-A +A
عبدالرحمن اللاحم
الجولة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لمجموعة من الدول الآسيوية لها أبعاد سياسية ومصالح اقتصادية للمملكة ولتلك الدول؛ تتمثل في مجموعة من الاتفاقيات التي وقعت أثناء الزيارة والتي سيكون لها الأثر الكبير على تعميق العلاقة بين المملكة ودول لها تجارب تنموية رائدة نحن بأمس الحاجة لها، لأن المملكة العربية السعودية الآن تعيش مرحلة حراك تنموي كبير، حراك غير معني بطريقة التفكير على طريقة الصناديق المغلقة، وإنما يعتمد على التفكير خارج الصندوق والتخلص من القيود البيروقراطية التي أوصلتنا إلى مناطق مغلقة وطرق مسدودة حتى ترهلت مؤسساتنا وتخشبت أنظمتنا، وكل ذلك بسبب الخشية من ممارسة التجارب التنموية الناجحة في مجتمعات تشاركنا الدين والقيم والثقافة لكنها لم تخضع لسيطرة موروث ثقافي يعرقل التنمية وإنما عملت على تغيير المفاهيم الاجتماعية لتتواءم مع حركة التغيير.

إن نجاح رؤية 2030 سيكون ملهماً لكل الدول الإسلامية، لأن المملكة لها مكانة خاصة ووضعية لا يمكن أن تشاركها أي دولة في هذا العالم، وهي ارتباطها بخدمة ورعاية أقدس مكانين لدى المسلمين في العالم، وهما الحرمان الشريفان، وهذا يؤكده الاستقبال الشعبي الكبير لخادم الحرمين الشريفين في ماليزيا وإندونيسيا والمشاعر والمشاهد الشعبية التي لمسناها أثناء الزيارة، فهم لا يتعاطون مع الزيارة بشكل روتيني وأنها مجرد زيارة لزعيم سياسي وإنما لقائد لدولة محورية ومركزية في العالم يتشرف بخدمة مقدسات المسلمين ويذود عنها ويقود العالم الإسلامي في قضاياه العادلة ويذود عنها، لذلك كله لا يمكن للحالمين من الدول من الأنظمة أن تنال من مكانة هذه الدولة لأنها ستواجه هديراً من الأصوات الغاضبة في العالم الإسلامي.