طوال عقود ظل المجتمع المدني المتحضر في السعودية، يعرب عن رغبته، وتوقه للحصول على ترفيه بريء يشبع رغباته ويلبي احتياجاته، ويشعره بإنسانيته، دون أن يصطدم بالدولة أو يحرض عليها.
لم تتعد المطالب الشعبية، حدود الأدب، إما بالتعبير عبر وسائل الإعلام، أو من خلال الأحاديث الودية والاجتماعات مع المسؤولين، مع تفهم الدولة لتلك المطالب، إلا أنها فضلت أن تترك للمجتمع أن يُنضج مبادراته.
وهو ما حدث تماما، فملايين العابرين للحدود باتجاه عواصم الترفيه، أكدوا على أن المطالب حقيقية، وأن طوابيرهم وهم ينهون إجراءات سفرهم على جسر الملك فهد باتجاه البحرين، تصويت دليل عميق لتلك الحاجة الاجتماعية.
على مدى عشرات السنين، رضي الكثير من المواطنين البسطاء بالحد الأدنى من «الحياة»، بالجلوس على الأرصفة وشرب الشاي، أو الذهاب للأسواق والتجول فيها، مع بعض مهرجانات صيفية هنا وهناك، لكنها وللحقيقة لم تكن سوى مسكنات، غير كافية، لا تؤدي الدور الدائم للترفيه.
في المقابل ماذا فعل الغلاة والحركيون المعارضون للترفيه!
في الأول من شهر محرم العام 1400، اقتحم جهيمان وزمرته الباغية الحرم المكي الشريف، متزعما ما يسمى بالحركة المحتسبة، سعيا لتنفيذ أجندة خفية، لمنع ما سموه مظاهر «الترفيه»، التي كانت في بدايات تبرعمها واخضرارها.
تلك المظاهر البسيطة، لم تعد بضع حفلات فنية، مع قليل من الأغاني، إضافة لمسلسلات عربية، ومقاهي ضعيفة يتسامر فيها البسطاء، لقد جن جنون الغلاة من تلك الفعاليات المتواضعة، واعتبروها انحلالا، وثلمة في جناب العقيدة، بادئين بصدامات خشنة.
أولها: احتلال الحرم المكي - وقتل آلاف المؤمنين الموحدين الذين نزلوا في ضيافة الله -، كان هجوما مجرما، لا يبرره رفضهم لمظاهر التمدن والتنمية، التي بدأت في الانتشار.
إثر تلك الجريمة، حصل ما يمكن تسميته بأعراض انسحابية خطيرة، فاختفت الحفلات، ومنعت الأغاني، وغيبت المذيعات، واختطفنا جميعا إلى «منافستو» المكفرين للدولة والمجتمع.
ثانيا: لم يكتف الغلاة بتلك الأرباح، بل وقفوا ضد «الوطن»، في حربه ضد صدام إثر احتلاله للكويت، واندفعوا في زعزعة الأمن، ووزعوا ملايين الأشرطة والخطب المناوئة.
ثالثا: أنشأوا كيانا غير شرعي، يعبر عن حزبيتهم، وأفكارهم المتطرفة، سموه بلجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية، مستقوين بحضور السفير الأمريكي في الرياض.
رابعا: سمموا الأجواء داخل البلاد، بما سموه التواجد الأجنبي، رافعين لافتة «اخرجوا المشركين من جزيرة العرب»، هيأت الحملة التي بدأت منتصف التسعينات، حصول أول تفجير إرهابي في مجمع سكني للخبراء الأمريكان.
خامسا: حرض الكثير من الغلاة، الشباب للذهاب إلى أفغانستان والبوسنة والعراق، ليتحولوا فيما بعد، «لجيش»، يمكن استخدامه عند الصدام مع الدولة، أو للقيام بعمليات قتالية، وهو ما حدث بالفعل العام 2004 بتفجير المحيا، وما تلاه من أعمال تخريب.
سادسا: تأخر الكثير من الحركيين، في إدانة العمليات الإرهابية، والتلاعب بالألفاظ والمواقف، كان أبرزها، قولهم «يجب أن لا نستعجل في اتهام من يقوم بتلك العمليات».
سابعا: مع بدء مشروع «الخريف العربي»، تجهز الجمع وانطلق نفيرهم، فأنشأوا حزب الأمة، وكيل أعتى الأحزاب المتطرفة في المنطقة،- الذي يرأسه حاكم المطيري-، ليكون منصة ينطلق منها الانقلاب على الدولة وهدمها، بدأ بالتجهيز لما سمي «ثورة حنين»، والتي أخفقت نتيجة لاصطفاف المجتمع مع دولته وقيادته.
ثامنا: اليوم يقوم بعض المتطرفين بمحاولة الوقوف أمام مشروع الترفيه، سعيا لوأد جودة الحياة، وإعادة الناس لمعاقلهم، بتهديد الدولة بحرب «تصبح هي الخاسرة فيها»، كما تقول أدبياتهم المنشورة في وسائل التواصل.
