّاب الذين يعرون فكرهم بلغة عنيفة لا تقل عنفا عن الرصاصة ولا تقل خطورة عنها، لأن كلا الطرفين يمارس الخطيئة ذاتها، فلا فرق بين إرهاب الرصاص وإرهاب الكلمة والفتوى والخطبة.
لازلنا نرى ونسمع خطابا عنيفا يكفر مخالفيه ويزندقهم وينشر الكراهية والتطرف في المجتمع، ينشط دعاته بين أظهرنا دون رادع من قانون، وتستخدم فيه ذات المفردات التي يستخدمها الإرهابيون ويتبنون ذات العقيدة، إلا أنهم لم يصلوا بعد إلى النزول العملي للميدان في مواجهة الدولة، إلا أنهم يقاتلون بذات الأدوات مشاريع الدولة التنموية ويواجهون المثقفين والكتّاب الذين يعرون فكرهم بلغة عنيفة لا تقل عنفا عن الرصاصة ولا تقل خطورة عنها، لأن كلا الطرفين يمارس الخطيئة ذاتها، فلا فرق بين إرهاب الرصاص وإرهاب الكلمة والفتوى والخطبة.