-A +A
علي مكي
@ali_makki2

في يوم مباراة الاتحاد والهلال تم تداول عدد من (الواتسابات) تخص نزال (الكلاسيكو) السعودي الشهير معلنة أن الهلال سيلعب ضد المملكة العربية السعودية، ثم انتشرت صورة لتشكيلتي الفريقين حيث الهلال بأسماء لاعبيه الأحد عشر بينما الفريق الآخر حمل 19 لاعباً هم أسماء الأندية الثلاثة عشر الأخرى ومعهم الحكام المحليون يمثلون لاعباً واحداً ثم أحمد عيد وأسماء أخرى مثل «الدفع الرباعي» و «خشم بخاري» و«إعلام.......»....إلخ المسميات المضادة التي تطلقها جماهير الهلال وإعلامه على المنافسين الذين لا يروقون لهم عندما يكونون مستقلين بآرائهم ولهم كينونتهم الخاصة بعيداً عن التبعية الزرقاء.


في «الواتسابات» المشار إليها أعلاه ثمة سخرية هلالية من كل الآخرين أي غير الهلاليين وهي سخرية تنقلب على الهلال نفسه كون الطرف الآخر يمثل كل الأندية المنافسة بإعلامهم ومشجعيهم حيث اجتمعت كلها على كراهية الهلال ــ باستثناء نادي الشباب ومعظم الحكام المحليين بالطبع! ــ وعندما يقول الهلاليون إن سكان المملكة غير الهلاليين ضدهم فهم صادقون، والدليل النزال الآسيوي الشهير أمام سدني الأسترالي الذي أصبحت ذكراه تستعاد سنوياً وأحياناً أكثر من مرة خلال سنة واحدة مثل الهاشتاق الذائع الصيت في موقع الطائر (الأزرق) نفسه أي «تويتر».

كنتُ قد كتبتُ من قبل بأنني لم أكن أتوقع أن السواد الأعظم من جماهير الأندية السعودية، باستثناء جماهير الهلال، لا تزال تقف ضد الهلال ليس في المباريات المحلية فقط وضد فرقها أو الفرق الأخرى فحسب، ولكن حتى في مشاركاته الخارجية التي يلعب فيها باسم المملكة ويمثل فيها الوطن تجد هؤلاء الجماهير يشجعون الفرق المنافسة التي تمثل بلداناً أخرى مع الأسف، كما حصل مع سدني سابقاً، كنت أتوقع أن هذه الظاهرة انتهت أو على الأقل تلاشت أو انحسرت أو هي في طريقها لذلك، وإن بقي من يمارس هذا الكره وهذه العصبية أو التعصبية ضد أحد الفرق الوطنية، فهو شذوذ لا يمثل قاعدة أو ظاهرة، لكن خابت توقعاتي، وأظهر نهائي سدني الشهير أن الكراهية للهلال من غير أنصاره مستمرة ومتنامية ومطردة، فأغلب مشجعي الأندية الأخرى كانوا يتمنون سقوطه بل عندما خسر الحلم العالميّ خرجت البهجة والفرحة والغبطة في مسيرات كتابية وتصويرية وتنكيتية عبر (الواتساب) ومواقع التواصل الاجتماعي جذلى بسقوط الهلال.

إنني ضد هذا التعصب إذا كان يجعلنا نساند الآخر ضد وطننا مهما كانت الأسباب، لكن الاستغراب وحده لا يكفي ولا الإنكار ولا الشجب وإعلان موقف الضد من هذه الممارسات المقيتة، بل إن الأمر يجب أن يخضع للدراسة والتحليل واستطلاع الآراء لمعرفة لماذا يكرهون الهلال بهذا الشكل السافر وغير الجميل خاصة أن الفرق الأخرى التي تمثلنا في الدوري الآسيوي لم يتعرض لها أحد بمثل هذه الكراهية بل على العكس تجد دعماً كبيراً وتحفيزاً مثالياً من جميع جماهير الأندية الأخرى الذين يحضر بعضهم إلى الملعب للمساندة والمؤازرة.

وها هي الأيام تعود لتؤكد أنه حتى في عز تفوق الهلال وصدارته المطلقة لدوري جميل 2017، إلا أن الكراهية له ومكوناته ونفوذه داخل اتحاد القدم تتزايد بعد الهدف البعيد عن الروح الرياضية الأخير لادواردو في شباك الاتحاد، وهو الهدف - إضافة إلى تسهيلات سابقة - الذي سيشوه بطولة الهلال لو حدثت كما تشوهت بطولات أخرى كثيرة لذات الفريق، وهذا ما يحتم ضرورة إخضاع الهلال وعلاقته بالآخرين إلى دراسة نفسية اجتماعية مستفيضة.