هذا هو الفرق بين من يقف مع دولته، ويتفهم حاجتها، وبين من يحول الخلاف في الأفكار، إلى حروب، ويسعى لإنشاء كيان مواز للسيطرة على الشارع مرة أخرى.
لم تتعد المطالب الشعبية، حدود الأدب، إما بالتعبير عبر وسائل الإعلام، أو من خلال الأحاديث الودية والاجتماعات مع المسؤولين، مع تفهم الدولة لتلك المطالب، إلا أنها فضلت أن تترك للمجتمع أن يُنضج مبادراته.
وهو ما حدث تماما، فملايين العابرين للحدود باتجاه عواصم الترفيه، أكدوا على أن المطالب حقيقية، وأن طوابيرهم وهم ينهون إجراءات سفرهم على جسر الملك فهد باتجاه البحرين، تصويت دليل عميق لتلك الحاجة الاجتماعية.
على مدى عشرات السنين، رضي الكثير من المواطنين البسطاء بالحد الأدنى من «الحياة»، بالجلوس على الأرصفة وشرب الشاي، أو الذهاب للأسواق والتجول فيها، مع بعض مهرجانات صيفية هنا وهناك، لكنها وللحقيقة لم تكن سوى مسكنات، غير كافية، لا تؤدي الدور الدائم للترفيه.
في المقابل ماذا فعل الغلاة والحركيون المعارضون للترفيه!
في الأول من شهر محرم العام 1400، اقتحم جهيمان وزمرته الباغية الحرم المكي الشريف، متزعما ما يسمى بالحركة المحتسبة، سعيا لتنفيذ أجندة خفية، لمنع ما سموه مظاهر «الترفيه»، التي كانت في بدايات تبرعمها واخضرارها.
تلك المظاهر البسيطة، لم تعد بضع حفلات فنية، مع قليل من الأغاني، إضافة لمسلسلات عربية، ومقاهي ضعيفة يتسامر فيها البسطاء، لقد جن جنون الغلاة من تلك الفعاليات المتواضعة، واعتبروها انحلالا، وثلمة في جناب العقيدة، بادئين بصدامات خشنة.
أولها: احتلال الحرم المكي - وقتل آلاف المؤمنين الموحدين الذين نزلوا في ضيافة الله -، كان هجوما مجرما، لا يبرره رفضهم لمظاهر التمدن والتنمية، التي بدأت في الانتشار.
إثر تلك الجريمة، حصل ما يمكن تسميته بأعراض انسحابية خطيرة، فاختفت الحفلات، ومنعت الأغاني، وغيبت المذيعات، واختطفنا جميعا إلى «منافستو» المكفرين للدولة والمجتمع.
ثانيا: لم يكتف الغلاة بتلك الأرباح، بل وقفوا ضد «الوطن»، في حربه ضد صدام إثر احتلاله للكويت، واندفعوا في زعزعة الأمن، ووزعوا ملايين الأشرطة والخطب المناوئة.
ثالثا: أنشأوا كيانا غير شرعي، يعبر عن حزبيتهم، وأفكارهم المتطرفة، سموه بلجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية، مستقوين بحضور السفير الأمريكي في الرياض.
رابعا: سمموا الأجواء داخل البلاد، بما سموه التواجد الأجنبي، رافعين لافتة «اخرجوا المشركين من جزيرة العرب»، هيأت الحملة التي بدأت منتصف التسعينات، حصول أول تفجير إرهابي في مجمع سكني للخبراء الأمريكان.
خامسا: حرض الكثير من الغلاة، الشباب للذهاب إلى أفغانستان والبوسنة والعراق، ليتحولوا فيما بعد، «لجيش»، يمكن استخدامه عند الصدام مع الدولة، أو للقيام بعمليات قتالية، وهو ما حدث بالفعل العام 2004 بتفجير المحيا، وما تلاه من أعمال تخريب.
سادسا: تأخر الكثير من الحركيين، في إدانة العمليات الإرهابية، والتلاعب بالألفاظ والمواقف، كان أبرزها، قولهم «يجب أن لا نستعجل في اتهام من يقوم بتلك العمليات».
سابعا: مع بدء مشروع «الخريف العربي»، تجهز الجمع وانطلق نفيرهم، فأنشأوا حزب الأمة، وكيل أعتى الأحزاب المتطرفة في المنطقة،- الذي يرأسه حاكم المطيري-، ليكون منصة ينطلق منها الانقلاب على الدولة وهدمها، بدأ بالتجهيز لما سمي «ثورة حنين»، والتي أخفقت نتيجة لاصطفاف المجتمع مع دولته وقيادته.
ثامنا: اليوم يقوم بعض المتطرفين بمحاولة الوقوف أمام مشروع الترفيه، سعيا لوأد جودة الحياة، وإعادة الناس لمعاقلهم، بتهديد الدولة بحرب «تصبح هي الخاسرة فيها»، كما تقول أدبياتهم المنشورة في وسائل التواصل.
هذا هو الفرق بين من يقف مع دولته، ويتفهم حاجتها، وبين من يحول الخلاف في الأفكار، إلى حروب، ويسعى لإنشاء كيان مواز للسيطرة على الشارع مرة أخرى.