ذكرت في المقالة السابقة أن الخمر سميت أم الخبائث لأنها تُذهب العقل وتفتح الباب لارتكاب كل خطأ وخطيئة دون أي تفكير أو إحساس بالمسؤولية، وهذا أيضا ما يفعله الجهل ببعض الناس، إذ قد يحولهم إلى أدوات في أيدي أصحاب المصالح لارتكاب الخطايا في حق أنفسهم وغيرهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ولذلك كررت العنوان «الجهل أبو الخبائث».
لأسباب غير مفهومة تحول النادي الأدبي في المدينة المنورة خلال الأشهر القليلة الماضية من الانشغال بالأدب والثقافة إلى استضافة الوعاظ وذوي النظريات التاريخية الشاذة والمتلاعبين بالأنساب، الذين يحسبون أن الله فتح عليهم وهم في غياهب الجهل غارقون، ولعل أقرب تفسير لذلك يمكن أن يتمثل في توافق هوى مسؤولي النادي مع ما يأتي به هؤلاء رغم ضلالته وفداحة خطيئته دون اكتراث بما يترتب عليه.
قبل أيام خرج عبر منبر النادي باحث معروف بتعصبه لرأي شاذ يستند فيه إلى وريقات مزورة من كتب مدلسي «صعدة»، ويمس في الوقت ذاته نسب أبناء إحدى أكبر القبائل في الجزيرة العربية، خرج باستضافة رسمية من على منبر النادي ليأتي بطامة جديدة، حيث أكد أن قبائل المدينة القديمة انقرضت محدداً قبيلتي «الأوس والخزرج وما تفرع منهما» ومستندا في رأيه الشاذ المضطرب هذا إلى حديث نبوي شريف لم يفهم تفسيره، يشير إلى أن الناس يزيدون والأنصار يقلون، مع أن الأنصار رضي الله عنهم مجرد أشخاص معدودين ناصروا النبي عليه الصلاة والسلام عند هجرته، ومن الطبيعي أن يغادروا هذه الدنيا ولا يبقى منهم أحد، أما أحفادهم فلا تنسحب عليهم صفة الأنصارية، وهم إلى اليوم وغد وبعد غد يسكنون المدينة وبواديها ويحتفظون بأسماء قبائلهم القديمة وأراضيها وضياعها، بالرغم من دخولهم في كيانات قبلية جديدة بالحلف كما هو معروف من سلوك القبائل في العصور المتأخرة فـ «بني سالم» سادة الخزرج على سبيل المثال ما زالوا في ديارهم وضياعهم ونخيلهم حول المدينة وفروع قبيلتهم أشهر من أن تذكر، وكذلك إخوتهم «بني عمرو» و«بني عوف» من الأوس، وجميع هذه القبائل دخلت في تكتل قبلي معروف تفخر به اليوم، لكن أخانا الباحث ولشدة تعصبه لوريقات صعدة وتشابه اسم الحلف الكبير مع قبيلة صغيرة في جبال مران في اليمن يريد أن يتلاعب بنسب هذه القبائل ويلقي بها هناك، وهو ما يؤيده فيه بعض أبناء شرق آسيا من مدعي الأنصارية، التي كما أسلفت صفة تخص أصحاب النبي فقط ومناصريه ولا تنسحب على أحفادهم أو قبائلهم، وهذا ما يؤكده الواقع وتؤكده شروحات المفسرين للحديث، ومن هنا يأتي خطر استباحة الجهلة لحمى تفسير الأحاديث النبوية وعلى منبر ناد أدبي رسمي بهدف الانتصار لرأي شاذ يتعصبون له جهلا دون حياء أو خجل.
لم أذكر اسم الباحث لأن جهله هو ما ينبغي كشفه وليس شخصه، وأنا أدعو من هنا نادي المدينة الأدبي، إن كان يزعم أن هوى مسؤوليه ليس سببا في ترويج هذه الطوام عبر استضافة صاحبها، أن يصحح الخطأ ويستضيف الدكتور المؤرخ عبدالمحسن بن طما الذي له بحوث قيمة ترد على هذه الادعاءات بالحجة والدليل، فهل لدى مسؤولي النادي الجرأة على ذلك؟!
