بعد 40 عاماً منذ وفاة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام ومنذ ما يقارب 1400 عام من وقتنا الحالي بحثت الدول التي نشأت في ظل الإسلام عن نظام يجمع لها ما بين وهم الخلافة وحقيقة الرمز الذي يثبت هذا الوهم أو ينفيه.. وعلى الرغم من تعدد الدول في زمان واحد وتباين اتساعها ما بين دولة وأخرى فإن لقب خليفة المسلمين ظل حصراً على الحاكم الذي يحتفظ في سلطته بإدارة شؤون مكة والمدينة وتدبير أمور الحج والعمرة والزيارة فيهما، بغض النظر عن وجود دول أخرى في زمانه ربما أكثر اتساعاً وقوة من دولة الخليفة نفسها.. وعلى هذا فإن مكة المكرمة والمدينة المنورة ظلتا هما الحقيقتين الماثلتين للعيان والرمز الذي تتماهى معه خرافة الخلافة ولقب الخليفة طوال القرون الماضية وتستمد منه الشرعية التي يطلبها السياسي في كل زمان ومكان..
ومع نشوء وتطور مفهوم الدولة الحديثة في عصرنا الحالي أصبح الحديث عن الخلافة والخليفة الذي يجمع تحت سلطته سائر تلك الأمم والدول من أقصى شرق آسيا إلى أقصى غرب أفريقيا ضرباً من الجنون والطوباوية واللاعقلانية التي لا تمت للواقع بصلة.. وإذا كنا نعتقد أن الخلافة والخليفة المزعوم كذلك فإن رمزية الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة لم تفقد وهجها كحقيقة تذكر المسلمين وغير المسلمين بأن هناك حقيقة ما تتجسد في أن أي قيادة تشرف على هاتين المدينتين يظل حقها ثابتا وأصيلا في تمثيل جوهر الإسلام ولب العروبة في العالم أجمع.
ولذلك كان من حسن الطالع عند نشوء الدولة السعودية الثالثة تحت قيادة الملك عبدالعزيز رحمه الله أنه بما آتاه الله من عبقرية وحنكة سياسية فرّق بين الوهم والحقيقة فطرح الأول جانباً وارتكز على الثانية كرمزية حقيقية تؤطر فيها السعودية علاقتها بالعالم أجمع من حولها، ولذلك كان الملك عبدالعزيز المؤسس الأول للدولة الوطنية على معظم أنحاء الجزيرة العربية ذات الحدود السياسية والجغرافية المعلومة، وفي ذات الوقت تمسك بحقيقة الرمزية العظمى التي تمثلها جوهرتا التاج السعودي مكة المكرمة والمدينة المنورة فكان هو ومن بعده الملوك من أبنائه على قدر مستوى التحدي الذي تفرضه هذه الرمزية للمدينتين المقدستين ولحرميهما الشريفين فحيدوهما عن كل خلافات السياسة وصانوهما عمراناً ودافعوا عن كل شر يحيط بهما وبسيادتهما وخدموا بهما الإسلام والمسلمين دون أن يتجاوزوا مفهوم الدولة الوطنية القوية لوهم الخلافة..
إن الاحتفاء الذي يحظى به ملوك السعودية في سائر الأزمان عند زياراتهم للخارج وما نشاهده حالياً من احتفاءٍ منقطع النظير في جولة الملك سلمان بن عبدالعزيز لآسيا والجولات التي قام بها حفظه الله سابقاً للخليج ومصر وتركيا وأمريكا أكبر دليل على أن السعودية القوية فرقت بين وهم الخلافة الذي لا يسلمها إلا للسراب وبين حقيقة الرمز الذي تحمله بين جوانحها الدولة الوطنية السعودية التي أكدت على أول مرتكزاتها في رؤية 2030 بأنها مركز الثقل العربي والإسلامي في العالم.
ومع نشوء وتطور مفهوم الدولة الحديثة في عصرنا الحالي أصبح الحديث عن الخلافة والخليفة الذي يجمع تحت سلطته سائر تلك الأمم والدول من أقصى شرق آسيا إلى أقصى غرب أفريقيا ضرباً من الجنون والطوباوية واللاعقلانية التي لا تمت للواقع بصلة.. وإذا كنا نعتقد أن الخلافة والخليفة المزعوم كذلك فإن رمزية الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة لم تفقد وهجها كحقيقة تذكر المسلمين وغير المسلمين بأن هناك حقيقة ما تتجسد في أن أي قيادة تشرف على هاتين المدينتين يظل حقها ثابتا وأصيلا في تمثيل جوهر الإسلام ولب العروبة في العالم أجمع.
ولذلك كان من حسن الطالع عند نشوء الدولة السعودية الثالثة تحت قيادة الملك عبدالعزيز رحمه الله أنه بما آتاه الله من عبقرية وحنكة سياسية فرّق بين الوهم والحقيقة فطرح الأول جانباً وارتكز على الثانية كرمزية حقيقية تؤطر فيها السعودية علاقتها بالعالم أجمع من حولها، ولذلك كان الملك عبدالعزيز المؤسس الأول للدولة الوطنية على معظم أنحاء الجزيرة العربية ذات الحدود السياسية والجغرافية المعلومة، وفي ذات الوقت تمسك بحقيقة الرمزية العظمى التي تمثلها جوهرتا التاج السعودي مكة المكرمة والمدينة المنورة فكان هو ومن بعده الملوك من أبنائه على قدر مستوى التحدي الذي تفرضه هذه الرمزية للمدينتين المقدستين ولحرميهما الشريفين فحيدوهما عن كل خلافات السياسة وصانوهما عمراناً ودافعوا عن كل شر يحيط بهما وبسيادتهما وخدموا بهما الإسلام والمسلمين دون أن يتجاوزوا مفهوم الدولة الوطنية القوية لوهم الخلافة..
إن الاحتفاء الذي يحظى به ملوك السعودية في سائر الأزمان عند زياراتهم للخارج وما نشاهده حالياً من احتفاءٍ منقطع النظير في جولة الملك سلمان بن عبدالعزيز لآسيا والجولات التي قام بها حفظه الله سابقاً للخليج ومصر وتركيا وأمريكا أكبر دليل على أن السعودية القوية فرقت بين وهم الخلافة الذي لا يسلمها إلا للسراب وبين حقيقة الرمز الذي تحمله بين جوانحها الدولة الوطنية السعودية التي أكدت على أول مرتكزاتها في رؤية 2030 بأنها مركز الثقل العربي والإسلامي في العالم.