لأسباب غير مفهومة تحول النادي الأدبي في المدينة المنورة خلال الأشهر القليلة الماضية من الانشغال بالأدب والثقافة إلى استضافة الوعاظ وذوي النظريات التاريخية الشاذة والمتلاعبين بالأنساب، الذين يحسبون أن الله فتح عليهم وهم في غياهب الجهل غارقون، ولعل أقرب تفسير لذلك يمكن أن يتمثل في توافق هوى مسؤولي النادي مع ما يأتي به هؤلاء رغم ضلالته وفداحة خطيئته دون اكتراث بما يترتب عليه.
قبل أيام خرج عبر منبر النادي باحث معروف بتعصبه لرأي شاذ يستند فيه إلى وريقات مزورة من كتب مدلسي «صعدة»، ويمس في الوقت ذاته نسب أبناء إحدى أكبر القبائل في الجزيرة العربية، خرج باستضافة رسمية من على منبر النادي ليأتي بطامة جديدة، حيث أكد أن قبائل المدينة القديمة انقرضت محدداً قبيلتي «الأوس والخزرج وما تفرع منهما» ومستندا في رأيه الشاذ المضطرب هذا إلى حديث نبوي شريف لم يفهم تفسيره، يشير إلى أن الناس يزيدون والأنصار يقلون، مع أن الأنصار رضي الله عنهم مجرد أشخاص معدودين ناصروا النبي عليه الصلاة والسلام عند هجرته، ومن الطبيعي أن يغادروا هذه الدنيا ولا يبقى منهم أحد، أما أحفادهم فلا تنسحب عليهم صفة الأنصارية، وهم إلى اليوم وغد وبعد غد يسكنون المدينة وبواديها ويحتفظون بأسماء قبائلهم القديمة وأراضيها وضياعها، بالرغم من دخولهم في كيانات قبلية جديدة بالحلف كما هو معروف من سلوك القبائل في العصور المتأخرة فـ «بني سالم» سادة الخزرج على سبيل المثال ما زالوا في ديارهم وضياعهم ونخيلهم حول المدينة وفروع قبيلتهم أشهر من أن تذكر، وكذلك إخوتهم «بني عمرو» و«بني عوف» من الأوس، وجميع هذه القبائل دخلت في تكتل قبلي معروف تفخر به اليوم، لكن أخانا الباحث ولشدة تعصبه لوريقات صعدة وتشابه اسم الحلف الكبير مع قبيلة صغيرة في جبال مران في اليمن يريد أن يتلاعب بنسب هذه القبائل ويلقي بها هناك، وهو ما يؤيده فيه بعض أبناء شرق آسيا من مدعي الأنصارية، التي كما أسلفت صفة تخص أصحاب النبي فقط ومناصريه ولا تنسحب على أحفادهم أو قبائلهم، وهذا ما يؤكده الواقع وتؤكده شروحات المفسرين للحديث، ومن هنا يأتي خطر استباحة الجهلة لحمى تفسير الأحاديث النبوية وعلى منبر ناد أدبي رسمي بهدف الانتصار لرأي شاذ يتعصبون له جهلا دون حياء أو خجل.
لم أذكر اسم الباحث لأن جهله هو ما ينبغي كشفه وليس شخصه، وأنا أدعو من هنا نادي المدينة الأدبي، إن كان يزعم أن هوى مسؤوليه ليس سببا في ترويج هذه الطوام عبر استضافة صاحبها، أن يصحح الخطأ ويستضيف الدكتور المؤرخ عبدالمحسن بن طما الذي له بحوث قيمة ترد على هذه الادعاءات بالحجة والدليل، فهل لدى مسؤولي النادي الجرأة على ذلك؟!